إنفلونزا الخنازير: المكسيك تستعد للعودة إلى الحياة اليوم.. ومنظمة الصحة العالمية تحذر من التفاؤل

الصين تفك الحجر عن السياح المكسيكيين وطائرة مكسيكية تقلهم إلى بلادهم

TT

ارتفع عدد المرضى بإنفلونزا الخنازير، المعروف باسمه العملي إنفلونزا «إتش1 إن1»، إلى 1419 إصابة في أنحاء العالم، من بينها 30 حالة وفاة بسبب المرض، بحسب الأرقام الأخيرة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أمس.

وقد زاد عدد المصابين 405 حالات عن الأرقام التي أعلنت الاثنين، بحسب ما أعلن مساعد المدير العام في منظمة الصحة العالمية الدكتور كيجي فوكودا. وفي المكسيك أكثر من 840 حالة إصابة، بينما تسجل الولايات المتحدة نحو 400 إصابة، وتتوزع الأرقام الأخرى في بلدان أخرى، خصوصا في كندا بـ140 حالة وإسبانيا بـ57 حالة.

وفي هذه الأثناء يتحضر سكان مكسيكو سيتي إلى العودة للحياة الطبيعية مع إعلان السلطات في المكسيك أن البلاد ستعيد فتح المرافق الحيوية فيها اليوم بعد خمسة أيام من الإقفال في محاولة للحد من انتشار المرض. وأعلنت الحكومة المكسيكية، بعد أن قالت إنها رصدت تحسنا في انتشار المرض بأنها ستعيد فتح المؤسسات الحكومية والمطاعم والمتاحف والمكتبات العامة والكنائس اليوم.

وقال ريتشارد بيسير مدير المراكز الاتحادية الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها إن الفيروس «لا يبدو أشد فتكا من نوع من الإنفلونزا الموسمية» تسبب سنويا وفاة 36 ألف شخص في الولايات المتحدة. وأشار إلى «مؤشرات مشجعة» في الولايات المتحدة التي سجلت فيها 286 إصابة في 36 ولاية. ولاحتواء انتشار الفيروس أغلقت 530 مدرسة أبوابها وحرم 330 ألف تلميذ من الدراسة. واعتبرت وزيرة الصحة كاتلين سيبيليوس أن «الخطر يكمن في (احتمال) عودة الفيروس في الخريف في شكل أشد فتكا». أما منظمة الصحة العالمية فقد دعت إلى اليقظة، وحذرت المديرة العامة للمنظمة مارغريت تشان من أن انفلونزا الخنازير يمكن أن تتراجع قبل أن تعود للظهور بقوة لا سابق لها. وقالت لصحيفة «فايننشيال تايمز» «إذا حصل ذلك فستكون أسوأ وباء يواجهه العالم في القرن الحادي والعشرين».

من ناحية ثانية أعادت الصين أمس السواح المكسيكيين الذين كانت وضعتهم في الحجر الصحي، ووصلت طائرة تابعة لشركة «اورو مكسيكو» إلى شنغهاي لإعادتهم في الوقت الذي غادرت فيه طائرة صينية إلى المكسيك لإعادة الرعايا الصينيين الذين تقطعت بهم السبل.

وتحول هؤلاء المكسيكيون البالغ عددهم 43 شخصا الذين لم تظهر على أي منهم إعراض إنفلونزا الخنازير، إلى رهائن في دراما بشأن إلى أي مدى يجب على الحكومات أن تذهب للقضاء على مخاوف من احتمال تسرب الفيروس عبر حدودها. وأدى هذا الخلاف الى توتر العلاقات التي كانت تتحسن ولكن مع استمالة بكين أميركا اللاتينية كشريك تجاري ودبلوماسي فمن غير المحتمل على ما يبدو أن يستمر هذا الضرر. وفي محاولة للحد من الآثار القاتلة للمرض في أنحاء العالم، قالت منظمة الصحة العالمية إنها بدأت في إرسال 2.4 مليون جرعة علاج من التاميفلو المضاد للفيروس الذي أثبت فاعلية في علاج الانفلونزا الجديدة الى 72 دولة يعتقد انها في حاجة للعقار بما في ذلك المكسيك. ومنحت شركة روش هولدينج ايه جي السويسرية لصناعة الأدوية المخزونات للمنظمة التابعة للأمم المتحدة منذ عدة سنوات للاستخدام في حالة تفشي وباء الانفلونزا. وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية فضيلة شايب في مؤتمر صحافي بجنيف إن المنظمة ترسل 2.4 مليون جرعة من العلاج المضاد للفيروس الى 72 من الدول الاكثر احتياجا بما في ذلك المكسيك. وأضافت أن الشحنات سترسل من ثلاثة مراكز، وهي سويسرا وماريلاند بالولايات المتحدة ودبي في الإمارات العربية المتحدة. إلى ذلك، قال وزير المالية المكسيكي اوجوستن كارستنز إن تفشي الفيروس في المكسيك سيخفض النمو الاقتصادي هذا العام بما بين 0.3 الى 0.5 نقطة مئوية. وقال كارستنز إن الحكومة قد تفقد ما يصل إلى عشرة مليارات بيزو (أي ما يعادل 752 مليون دولار) من الضرائب بسبب التعطيل الناتج عن الوباء. وأضاف أن الحكومة ستتخذ إجراءات مثل تقديم إعفاءات ضريبية للشركات المتأثرة وأن ذلك سيكلف البلاد 17.4 مليار بيزو (1.3 مليار دولار) في الإجمالي.