نجاد يبحث مع الأسد أوضاع المنطقة.. ويلغي زيارته لأميركا اللاتينية

إيران: عقوبات واشنطن لن توقف النووي.. وليبرمان: إنها مزعزعة لاستقرار العالم

TT

يبحث الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليوم مع نظيره السوري بشار الأسد حول العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في المنطقة. وكان من المقرر ان يتوجه نجاد بعد ساعات من زيارته الى دمشق الى اميركا اللاتينية في جولة تشمل البرازيل وفنزويلا والاكوادور, إلا أن وكالة الانباء الايرانية اعلنت مساء أمس أن الزيارة الغيت بدون ابداء اسباب.

وقالت مصادر سورية إن المحادثات السورية الإيرانية تأتي في إطار «استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين». وكان الرئيس السوري أكد في حديث له أول من أمس مع القناة الفرنسية الثالثة على ضرورة تبني «مقاربة جديدة مع إيران ومع المسألة الفلسطينية أيضا وفي عملية السلام»، وقال: «حماس تتمتع بنفوذ، ولا يمكن تجاهلها، ولا يمكن التوصل إلى السلام إذا كانت حماس خارج اللعبة، والأمر نفسه بالنسبة للبنان، فإن لم يكن هناك حوار مباشر أو غير مباشر مع حزب اللـه، وإن لم يعترف به كلاعب ذي نفوذ، تذهبوا نحو الفشل». واعتبر الأسد أن «السياسة» هي التصرف بحسب الواقع والتحدث مع الأطراف التي تتمتع بالنفوذ من أجل التحرك بالاتجاه الإيجابي أو السلبي.

وكان حسن قشقوي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قال إن إيران قررت تكثيف علاقاتها مع دول أميركا اللاتينية، على الرغم من قلق الولايات المتحدة في هذا الشأن. وأوضح المتحدث: «لدينا علاقات نشطة مع دول أميركا اللاتينية في قطاعات الثقافة والاقتصاد والسياسة»، معتبرا أن ذلك «من حق» بلاده. وقال قشقوي إن بلاده لن تعلق برنامجها النووي المتنازع عليه حتى إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات تستهدف شركات تقوم بشحن الوقود لإيران. وطرح 25 عضوا بمجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري مشروع قانون يمنح الرئيس باراك أوباما سلطة فرض عقوبات على الشركات التي تمد إيران بالوقود.

وأضاف قشقوي في مؤتمر صحافي أسبوعي: «نستطيع التعامل مع مثل هذه الإجراءات والعقوبات الأميركية.. لن تمنع العقوبات والتهديدات إيران من مواصلة نشاطها النووي»، حسب «رويترز». وإيران هي رابع أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، لكنها تفتقر إلى محطات التكرير لتلبية الطلب المحلي، وبالتالي تعتمد بشدة على الواردات الدولية لضمان وجود وقود في المضخات. وبموجب مشروع القانون، تمنع أي شركة نفط أجنبية يثبت أنها انتهكت هذا القرار من امتلاك محطات تجزئة لتزويد السيارات بالوقود في الولايات المتحدة أو من تقديم النفط الخام لاحتياطي البترول الاستراتيجي الأميركي.

من جهة ثانية، وصف أفيغدور ليبرمان أثناء جولته الأوروبية الأولى كوزير للخارجية الإسرائيلية برنامج إيران النووي بأنه «عامل مزعزع لاستقرار العالم كله». وقال ليبرمان في روما: «من المهم بالنسبة لنا أن نؤكد على أن إيران هي المشكلة الأكبر في الوقت الحالي بالشرق الأوسط.. إيران التي تسعى لأن تصبح نووية.. وهي تسعى لأن تصبح، أو أصبحت بالفعل، عاملا مزعزعا لاستقرار العالم كله». وأضاف ليبرمان أنه يأمل في أن تسهم جولته الأوروبية، التي سيزور خلالها أيضا فرنسا وجمهورية التشيك وألمانيا، في «دعم رفع مستوى علاقاتنا مع أوروبا».

ويقول الاتحاد الأوروبي الذي يعتبره كثير من الإسرائيليين يضمر تأييدا للعرب، إنه لن يرفع مستوى علاقاته مع إسرائيل إلا إذا تبنى رئيس الوزراء الجديد بنيامين نتنياهو رؤية الحل القائم على الدولتين الذي يتصور إقامة دولة فلسطينية تعيش إلى جانب إسرائيل.

وقال ليبرمان إن إيطاليا الحليف القوي لإسرائيل هي المحطة الأولى الطبيعية في أول زيارة له لأوروبا كوزير. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية قبل الزيارة عن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني قوله إنه سيحث ليبرمان على «تخفيف حدة نبرة تصريحاته».

لكن إيطاليا بصفتها الرئيس الحالي لمجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى ترغب في إشراك إيران في محادثات بشأن الإرهاب والمخدرات والجريمة المنظمة على الحدود مع أفغانستان وباكستان، وهي موضوع اجتماع دولي من المقرر انعقاده في إيطاليا في يونيو (حزيران) المقبل.

وقال فراتيني: «إذا كانت إيران مستعدة للمساهمة في حل قضايا على حدود باكستان وأفغانستان وإيران.. فمن واجبنا الاستماع إليهم. لن نتحدث بشأن الملف النووي الذي نتبنى فيه تماما نفس الموقف الصارم المناهض للانتشار النووي. إنهما قضيتان منفصلتان تماما».