طريق المرجعية يمر بثلاث مراحل ويستغرق نحو 15 عاما.. والأعلم يصبح الأعلى

أستاذ في حوزة النجف لـ«الشرق الأوسط» : اختيار علمي للمرجع ولا تتدخل فيه العلاقات الشخصية

TT

قد يقضي طالب العلم في الحوزة العلمية 15 عاما أو ربما أكثر لكي يكون مرجعا دينيا. ومع اعلان مصادر شيعية مطلعة حصول الزعيم الديني الشاب مقتدى الصدر على لقب المرجع الديني اية الله العظمى، قد يتساءل المرء بأي المراحل مر الصدر او غيره لكي يصل لهذه الدرجة التي قد تؤهله ليكون مقلدا بين اتباعه وغيرهم ممن يريدون تقليده والاستماع لفتاواه عندما تصدر منه في اية قضية كانت.

وتمثل المرجعية العليا مقاما رفيعا لدى الإمامية باعتبارها تمثل نيابة عامة عن القيادة المتمثلة بالأئمة الاثنا عشر الذين يعتقد الشيعة بأنهم معصومون ومنصبون بالنص، ومن هنا فإن مقام المرجعية او الاجتهاد لا يصل إليها طالب العلم إلا بعد مسيرة طويلة وشاقة. ويقول السيد لطيف العميدي، أستاذ في الحوزة الدينية بالنجف، إن «الحوزة العلمية في النجف تختلف عن باقي المؤسسات الأخرى التي تطلب من الأشخاص الذين يرومون الدخول فيها ثوابت إدارية وأعمارا محددة، بينما الحوزة لا يشترط فيها العمر أو أشخاص معينون، بل تفتح أبوابها لكل المسلمين داخل العراق وخارجه». وكانت مصادر مطلعة قد كشفت لـ«الشرق الاوسط» حصول الصدر على لقب آية الله العظمى وحصوله على درجة مرجع من حوزة قم وانه بصدد العودة قريبا إلى العراق بعد ان انهى دراسته الدينية في مدينة قم الإيرانية التي غادر اليها عام 2007. وحول تدرج طالب الحوزة حتى يصل إلى درجة المرجع الأعلى، قال العميدي لـ«الشرق الاوسط» ان «الشخص الذي يدرس في الحوزة يمر بثلاث مراحل حتى يصل إلى درجة آية الله، وهي مرحلة المقدمات والسطوح والبحث الخارجي»، واضاف موضحا ان «مرحلة المقدمات تنقسم الى درجتين الأولى يبدأ فيها الشخص الذي يريد الدخول في الحوزة العلمية باختيار أستاذ حوزة ومن ثم يدرس كتب المنطق والفقه واللغة لمدة سنتين، وبعدها يدخل المرحلة الثانية ويدرس فيها الدروس ذاتها لكن بصورة أرقى ولمدة ثلاث سنوات، وعند إكمال السنوات الخمس يدخل الطالب امتحانا في أحد مكاتب المراجع الدينية، وإذا نجح في الامتحان الذي يكون تحت إشراف مرجع ديني يعترف بأنه طالب حوزة علمية وحينها يعمل للطالب بطاقة دخول يستطيع من خلالها دخول مكاتب المراجع». وتابع العميدي يقول «اما المرحلة الثانية فيدخل الطالب في مرحلة السطوح وهي أيضا على بابين، فيدرس الطالب باب السطوح لمدة سنتين أما الباب الثاني فهو السطوح العليا ولمدة سنتين ايضا، بعدها يدخل الطالب الامتحان وإذا نجح سوف يدخل مرحلة البحث الخارجي». واضاف العميدي ان في «البحث الخارجي يدرس الطالب من 2-5 سنوات، حسب اجتهاده، وبعد إكمال الطالب للبحث يعتبر قد أكمل دراسة الحوزة العلمية وأصبح آية الله»، واضاف انه عندها «يستطيع ان يختار طريقين، الأول هو اختيار أحد المجالات ليدرسه في الحوزة العلمية ويعتبر أستاذا فيه، او يختار الطريقة الثانية ويصبح مرجعا دينيا أي يصبح اية الله العظمى وعليه ان يعلق على رسالة احد المراجع وبعدها يطرح نفسه للمرجعية، ولكن قبل ذلك عليه الحصول على إجازة من احد المراجع العلمية الذي كان يدرسه، والاهم من كل ذلك إصدار رسالة عملية (كتاب فتوى) يطرح من خلاله آراءه الفقهية ليقرأها الناس وبعدها من يريد تقليده من الناس يحق له». وفي النجف هناك أربعة مراجع هم محمد اسحاق الفياض وبشير النجفي ومحمد سعيد الحكيم وعلي السيستاني، ويعتبر الاخير المرجع الاعلى. وحول كيفية اختيار المرجع الأعلى، قال العميدي ان «اختيار المرجع الأعلى هو من قبل باقي المراجع العلمية وليس ذاتيا، أي لا يستطيع أي مرجع ان يرشح نفسه كمرجع أعلى»، واضاف موضحا انه «عند اختيار مرجع اعلى يقوم الناس وطلبة الحوزة بتوجيه الأسئلة الى المراجع الدينية حول من هو المرجع الاعلى، فاذا كان جوابهم واحدا تقريبا، يشاع بعدها بين الناس ان المرجع فلان هو الأعلى».

واضاف مؤكدا ان «اختيار مقام المرجعية العلمية هو مقام علمي يثبت في الكفاءة العلمية والقدرة على الاستنباط ولا تتدخل في الاختيار العلاقات الشخصية او أمور أخرى».