غيتس: مبادرتنا تجاه إيران ليست على حساب الخليج.. ونسعى لسفارات عربية ببغداد

بدأ جولة تشمل مصر والسعودية وسيبحث بالرياض الوضع في باكستان وإعادة تأهيل معتقلي غوانتانامو اليمنيين

وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس يتوسط سفيرة بلاده لدى مصر مارغريت سكوبي واللواء أركان حرب المصري حسن الرويني لدى وصوله إلى مطار القاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إنه سيسعى في زيارته الحالية إلى الشرق الأوسط، التي تشمل مصر والسعودية، إلى طمأنة حلفاء الولايات المتحدة، خاصة في منطقة الخليج، إلى أن جهود واشنطن للحوار مع إيران لن تكون على حسابهم. وأبلغ الصحافيين المرافقين له على الطائرة العسكرية خلال رحلته، التي توقفت في شانون في أيرلندا قبل توجهه إلى مصر في بداية جولته، أنه يتوقع أن تواجه جهود واشنطن للتواصل مع إيران بيد مغلقة.

وأضاف أن جزءا من مهمته هي التأكيد على أن مبادرة الولايات المتحدة تجاه طهران هي لتحسين الأمن الإقليمي وأن التعامل الدبلوماسي مع إيران لن يكون على حساب العلاقات الطويلة مع السعودية ودول الخليج الشركاء والأصدقاء منذ عقود.

وأضاف غيتس أنه بينما نسعى إلى التواصل مع إيران بيد مفتوحة كما قال الرئيس (باراك أوباما) فإن الجميع في الإدارة بدءا من الرئيس نزولا إلى المسؤولين الآخرين واقعيون، وسيكونون صارمين إذا قوبلنا بيد مغلقة.

وقال أيضا إن واشنطن ستتعامل مع إيران بطريقة معقولة بحيث تضمن أمن جميع الأطراف في المنطقة وليس فقط أمن الولايات المتحدة.

وقال وزير الدفاع الأميركي إن هناك قلقا في المنطقة من النفوذ الإيراني في العراق، لكن هذا يمكن الحد منه إذا فتح المزيد من الدول العربية سفارات في العراق، أو أصبحت أكثر انخراطا هناك. وقال غيتس «إذا كان العالم العربي مهتما بالتأثير الإيراني على العراق فإن أفضل وسيلة هي زيادة التأثير العربي على بغداد وذلك بإيفاد المزيد من السفراء ومزيد من الارتباط بالعراق عبر ترتيبات أمنية إقليمية تضم الدول العربية»، وأشاد في هذا الصدد بمصر لاتخاذها خطوات في هذا الاتجاه، وفقا لـ«أسوشييتدبرس». ومن المقرر أن يكون غيتس قد وصل مصر مساء أمس، حيث سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك اليوم، كما سيتوجه اليوم أيضا إلى الرياض.

وأشار غيتس إلى أن مباحثاته في الرياض ستشمل مناقشة إعادة تأهيل المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو، الذين يقدر عددهم بمائة، في مركز إعادة التأهيل بالسعودية. كما قال غيتس إن واشنطن ترحب بأي مساعدة يمكن أن يقدمها المسؤولون السعوديون إلى الحكومة الباكستانية الهشة حاليا. وقال إن السعودية بشكل خاص لديها نفوذ مهم في باكستان «وأعتقد أن أي شيء يقدمونه لجمع الباكستانيين في الإطار العريض للتعامل مع التحديات التي تواجهها حكومتهم في إسلام آباد سيكون موضع ترحيب».

وكانت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» قالت إن زيارة غيتس إلى كل من مصر والسعودية ستبحث العلاقات مع إيران والعراق وتهريب الأسلحة لقطاع غزة والمصالحة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان. وأشار مصدر في البنتاغون إلى أن زيارة غيتس تهدف إلى تعزيز العلاقات مع بلدين لهما وزنهما الإقليمي المهم وتربطهما علاقات عسكرية مع الولايات المتحدة. ووزع البنتاغون أمس تصريحات أدلى بها غيتس للمراسلين الذين يرافقونه خلال هذه الرحلة قال فيها «الزيارة تهدف إلى تقوية العلاقات مع أصدقاء لنا». وقال البنتاغون أيضا إن المسؤول الأميركي سيحث كلا من مصر والسعودية على إقامة علاقات دبلوماسية قوية مع العراق. وقال غيتس إن المصريين يلعبون دورا كبيرا في العلاقات الإسرائيلية ـ الفلسطينية وخاصة في مجال التفاوض بين الجانبين، مشيرا إلى أنه سيبحث في القاهرة موضوع تهريب السلاح إلى غزة وخطط الحد من عمليات التهريب. وقال إن فريقا أميركيا يساعد المصريين للكشف عن الأنفاق التي تستعمل لتهريب الأسلحة عبر الحدود المصرية إلى قطاع غزة، وقال إن هذا الفريق من المهندسين سيدرب المصريين على طرق تشغيل نظام مراقبة التهريب عبر الأنفاق.

وقال البنتاغون إن غيتس سيبحث الدور الذي يمكن أن تلعبه السعودية لمساعدة أفغانستان ومسألة مصالحة الحكومة الأفغانية مع حركة طالبان. وسيركز المسؤول الأميركي، الذي زار البلدين قبل سنة ونصف السنة، خلال محادثاته في القاهرة والرياض على قضايا الأمن الإقليمي بما في ذلك عملية السلام في الشرق الأوسط والحرب الجارية في العراق وأفغانستان. وهذه أول مرة يقوم فيها غيتس بزيارة خارجية منذ خمسة أشهر. وقال غيتس للمراسلين إنه بقي في واشنطن للتعرف على المسؤولين الجدد في إدارة الرئيس باراك أوباما.

من جهة أخرى أجرى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط مباحثات أمس مع مستشار وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الخليج وجنوب غرب آسيا السفير دينيس روس والوفد المرافق له، والذي ضم الجنرال جون آلن نائب قائد المنطقة المركزية الأميركية. وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير حسام زكىن بأن أبو الغيط ناقش مع الوفد الأميركي الوضع فيما يتعلق بمنطقة الخليج العربي، وإيران وأنه طرح على الجانب الأميركي العناصر الأساسية للرؤية المصرية فيما يتعلق بتلك المنطقة الحيوية والمهمة لمصر.

وقال زكي إن وزير الخارجية ناقش مع روس النهج الأميركي الجديد، الذي يهدف إلى التفاعل الإيجابي مع إيران بُغية تحقيق تغيير في السلوك الإيراني سواء فيما يتعلق بملفها النووي أو بسلوكها عموما في المنطقة. وأوضح المتحدث أن أبو الغيط أعرب خلال اللقاء عن تطلعه لنجاح النهج الأميركي الجديد في تحقيق التغيرات المطلوبة خاصة فيما يتعلق بسلوك إيران في المنطقة على اعتبار أن ذلك السلوك يُعد سلبيا في مناح كثيرة وأنه لا يساعد على تحقيق الأمن والاستقرار والسلام. وذكر المتحدث الرسمي أن أبو الغيط أشار كذلك إلى أن أي تعامل ناجح مع الملف النووي الإيراني يجب أن يأخذ في الاعتبار أن لإيران حقوقا مُعترفا بها في معاهدة منع الانتشار ويتعين السماح لها بتطبيقها، كما أن استمرار عدم انضمام إسرائيل إلى تلك المعاهدة يشكل خطورة كبيرة على السلم والأمن ويكرس ازدواجية مرفوضة للمعايير. وأشار إلى أن الجانب الأميركي أعرب عن تفهمه الكامل للرؤى المصرية وأنه اتفق على استمرار التشاور حول هذه الموضوعات.