غيتس: نريد إشراك السعودية في مساعدة باكستان على مواجهة تهديد الميليشيات المتطرفة

نفى صفقة مع إيران وقال إنه لا يتوقع تغييرا في سياسة طهران قبل انتخابات الرئاسة

وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لدى استقباله وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في الرياض أمس (رويترز)
TT

قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إن واشنطن تريد إشراك السعودية في مساعدة باكستان على مواجهة الميليشيات المتطرفة التي تتقدم نحو إسلام آباد. وأشار بعد وصوله إلى الرياض أمس قادما من القاهرة في إطار جولته الحالية بالمنطقة إلى أن السعودية لديها الكثير من النفوذ في كل المنطقة، ولديها علاقات قديمة مع باكستان. وجاءت تصريحات غيتس بينما يتوافد قادة باكستان وأفغانستان إلى واشنطن لمباحثات مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، وأعرب غيتس عن أمله في التوصل خلال المباحثات التي ستجري في واشنطن إلى تفاهم مشترك حول طبيعة التهديد وأهمية عمل باكستان وأفغانستان بشكل مشترك في مواجهته. وأشار إلى أن هجوم طالبان الأخير على منطقة بيرنر على بعد 60 ميلا من إسلام آباد كان بمثابة تنبيه للجميع بالخطر.

وقبل وصوله إلى الرياض بعد ظهر أمس أجرى غيتس في القاهرة مباحثات مع الرئيس المصري حسني مبارك. وأكد في مؤتمر صحافي قبل مغادرته «أن المنهج الأميركي الجديد تجاه إيران والمتمثل في سياسة «اليد الممدودة» بالحوار، لا يتعارض مع العلاقة الأمنية والسياسية القوية التي تربط الولايات المتحدة مع مصر والسعودية وغيرهما من الأصدقاء القدامى في المنطقة»، وحاول الوزير الأميركي طمأنة القاهرة والرياض قائلاً «هناك مخاوف مبالغ فيها من وجود صفقة بين الولايات المتحدة وإيران على حساب الدول العربية ولكن ذلك غير صحيح».

وحول التوقعات المستقبلية للعلاقات بين واشنطن وطهران قال غيتس «إن الإدارة الأميركية الجديدة فرضت الحوار على إيران ولكن يتعين على أصدقائنا في الشرق الأوسط أن يتأكدوا أن هذا الحوار لن يكون على حساب العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة ودول المنطقة حيث أن السياسة الأميركية تجاه إيران تتسم بالشفافية والوضوح». وقال «إن الولايات المتحدة تسعى إلى وقف برنامج التسلح النووي الإيراني إلى جانب وقف محاولات إيران لزعزعة الاستقرار بدول المنطقة»، معربا عن اعتقاده بوجود مخاوف بين دول الشرق الأوسط تجاه السياسات الإيرانية.

وأضاف «أن واشنطن تأمل مواصلة هذه الجهود مع أصدقائها في المنطقة، كما أنها ترى في نفس الوقت أن هناك فرصة للتأثير على السياسات الإيرانية لتغيير أنشطتها وسلوكياتها في المنطقة». وأشار وزير الدفاع الأميركي إلى أن إدارة الرئيس أوباما تبنت سياسة جديدة من الحوار مع إيران تتركز على تغيير السلوك الإيراني تجاه المنطقة واتخاذ إجراءات بالمشاركة مع شركائها في المنطقة لضمان أمنهم واستقرارهم في مواجهة التهديدات الإيرانية. وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستؤيد توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لمنشآت نووية إيرانية في حال فشل سياسة الحوار الحالية، قال غيتس «إنه لا يوحد حوار حتى الآن بين واشنطن وطهران، وإنما هناك اتصالات بين البلدين، وليس حوارا مستمرا وأتوقع في المستقبل القريب حدوث حوار في ضوء تبني الولايات المتحدة الأميركية لسياسة الباب المفتوح واليد الممدودة بالحوار. وأعرب غيتس عن أمله في أن تتبنى الحكومة الإيرانية عقب الانتخابات الرئاسية المقبلة سياسة الحوار والاستجابة للسياسة الأميركية الجديدة، موضحا أن هذه السياسة الأميركية الجديدة لن يكون لها أي تأثير على نتائج الانتخابات الإيرانية. وقال غيتس «لا أتوقع حدوث تغيير كبير في السياسة الإيرانية إلا بعد إجراء هذه الانتخابات».  وأكد أن كل الخيارات مفتوحة في ما يتعلق بالتعامل مع مشكلة الملف النووي الإيراني، ومن بينها ممارسة الضغوط الاقتصادية ومحاولة عزل إيران وتقوية القدرات العسكرية والأمنية لأصدقاء الولايات المتحدة بالمنطقة ودفع القوى الأوروبية لإقناع إيران بتغيير سلوكها. وحول تغيير سياسة الإدارة الأميركية الجديدة عن الإدارة السابقة التي كانت تربط زيادة التعاون العسكري مع مصر بالديمقراطية وحقوق الإنسان والتقدم فيها قال «إن سياسة الإدارة الأميركية بوضوح خلال الإدارات السابقة، وأيضا في عهد إدارة الرئيس باراك أوباما، هي دعم التقدم في مسألة الديمقراطية وحقوق الإنسان والتعاون في مختلف المجالات مع الدول الصديقة، أما في ما يتعلق بمسألة المعونة العسكرية الأميركية لمصر فإنها مستمرة من دون أية شروط، وهذا هو موقفنا الحالي». وحول مدى تبني الإدارة الأميركية لمسألة نزع أسلحة الدمار الشامل والنووية بالمنطقة بما فيها أسلحة إسرائيل قال وزير الدفاع الأميركي إن الرئيس باراك أوباما كان واضحا في خطابه في براغ عندما عبر عن رغبته في الوصول إلى عالم من دون أسلحة نووية والأمر ينطبق على المنطقة لكنه يحتاج إلى جهود طويلة المدى.

ووصف غيتس لقاءه مع الرئيس المصري والذي استمر لأكثر من ساعة بأنه كان «مهما ومثمرا»، وأشار إلى أنه يعرف الرئيس مبارك شخصيا منذ 22 عاما، وأن جميع الإدارات الأميركية استفادت طوال فترة حكمه من خبرته الواسعة بقضايا منطقة الشرق الأوسط ونظرته الثاقبة تجاه هذه القضايا، مشيدا بجهوده في دفع عملية السلام وتحقيق الاستقرار بالمنطقة. وأكد غيتس أن الولايات المتحدة الأميركية تعتبر مصر واحدة من أهم شركائها مشيرا إلى علاقات التعاون المستمرة في المجال العسكري بين البلدين وغيره من الأنشطة الأخرى. وقال إن أحد أمثله هذا التعاون هو المناورات العسكرية المشتركة بين البلدين المعروفة باسم «النجم الساطع». وأضاف «أن القوات المسلحة الأميركية استفادت من هذه المناورات وأشكال التعاون مع القوات المسلحة المصرية التي وصفها بأنها واحدة من أهم القوات المسلحة وأكثرها قدرة وكفاءة واحتراما في المنطقة، مشيرا إلى أن بلاده تتطلع إلى امتداد هذا التعاون إلى مجالات أخرى مثل التعليم والتدريب.