كثف تنظيم القاعدة من حملاته الإعلامية لإظهار وجوده خاصة في منطقة القرن الأفريقي، إذ بث مؤخرا ثلاثة تسجيلات أحدها نسب إلى شخص يدعى أبو منصور الأميركي مما جعل محللي الاستخبارات يفكرون طويلا حول من هو أبو منصور الأميركي. وأطلق تنظيم القاعدة حملة إعلامية بث خلالها تسجيلات جديدة من أجل دعم المتشددين والجماعات الإرهابية في الصومال، ويقول خبراء إن ذلك يأتي لإظهار أن «القاعدة» تسعى لتوسيع وجودها في منطقة القرن الأفريقي التسجيل الأول بث في منتصف آذار (مارس) الماضي لزعيم «القاعدة» أسامة بن لادن والثاني لمساعده أيمن الظواهري، وأشاد من خلاله الرجلان بالمتشددين في القرن الأفريقي. أما التسجيل الثالث فكان لأحد مسؤولي «القاعدة» الإعلاميين ويدعى أبو منصور الأميركي.. التسجيل تم بثه من الصومال الأسبوع الماضي ويبلغ زمنه نصف ساعة تقريبا وتم بثه عن طريق ميليشيا صومالية تدعى «شباب المجاهدين» على علاقة بتنظيم القاعدة. وفي نقلة غير مسبوقة، يرى خبراء أنها تستهدف تجنيد الأجيال الشابة في الغرب، أطلق تنظيم القاعدة شريط فيديو جديد يدعو للجهاد على نمط موسيقى الراب بثته مواقع إسلامية أول من أمس. وظهر في شريط الفيديو، ومدته 18 دقيقة، أحد عناصر «القاعدة»، يزعم أنه أبو منصور الأميركي، ويكنى بـ«الأميركي»، يتحدث الإنجليزية بلكنة أميركية، ويعتقد أنه انتقل إلى الصومال للمساعدة في تدريب وتقديم المشورة للكوادر الصومالية من أميركا الشمالية وأوروبا. وظهر في التسجيل أبو منصور الأميركي مما جعل المحللين ينقسمون بشأن شخصيته وجنسيته حيث يقول بعضهم إنه أميركي من ويست كوست بينما يقول آخرون إن لغته العربية جيدة ولا بد أن يكون عربي الأصل. وأينما يكون أصله إلا أنه يعتبر محط اهتمام محللي الاستخبارات. وفي الفيديو، سمع صوت يدعو للجهاد على أسلوب «الراب»: «قذيفة بقذيفة، وصاروخ بصاروخ، لن نتوقف حتى نرسلهم إلى جهنم». من جهته قال الدكتور هاني السباعي الإسلامي المصري مدير مركز المقريزي للدراسات لـ«الشرق الأوسط» إن «القاعدة» تنظيم سلفي يحرم الموسيقى واستخدام آلات الطرب ولكنه في نفس الوقت يجيز الأناشيد الإسلامية الحماسية مثل: «ملكنا هذه الدنيا قرونا وأخضعها جدود خالدونا.. وسطرنا صحائف من ضياء فما نسي الزمان ولا نسينا.. بارودتي في يدي وبجعبتي كفني يا قدس فانتظري.. سأظل أمطرهم حمم البراكين وسنخوض معاركنا معهم وسنمضي جموعا نردعهم». وأضاف أن الأناشيد الحماسية تتحدث عن اعتزاز مقاتل «القاعدة» بما يقوم بع من أفعال وتستحضر المعارك الكبرى في أدبياتها مثل اليرموك والقادسية وبدر وعين جالوت وحطين». وأشار السباعي إلى أن «الأناشيد الحماسية ظهرت في أول شرائط «القاعدة» أثناء تدريبات المقاتلين في معسكرات أفغانستان وكذلك جاءت كخلفية لشرائط بن لادن والظواهري الصوتية». وأوضح الإسلامي المصري أن «القسم الإعلامي لـ«القاعدة» ممثلا في مؤسسة سحاب لا يعدم حيلة من اجل الوصول إلى الشباب الصغير في السن». ويعتقد خبراء استخبارات أن الفيديو، الصادر عن تنظيم «الشباب» جناح «القاعدة» في الصومال، أنتج في الأسابيع الأخيرة، وفي إثر التسجيل الصوتي الذي أطلقه زعيم «القاعدة»، أسامه بن لادن، دعا فيه «الإخوة المسلمين في الصومال المجاهد للإطاحة بالرئيس شيخ شريف شيخ أحمد لتعاونه مع الغرب». وقال بن فينزكي، من «أنتلسنتر» وهي مجموعة أبحاث أميركية مهمتها مراقبة المواقع الأصولية: «ربما نشهد أكثر محاولاتهم حنكة، حتى اللحظة، لبلوغ مستمعين ربما يشكلون كوادر تجنيد محتملة في أميركا.. وهذه واحدة من أشياء تضع لهذا الفيديو أهمية بالغة». ويذكر أن «أنتلسنتر» هي مجموعة أبحاث، مقرها واشنطن، معنية بمتابعة آخر التطورات المختصة بتنظيم القاعدة وكافة الرسائل الصادرة عن قيادات التنظيم.