7 اتفاقيات سلام خلال 3 أعوام بين تشاد والسودان

تعانق فيها الرئيسان البشير وديبي قبل أن تتواصل التحرشات

وزير الخارجية التشادي موسى فكي محمد (يسار) ووزير التعاون الدولي السوداني الدكتور التيجاني سليمان فضيل، يتبادلان وثائق السلام التي تم التوقيع عليها أول من أمس في العاصمة القطرية الدوحة. وفي الصورة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ورئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي (رويترز)
TT

منذ أن برزت قضية الحرب في دارفور إلى الوجود عام 2003، شهدت العلاقات السودانية ـ التشادية توترات شديدة، وصلت إلى حد إعلان حالة الحرب في البلدين.. لكن سرعان ما يتدخل الوسطاء بينهما، ليوقعا اتفاقية للسلام، لا تلقى احتراما كبيرا بين البلدين. ووصل عدد الاتفاقيات الموقعة بينهما 7 اتفاقيات منذ عام 2006.

ففي عام 2006، دفع الزعيم الليبي معمر القذافي بمبادرة لحل الأزمة بين البلدين طرحها في قمة الاتحاد الأفريقي التي عقدت في الخرطوم في يناير (كانون الثاني) 2006، وجدت القبول من السودان، وجرى على الأثر اجتماع قمة في طرابلس بليبيا بين الرئيسين التشادي إدريس ديبي والسوداني عمر البشير، انتهى بإعلان طرابلس في فبراير (شباط) من نفس العام. غير أنه قبل أن يجف مداد الإعلان اتهم السودان تشاد بمساندة الحركات المسلحة في تنفيذ هجوم على غرب دارفور من داخل أراضيها. وفي أبريل (نيسان) من نفس العام اتهم الرئيس ديبي السودان بالعمل على زعزعة الاستقرار في بلاده، بعد هجوم عنيف شنه المتمردون على انجمينا، وكادت أن تسقط في أيديهم لولا تدخل فرنسا، لكن القذافي حرص على التهدئة، وقام بجمع الطرفين في سرت حيث وقعت وثيقة سلام في يونيو (حزيران) 2006.

ومن ثم توالت العواصف بين البلدين في العام نفسه ليستنجد السودان بفرنسا وطلب تدخل الرئيس جاك شيراك في الأمر لحسمه نهائيا. وعبر تحرك فرنسي ـ ليبي، تعانق البشير وديبي في قمة كان الفرانكفونية عام 2007. وعادت العلاقات إلى الهدوء المشوب بالحذر، لتتوتر الأوضاع من جديد بعد اتهام السودان لتشاد بدعم جبهة الخلاص المسلحة في دارفور.

وفي العام الماضي 2007، نجحت مساع سعودية في جمع البشير وديبي، وعقد اتفاق في 3 مايو (أيار) عرف بـ«الجنادرية» برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتعانق البشير وديبي وزارا معا الأماكن المقدسة وقرآ الفاتحة في ساحة الكعبة المشرفة، لكن «اتفاق مكة» انهار عاجلا مثله مثل اتفاق طرابلس.

وجاءت القمة الإسلامية التي استضافتها العاصمة السنغالية «داكار» مطلع عام 2008، حيث نجحت مساعي الرئيس السنغالي عبد الله واد في أضابير القمة في جمع الطرفين على مائدة واحدة ووقع الرئيسان البشير وديبي اتفاق عدم اعتداء، وتعهد السودان وتشاد في الاتفاق بمنع كافة أنشطة المجموعات المسلحة في الدولتين ومنع استخدام أراضي أي من الدولتين لزعزعة استقرار الدولة الأخرى.

لكن السودان قطع علاقاته مع تشاد في مايو (أيار) الماضي بعد اتهام الخرطوم الرئيس التشادي إدريس ديبي بالتورط في هجوم شنه متمردون من دارفور على العاصمة السودانية في 10 مايو (أيار) عام 2008، واستأنف البلدان العلاقات الدبلوماسية الهشة بينهما في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد وساطة ليبية حيث حضرها الرئيسان ديبي والبشير في طرابلس. وفي العام الحالي وقع الطرفان اتفاق سلام في الدوحة يوم الاثنين الماضي، (أول من أمس) تعهدا فيه بإنهاء العنف المتبادل والامتناع عن استخدام القوة لحل الصراعات بينهما.