السودان: سيلفا كير يدعو لانتخابات حرة ونزيهة ويتخوف من تجربتي كينيا وزيمبابوي

باقان أموم لـ«الشرق الأوسط»: جيش الحركة لن يكون تحت إمرتها

TT

دعا نائب الرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب سيلفا كير، إلى إجراء انتخابات حرة وشفافة في البلاد، لافتا إلى أن لدى الحركة الشعبية التي يرأسها التزام أخلاقي فيما يتعلق بنظام التمثيل النسبي في الانتخابات، مشددا على ضرورة تفادى أن تصبح الانتخابات العامة المقررة في فبراير (شباط) المقبل مصدرا للعنف كما حدث في بعض الدول المجاورة لبلاده، ملمحا إلى كينيا وزيمبابوي.

ودعا كير لبث روح السلام والتسامح للانطلاق نحو البناء، في وقت أكد الأمين العام للحركة الشعبية أنها لا تحتفظ بجيش تحت إمرتها منذ توقيعها على اتفاقية السلام الشامل مع الحكومة السودانية في نيفاشا (الكينية) في يناير (كانون الثاني) من العام 2005، مشيرا إلى أن جيش الحركة بات جيش حكومة الجنوب أيا كان من يحكم هناك، كما أن الجيش السوداني هو جيش الحكومة المركزية أيا كان شكل الحكومة.

وطرح كير، لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لملتقى المائدة المستديرة الثاني لولاة وحكام الولايات حول أجندة النمو الاقتصادي المنعقد بواو جنوب السودان، بمشاركة نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه وولاة وحكام الولايات الشمالية والجنوبية، أمس، على المؤتمرين تجربة منتدى جنوب السودان، الذي عقد في ست جلسات في فبراير (شباط) الماضي في إطار تبادل المعلومات بين الولاة وشركاء التنمية.

ودعا قيادات الولايات للتنسيق وبناء قدرات الكوادر، وشدد على أهمية تنفيذ اتفاقية نيفاشا بين الشمال والجنوب التي أنهت عقدين من الحرب الأهلية ووقعت في عام 2005، مشيرا إلى أن تنفيذها سيجعل الوحدة أكثر جاذبية عبر تقديم الخدمات. وتابع «هذا هو الشرط الوحيد لإرساء الوحدة»، مبينا أن هناك أهمية تقتضي إشاعة ثقافة السلم والمصالحة وتضميد الجراح وطلب العفو، مشيرا إلى منهج مؤسس الحركة الراحل الدكتور جون قرنق، كما ناشد رجال الدين ومنظمات المجتمع المدني بالعمل على غرس هذه القيم.

ورهن كير حل أزمة دارفور وتحقيق الاستقرار بالإقليم بتحقيق المصالحة الوطنية، داعيا الحركات المتمردة في دارفور إلى توحيد صفوفها بغية الدخول في محادثات مباشرة في مدة أقصاها نهاية العام الجاري، مشيرا إلى أن نزاع دارفور يشكل قلقا عاما، وتابع «هناك مشاكل في دارفور وأخرى في الجنوب يجب أن لا ندفن رؤوسنا في الرمال ويجب أيضا أن نتعلم وأن نصفح ونعفو».

من جهته قال نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه، إن انعقاد الملتقى دلالة على أن الحكومة عقدت العزم على مواصلة بناء الوطن وتعزيز مسيرة الوحدة والوفاق الوطني، خاصة أن هنالك العديد من القضايا التي تحتاج إلى المزيد من التنسيق وترتيب الأولويات، وأضاف «السودان يتمتع بقدرات هائلة وحتى يصبح ذلك واقعيا لا بد أن تكون هنالك أداة لترجمة ذلك لصالح المواطن». ونوه إلى أن العالم في الوقت الحالي يعاني من الكساد ونضوب الشركات الاستثمارية، وأشار إلى أن الدولة تريد أن تجعل نصوص اتفاق نيفاشا تعزيزا للوحدة. وأضاف «نحن اليوم أكثر تصميما لتحقيق الشراكة والحفاظ على السودان حرا موحدا».

إلى ذلك أكد الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم لـ«الشرق الأوسط» أن حركته لا تحتفظ بجيش تحت إمرتها منذ توقيعها على اتفاقية السلام عام 2005، وقال إن الجيش الشعبي (جناحها العسكري) الذي ظل يحارب طوال 22 عاما أصبح الآن نظاميا وجزءا من القوات المسلحة السودانية، ويعمل تحت إمرة رئيس حكومة الجنوب الفريق أول سلفا كير، نافيا وجود خلافات في أوساط حركته حول مرشح عنها للانتخابات الرئاسية التي ستخوضها في فبراير (شباط) من العام القادم وعلى كل المستويات.

وقال أموم، في اتصال هاتفي، أن «الجيش الشعبي يعمل تحت إمرة حكومة الجنوب والقائد العام هو رئيس حكومة الجنوب الفريق أول سيلفا كير»، مشددا على أن حركته ستعمل على تنفيذ اتفاقية السلام بشكل كامل من ناحية كافة الإجراءات المتعلقة بإجراء الانتخابات في موعدها ووصولا إلى إجراء الاستفتاء في حق تقرير المصير لجنوب السودان ومنطقة أبيي والمشورة الشعبية لشعبي جبال النوبة والنيل الأزرق».

وأكد أموم وجود خلافات داخل مفوضية الإحصاء السكاني حول إجراءات التعداد التي تمت قبل عام خاصة في تعداد الجنوبيين الذين يسكنون في شمال السودان بما فيها الخرطوم، وقال «هناك ملاحظات حول ولايات غرب السودان بازدياد لا يوجد له تفسير لأعداد الرحل (جميعهم من القبائل العربية) إلى جانب ازدياد غير طبيعي في نسبة النمو السكاني في ولاية جنوب دارفور والنمو السكاني السلبي في غرب دارفور».