جورجيا: إحباط تمرد كتيبة عسكرية.. والسلطات تتهمها بمحاولة اغتيال الرئيس بمساعدة روسيا

موسكو تنفي الاتهامات وتصفها بأنها «هلوسة» وتدعو ساكاشفيلي لزيارة طبيب نفسي

الرئيس الجورجي يتحدث إلى الجنود الذين شاركوا في التمرد بقاعدة عسكرية في موخروفاني أمس (أ.ب)
TT

عشية بدء المناورات المشتركة لقوات حلف الناتو في جورجيا، وفي أعقاب العصيان المدني ومظاهرات المعارضة التي تطالب برحيل الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي، كشفت السلطات الرسمية في تبيليسي أمس عن تمرد كتيبة من سلاح المدرعات وصفته بأنه «مؤامرة لقلب نظام الحكم»، بدعم من موسكو. وقال ساكاشفيلي في كلمة تلفزيونية إن تبيليسي حصلت على معلومات تفيد أن موسكو تدبر لاضطرابات واسعة بهدف إسقاط القيادة في البلاد. إلا أن موسكو قالت إن الاتهامات الموجهة إليها تدل «على خيال مريض لدى القيادة الجورجية».

وأعلنت وزارة الداخلية الجورجية أنها أحبطت محاولة انقلاب عسكري خططت لها المخابرات الروسية كما اعتقلت عددا من الضباط. وقالت إن مدبري محاولة الانقلاب كانوا يريدون اغتيال الرئيس الجورجي. وقال المتحدث باسم الوزارة شوتا يوتياشفيلي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «منظمي التمرد خططوا لاغتيال الرئيس».

ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» الروسية عن شوتا اوتياشفيلي، مدير إدارة الإعلام في وزارة الداخلية الجورجية، قوله إن المؤامرة يتزعمها مسؤولون سابقون كبار في وزارة الدفاع، مشيرا إلى وجود علاقات تربطهم بأجهزة المخابرات الروسية. وأضاف أن هؤلاء المتهمين كانوا يستهدفون أيضا إثارة حركة التمرد في وحدات عسكرية أخرى، وأنه تم اعتقال عدد من مدبري هذا التمرد، ومنهم غيورغي غفالادزه قائد القوات الجورجية الخاصة في تسعينات القرن الماضي، وزازا موشكودياني رئيس أركان إحدى وحدات سلاح الجو، فيما استطاع الهرب كوبا اوترادزه قائد أحد فصائل سلاح الطيران.

وكشفت أجهزة وزارة الداخلية عن تسجيلات قيل إنها تشير إلى تورط هؤلاء القادة السابقين في تدبير محاولة اغتيال عدد من القيادات التنفيذية ومنهم وزير الداخلية الجورجية. ونقلت المصادر الجورجية عن غفالادزه، أحد المتهمين الذين تم اعتقالهم، قوله إنهم في حال نجاح المحاولة الانقلابية كانوا سيطلبون الانضمام ثانية إلى روسيا وإعادة عدد من قيادات الجمهورية الهاربين إلى الخارج. ونسبت إليهم قولهم: «الروس سيقدمون المساعدة إلينا، وسيدعمنا خمسة آلاف شخص سيتولون تصفية عدد من القيادات التنفيذية». وأضافت المصادر الجورجية أن مدبري التمرد حددوا موعد القيام به غدا الخميس بهدف إشعال نيران الثورة والانقلاب العسكري في كل أرجاء البلاد أو إحباط خطة إجراء المناورات المشتركة لحلف الناتو في جورجيا التي تبدأ اليوم.

وأعلنت موسكو رفضها لهذه الاتهامات، ووصفتها مصادر أمنية بأنها محض «هلوسة» من جانب ساكاشفيلي. وقال الكسي اوستروفسكي رئيس لجنة شؤون بلدان الكومنولث بمجلس الدوما، إن نظام ساكاشفيلي فقد نهائيا ثقة العسكريين وممثلي الأجهزة الأمنية في جورجيا. وأضاف أن: «الجورجيين سئموا استمرار مثل هذا النظام ولم يعودوا يقبلون استمرار ذلك الإنسان الذي فقدت جورجيا بسبب غطرسته الجزء الأعظم من أراضيها». ونصح المسؤول البرلماني الروسي رئيس جورجيا «بزيارة كبار الأطباء النفسيين بعد أن عجز الأطباء العاديون عن تشخيص ما يعانيه من أمراض». ونقلت المصادر الروسية عن مراقبين جورجيين قولهم إن الإعلان عن تمرد صفوة القوات المسلحة الجورجية سيعيد الأمل إلى صفوف المعارضة التي تواصل للشهر الثاني على التوالي محاولاتها الرامية إلى إرغام الرئيس ساكاشفيلي على الاستقالة، في الوقت الذي كانت القيادات الأمنية الجورجية تمني نفسها فيه بأن قوى المعارضة ستنفد في القريب العاجل، وأنها لن تستطيع مواصلة حركتها بسبب عدم وجود مؤيديها.

واستشهدت بأقوال كثيرين من ممثلي المعارضة الذين كشفوا عن خطة العودة إلى شوارع وميادين العاصمة في 26 مايو (أيار) الجاري ـ ذكرى استقلال الجمهورية ـ في مظاهرات قالوا إنها ستكون أوسع نطاقا عن مثيلاتها التي قاموا بها في التاسع من أبريل (نيسان) الماضي.