واشنطن تربط بين تسوية القضية الفلسطينية وإيقاف برنامج إيران النووي

واشنطن لا تعلق على تصريحات نسبت إلى رام امانويل أمام «ايباك» * كيري: على العرب التعامل مع إسرائيل كبلد عادي

وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تصافح الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس في واشنطن أمس (أ.ف.ب)
TT

ربط أكثر من مسؤول أميركي في الأيام الأخيرة وأمام مؤتمر اللجنة الأميركية ـ الإسرائيلية للشؤون العامة «ايباك» بين تحقيق تقدم على صعيد حل القضية الفلسطينية وبين إيقاف البرنامج النووي الإيراني. ونسب إلى رام ايمانويل رئيس ديوان موظفي البيت الأبيض، قوله في اجتماع مغلق خلال مؤتمر «ايباك» يوم الأحد الماضي «لا بد من قيام دولة فلسطينية حتى يتسنى لواشنطن أن تلعب دورا أكثر فعالية للحد من طموحات إيران النووية». واتصلت «الشرق الأوسط» بالبيت الأبيض للتعليق على هذه التقارير بيد أن مصدرا قال إنه ليس له أي تعليق حول هذه الأنباء، ورفض المصدر أيضا تأكيد أو نفي ما نسب إلى ايمانويل.

وطبقا لمراسلين إسرائيليين يتابعون أشغال مؤتمر «ايباك» الذي اختتم أمس في واشنطن، قال ايمانويل «إيقاف برنامج إيران النووي له ارتباط وثيق بعملية تقدم محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين»، وأفادت هذه التقارير أن ايمانويل،وهو يهودي ووالده إسرائيلي، أدلى بهذه الملاحظات في جلسة مغلقة لـ300 من أعضاء «ايباك» في واشنطن. ولم يصدر تأكيد من «ايباك» حول هذه المعلومات.

وكانت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية قد قالت في وقت سابق إن إسرائيل ستفقد الدعم العربي في مواجهتها إيران إذا هي رفضت المفاوضات مع الفلسطينيين، مشيرة إلى أن العرب يشترطون تعهد تل أبيب بمواصلة عملية السلام مقابل مساندة إسرائيل ضد إيران. وحث جو بايدن أمس إسرائيل خلال كلمته أمام «ايباك» مساندة فكرة الدولتين لحل الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني. وقال بايدن إن على الفلسطينيين إيقاف العنف المسلح وأن تعمل إسرائيل من أجل حل يقوم على أساس دولتين وتتوقف عن بناء المستوطنات وتفكيك نقاط التفتيش والسماح للفلسطينيين بالتحرك بحرية في الأراضي الفلسطينية.

وفي سياق متصل تظاهر آلاف من أعضاء «ايباك» أمس أمام الكونغرس، كما التقوا أعضاء من المجلسين ومساعديهم، لحثهم على الوقوف ضد برنامج إيران النووي. وطالب هؤلاء المتظاهرون بتمرير قانون في مجلسي النواب والشيوخ يقضي بحظر شراء النفط الإيراني، وكذا مقاطعة الشركات النفطية التي تتعامل مع إيران، إذا أرادت أن تستمر في العمل داخل الولايات المتحدة. وعدم تصدير مواد نفطية لإيران التي تشتري 40 في المائة من احتياجاتها من بنزين السيارات. وطالب أعضاء «ايباك» من النواب والشيوخ مساندة مشروع لتقديم مساعدات في حدود 2.7 مليار دولار لإسرائيل، كما طالبوا بتعهد إدارة الرئيس أوباما دعم المفاوضين الإسرائيليين خلال أية مفاوضات إسرائيلية ـ فلسطينية، خاصة لجهة الضغط على الفلسطينيين لإيقاف «أعمال العنف ضد إسرائيل» على حد قول مصدر من «ايباك».

يشار إلى أن كلا من الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (عبر دائرة تلفزيونية) وأعضاء من الكونغرس من بينهم السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، تحدثوا أمام مؤتمر «ايباك» حيث دامت اجتماعاته ثلاثة أيام. وحث كيري العرب على التعامل مع إسرائيل «كبلد عادي وإنهاء مقاطعتها واللقاء بالقادة الإسرائيليين والسماح لطائرات العال بالتحليق في الأجواء العربية». وقال كيري إن هناك تحولا الآن في العالم العربي حيث يقبل العرب مبدأ الأرض مقابل السلام وكذلك خشيتهم من تصاعد التهديدات الإيرانية. بيد أن كيري قال إن العرب لا يمكنهم انتظار أن تقوم إسرائيل «بجميع التضحيات» لتحسين العلاقة بين الجانبين.

من ناحيته، بحث الرئيس الأميركي مع الرئيس الإسرائيلي مسألة اعتماد حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وكذا الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في 18 مايو (أيار) الجاري. وتقول مصادر في العاصمة الأميركية واشنطن إن باراك أوباما، الذي سيزور بدوره منطقة الشرق الأوسط في يونيو (حزيران) المقبل، متمسك بحل الدولتين، وأبلغ بيريس أن ذلك يجب أن يتم خلال فترته الرئاسية الحالية، وأن على نتنياهو أن يدرك ذلك. وكانت بعض التكهنات أشارت إلى أن أوباما سيؤجل ملف الشرق الأوسط إلى ما بعد الفترة الرئاسية الأولى. وضغط نائب الرئيس الأميركي جو بايدن على إسرائيل كي تدعم الحل القائم على دولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال كلمة أمام أكبر جماعة ضغط أميركية مؤيدة لإسرائيل في واشنطن. وكان نتنياهو تجاهل الإشارة إلى موضوع الدولتين خلال الكلمة التي ألقاها عبر دائرة تلفزيونية أول من أمس أمام أعضاء مؤتمر «إيباك».

يشار إلى أن بيريس التقى قبل اجتماعه مع أوباما مع كل من جو بايدن نائب الرئيس وهيلاري كلينتون. وكان بيريس تحدث أمام مؤتمر «إيباك» حول عملية السلام في المنطقة، وقاطع كلمته بعض الناشطين المناوئين لإسرائيل الذي رفعوا شعارات تقول «تريدون السلام عليكم إنهاء الاحتلال» و «لا أموال لمجرمي الحرب».