بعد بداية غير مبشرة.. فريق أوباما يبدي ودا أكثر تجاه كرزاي

مقتل أكثر من 30 في معارك غرب أفغانستان

جنود من البحرية الأميركية يتابعون فلاحين أفغان خلال استخلاصهم للهيروين في حقل للخشخاش بولاية فرح الأفغانية أمس (رويترز)
TT

ذكر مسؤول إقليمي أفغاني أمس، أن ما يقرب من 30 شخصا بينهم «عدد كبير» من المدنيين والعديد من مسلحي طالبان، قتلوا في اشتباك مع القوات الدولية غربي البلاد. وقال روح الأمين، حاكم إقليم فرح، إن أعمال العنف اندلعت بعد ظهر أول من أمس عندما هاجم مسلحو طالبان نقاط تفتيش تابعة للشرطة في قريتي شيوان وجانج أباد بمنطقة بالا بولوك في الإقليم.

وأوضح روح الأمين أن «المسلحين قتلوا ثلاثة من القرويين الأبرياء بدعوى عملهم وتجسسهم لصالح الحكومة والقوات الأجنبية»، مضيفا أن ثلاثة من رجال الشرطة لقوا حتفهم أيضا.

وأضاف أن القوات البرية طلبت حينئذ دعما جويا من حلف شمال الأطلسي (ناتو) من أجل استهداف المسلحين «الذين يختبئون في المناطق السكنية ويطلقون النار على قواتنا من داخل منازل المدنيين». وأشار إلى أن «ما يقرب من 30 مدنيا ومسلحا من طالبان قتلوا على يد القوات البرية وجراء الهجمات الجوية»، قائلا إن إجمالي عدد القتلى لم يتضح بعد، حيث تعرضت بعض منازل المدنيين للقصف، ولم ترد للسلطات معلومات محددة بشأن عدد المدنيين الذين قتلوا في الغارة. وأكد مسؤول بارز آخر في المنطقة طلب عدم الكشف عن هويته وقوع خسائر في صفوف المدنيين، غير أنه قال إنهم لا يستطيعون الكشف عن أعداد محددة نظرا لأن سيطرة الحكومة محدودة في تلك القرى. ومن ناحية أخرى، ذكر متحدث باسم الناتو في كابل أن قواتهم شاركت في عملية في المنطقة الغربية من البلاد، من دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل. وزاد العنف زيادة حادة في الأعوام الأخيرة في أفغانستان على الرغم من العدد المتزايد لقوات حلف شمال الأطلسي والجنود الأميركيين بعد مرور أكثر من سبع سنوات على إطاحة القوات الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة بحكومة طالبان عام 2001. وفي كابل منذ بضعة أشهر مضت بدت العلاقة بين الإدارة الأميركية الجديدة والرئيس الأفغاني المخضرم أشبه بالزيجة الفاشلة، حيث استغل كلا الجانبين كل فرصة للتذمر من بعضهما بعضا علنا. لكن حين يجتمع باراك أوباما وحميد كرزاي هذا الأسبوع في واشنطن للمرة الأولى منذ انتخاب أوباما العام الماضي من المتوقع أن ينسجم الرئيسان. فبعد أشهر من لوم حكومة كرزاي بوصفها غير فعالة ومتسامحة مع الفساد، كف المسؤولون الأميركيون عن تأنيب الرجل الذي ساعدت واشنطن في توليته الحكم في عام 2001. كرزاي بدوره خفف من حدة نبرة شكاواه التي كانت تعبر عن الغضب بشكل متزايد من قتل القوات الأميركية مدنيين أفغان. ويقول مسؤولون من الدولتين إن تحسن العلاقات يعكس تقييما أكثر واقعية في واشنطن للتحديات التي يواجهها كرزاي، واعترافا بأن تبادل اللوم لا يفيد أيا من الجانبين، حيث يواجهان معا تمردا متفاقما من قبل طالبان. وقال مسؤول أميركي بارز في واشنطن، طلب عدم نشر اسمه، إنه اعتراف بأنهم لا يستطيعون الإفراط في انتقاد هذا الرجل، لأنهم حينذاك يضعفونه بدرجة لن يتمتع عندها بأي شرعية على الإطلاق.

وأضاف: «انتقاده كل يوم لن يحقق شيئا سوى الانتقاص من فكرة الحكومة الأفغانية ومنصب الرئاسة برمته». ويعترف سياماك هيراوي المتحدث باسم كرزاي في كابول بأنه كانت هناك بعض التوترات الصغيرة فيما مضى. وقال: «من الطبيعي أن يحدث سوء تفاهم حين يكون هناك عمل مشترك وتعاون مشترك. لكن هذا انتهى، ونحن نعمل في جو من التفاهم». كما يجري أوباما وكرزاي محادثات مع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري في قمة تعقد في السادس والسابع من مايو (أيار) بواشنطن تتناول مجموعة من القضايا، من بينها كيفية تدمير ملاذات «القاعدة» وطالبان على الحدود بين باكستان وأفغانستان. وأثناء الحملة الانتخابية هاجم أوباما بانتظام الإدارة الجمهورية المنتهية ولايتها لإخفاقها في توجيه قدر كاف من التركيز لتحسين حكم أفغانستان، وهو تفسير منطقي انطوى على انتقاد مبطن للعمل الذي يؤديه كرزاي. واستمرت الانتقادات بعد التنصيب. وخلال جلسات تأكيد تعيينها أمام مجلس الشيوخ، قالت وزيرة الخارجية الجديدة هيلاري كلينتون إن أفغانستان في عهد كرزاي ـ التي تنتج الآن 90 في المائة من الأفيون في العالم ـ أصبحت دولة مخدرات. وبعد أسبوعين من تولي أوباما الرئاسة نشرت «نيويورك تايمز» موضوعا يروي كيف غضب جو بايدن نائب الرئيس الأميركي حين كان لا يزال عضوا بمجلس الشيوخ في حفل عشاء رسمي بكابل لرفض كرزاي تحمل المسؤولية عن الفساد إلى حد أن بايدن ألقى فوطة المائدة الخاصة به وخرج مسرعا. من جانبه كان كرزاي يتحدث بغضب متزايد علنا عن قتل القوات الأميركية مدنيين، وهي القضية التي تفاقمت لتتحول إلى مظاهرات في الشوارع بعد أن قتلت القوات الأميركية عشرات المدنيين قرب مدينة هرات بغرب البلاد في أغسطس (آب) الماضي.