لبنان: البطريرك صفير والمفتي قباني يتخوفان من تأثير ما يحصل.. واحتمال إرجاء الانتخابات

الاعتداءات على أنصار أحمد الأسعد ترفع منسوب القلق

TT

ارتفع منسوب القلق لدى عدد من المسؤولين اللبنانيين مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في 7 يونيو (حزيران) المقبل، وخصوصا بعد سلسة الاعتداءات التي تعرّض لها أخيرا أنصار المرشح عن المقعد الشيعي في الجنوب، رئيس «تيار الانتماء اللبناني»، أحمد الأسعد.

وأمس وصف البطريرك الماروني نصر الله صفير الأجواء بـ«الملبدة»، مستغربا أمام زواره «التشنج الذي يرافق تأليف اللوائح». كما أبدى تخوفه من «الحديث المتكاثر عن إرجاء الانتخابات النيابية». أما مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني فرأى أن التطورات الأخيرة «خطيرة جدا ومخيفة، لا بل نقول عنها إنها مرعبة، لأنها ستزرع الخوف في قلوب المواطنين وستؤثر على العملية الانتخابية ونزاهتها وحريتها». وسأل: «هل الإنسان الشيعي ممنوع عليه الذهاب إلي بلدته أو ممارسة حقه السياسي بحرية وممارسة حقه الديمقراطي في الترشح للانتخابات والقيام بجولاته الانتخابية؟ إذا كان ذلك ممنوعا على الشيعي، فكيف يمكن أن تكون هذه الأمور على المسيحي أو غير المسيحي؟» مؤكدا أن «الرد على هذه الممارسات وعلى هذه الأعمال يكون بالمشاركة في الانتخاب».

هذا وعقد الأسعد مؤتمرا صحافيا شرح فيه «الاعتداءات التي تعرضنا لها» وحمل بشدة على «حزب الله» معتبرا أن «الحديث عن إجراء انتخابات، لن نقول ديمقراطية بل حتى شبه ديمقراطية، هو من قبيل ذر الرماد في العيون». وفيما رأى أن الحوادث «أثبتت أن كلام المسؤولين عن إمكان إجراء انتخابات في أجواء ديمقراطية، كلام فارغ، على الأقل في المناطق التي تخضع لنفوذ حزب الله» واعتبر أن الحزب «يريد أن تحصل الانتخابات في المناطق ذات الأكثرية الشيعية وفق النموذج الإيراني أو السوري، أي انتخابات لا تتوافر لها الظروف المطلوبة حقا لإجراء انتخابات طبيعية».

وقال إن «هذه الممارسات والاعتداءات علينا، دليل إفلاس من قام بها» مضيفا أن «حزب الله يتبع هذا الأسلوب لتخويف الناس وقمعهم ودفعهم إلى البقاء في بيوتهم في 7 حزيران وعدم التوجه إلى مراكز الاقتراع للتصويت لخط أحمد الأسعد». وشدد على أن «الاتهامات الكاذبة التي يطلقها حزب الله علينا بأننا عملاء لإسرائيل هي أكبر خدمة لإسرائيل» داعيا الحزب إلى «الكف عن هذا الخطاب التخويني». واعتبر أن «أقل ما يقال في هذه الاتهامات هو أنها وقحة، إذ إن التوقيفات الأمنية الأخيرة تظهر يوما بعد يوم أن عناصر في حزب الله هم عملاء إسرائيل. فهل يحاول حزب الله صرف الأنظار عما يتكشف من فضائح عمالة بين صفوفه من خلال إلقاء هذه التهمة علينا وعلى أنصارنا؟».

وفي سياق الكلام الانتخابي، دافع رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي عن الوسطية، فقال: «مهما تباعدت المواقف وكثرت الخلافات لا بديل عن التلاقي وعن الوسطية التي يمكن، وحدها، أن تقود المسيرة الوطنية إلى بر الأمان والاستقرار، ذلك أنها لن تكون نهجا متطرفا أو منعزلا أو تابعا أو محايدا». وأضاف: «إن الوسطية خيار الموقف الوطني الجامع الذي يرفض التطرف والمتطرفين ويأبى الانعزال والمنعزلين ويدين التبعية والتابعين ويترجم توجهات اللبنانيين التواقين إلى وطن سيد حر مستقل، بصرف النظر عن الانتماءات السياسية أو الحزبية أو الطائفية أو المناطقية».