قائدا الجيشين الجزائري والنيجيري يبحثان الملف الأمني في منطقة الساحل

دول المنطقة تتحرك ضد القاعدة تفادياً لأي تدخل أجنبي بحجة الإرهاب

TT

عقد رئيسا أركان الجيش الجزائري والجيش النيجري أمس بالجزائر، اجتماعا وصف بـ«الهام»، حيث بحث ظاهرة اختطاف الرعايا الغربيين بالساحل الإفريقي، وكيفية تحرير رهينتين أوروبيين تحتجزهما حالياً القاعدة. ويأتي ذلك في سياق تنسيق أمني غير مسبوق بين دول المنطقة يعود، حسب مصادر مطلعة، إلى حرص هذه الدول على سد الباب أمام تدخل أجنبي محتمل، تحت غطاء محاربة الإرهاب.

والتقى الفريق احمد قايد صالح، قائد أركان الجيش الجزائري، لمدة ساعات مع نظيره النيجري الجنرال موموني بوريمة. وقال بيان مقتضب لوزارة الدفاع الجزائرية، إن المحادثات بينهما «تناولت القضايا ذات الاهتمام المشترك»، وإن زيارة موموني «تندرج في إطار تدعيم علاقات الصداقة والتعاون العسكري بين البلدين».

وأفادت مصادر مطلعة على الزيارة لـ«الشرق الأوسط»، أن الضابطين الكبيرين بحثا الوضع في الحدود المشتركة، التي تمتد بطول 600 كيلومتر، والمخاطر التي يواجهها الأمن بالمنطقة، بسبب نشاط الجماعات الإسلامية المسلحة، ونشاط شبكات تهريب السلاح والمهاجرين السريين، وحركات التمرد المسلحة ببعض دول الساحل، من بينها النيجر، التي أكدت تحريات أمنية أنها تشكل مصدر تزويد السلفيين المسلحين بالسلاح. ويعد التعاون العسكري والأمني مع النيجر ضعيفا، قياسا إلى مستوى التعاون مع مالي، التي تربطها مع الجزائر علاقات قوية. وبحث اللقاء، حسب المصادر، احتجاز رعيتين بريطاني وسويسري من طرف تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، الذي هدد بقتل البريطاني في حال لم تطلق بريطانيا سراح الأصولي أبو قتادة الفلسطيني. يشار إلى أن مساعدات عسكرية جزائرية بدأت في الوصول إلى مالي أول من أمس، تحسبا لعملية عسكرية ضد الإرهاب، حسب مصادر غير رسمية. وأوضحت نفس المصادر أن اجتماع أمس، هو سلسلة ضمن لقاءات عالية المستوى بين قيادات جيوش المنطقة، تندرج في إطار تنسيق عسكري واستخباراتي غير مسبوق بين بعض دول المغرب العربي وعلى رأسها الجزائر، ودول الساحل مالي والنيجر وتشاد وبوركينافاسو. وقالت، إن القاسم المشترك بين هذه الدول، هو تنظيم القاعدة وما يشكله من تهديدات على أمنها. وأضافت المصادر، أن الدول المعنية بالتنسيق «تحرص على التكفل بمشاكلها الأمنية بنفسها، حتى تمنع أي تدخل أجنبي محتمل تحت غطاء محاربة الإرهاب الدولي». وتابعت، «لقد أطلقت فرنسا مشروعا ضخما لإنتاج اليورانيوم في صحراء النيجر، ومن غير المستبعد أن تقول إن من حقها التدخل عسكريا لحمايته من مخاطر الجماعات الإرهابية، كما لا يخفى على أي ملاحظ أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى منذ زمن بعيد إلى التدخل عسكريا، بمحاربة الجماعات المحسوبة على القاعدة، بدعوى أن مناطق شاسعة في الساحل تفلت من مراقبة حكومات المنطقة».