نتنياهو يعلن أنه وأوباما وأبو مازن سيحققون مفاجأة سلام مدوية

مسؤول بالبيت الأبيض: لن نقذف إسرائيل تحت عجلات الحافلة ولكننا سنتعامل معها بصرامة

TT

رغم امتناعه حتى الآن عن إعلان الموافقة على قيام دولة فلسطينية، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه سيحقق مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، مفاجأة مدوية أمام العالم في موضوع التقدم في عملية السلام.

وقال نتنياهو، الذي كان يتكلم في خطاب بالفيديو مع مندوبي مؤتمر اللجنة الاميركية ـ الاسرائيلية للشؤون العامة «ايباك» الليلة قبل الماضية، ان مشكلة اسرائيل الكبرى هي خطر التسلح النووي الايراني، الذي يجب وقفه بأي طريقة ممكنة لأنه يهدد اسرائيل والعالم العربي ويهدد استقرار العالم كله. ولكنه في الموضوع الفلسطيني يريد تحقيق السلام. وأضاف: «حاول قبلي ثلاثة رؤساء حكومات في اسرائيل صنع السلام مع الفلسطينيين وفشلوا، وذلك ليس بسببنا. ومع ذلك، فأنا أؤمن بأنه سيكون في مقدوري النجاح في هذه المهمة». وامتنع نتنياهو بشكل منهجي عن ذكر حل الدولتين للشعبين أو الحديث عن دولة فلسطينية، لكنه عاد لتكرار موقفه من أن الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل دولة يهودية هو شرط للتقدم في عملية السلام. وطرح خطته الأولية للسلام الذي يتحدث عنه وهي السير على ثلاثة مسارات أساسية: المسار السياسي، الذي يمكن البدء فيه فورا، والمسار الاقتصادي، الذي لا يطرحه بديلا عن المسار السياسي بل موازيا له، والمسار الأمني، الذي يتلاءم مع خطة المنسق الامني الأميركي الجنرال دايتون ويرمي الى تحويل السلطة الفلسطينية الى مكان يحترم فيه القانون وتمارس فيه سلطة القانون وتتوقف فيه نشاطات الميليشيات المسلحة. وأوضح انه لا ينوي فرض شيء على الفلسطينيين بل التحاور معهم بكل احترام والتوصل الى اتفاقيات قابلة للتنفيذ.

ورحب قادة «ايباك» بخطاب نتنياهو واعتبروه بداية جيدة تفيده في زيارته للولايات المتحدة في 17 مايو (أيار) الجاري. وقال أحدهم: «بدأ يدرك حقيقة التغييرات في الولايات المتحدة». كما أشاد بهذا الخطاب الرئيس شيمعون بيريس، الذي سبق نتنياهو الى واشنطن واجتمع في ساعة متأخرة من مساء أمس مع الرئيس أوباما، وقال: «قلت لكم إن الرجل (أي نتنياهو) يحفظ التاريخ ويريد ان يدخل التاريخ. ودخول التاريخ عندنا يعني صنع السلام». من جهة ثانية كشف النقاب في تل أبيب، أمس، عن تقرير سري وصل الى وزارة الخارجية الاسرائيلية من إحدى الدول الأوروبية احتوى على توثيق مكالمة جرت مؤخرا بين مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، الجنرال جيمس جونز، وبين أحد وزراء الخارجية الأوروبيين، حول طريقة عمل إدارة أوباما مع الحكومة الاسرائيلية. وحسب هذا التقرير فإن جونز، الذي يعتبر أحد المقربين جدا من الرئيس أوباما، قال إن إدارته ستمارس ضغطا على إسرائيل. وعبر عن هذا الموقف بالقول: «لن نقذف بإسرائيل تحت عجلات الحافلة، ولكننا بالتأكيد سنتعامل معها بصرامة ولن نسايرها مثل إدارة الرئيس السابق، جورج بوش، التي كانت تتجنب خوض مواقف تصطدم مع الموقف الاسرائيلي في القضية الفلسطينية». وأضاف جونز، حسب التقرير المذكور، أن السلام هو مصلحة اسرائيلية ولذلك فإن الرئيس أوباما سيحاول إقناع حكومته بسلوك درب السلام وتقديم ما يلزم من ثمن وتنازلات في سبيل تحقيق هذا السلام. وكان وزير الخارجية الأسبق في حكومة الليكود، سلفان شالوم، الذي يشغل منصب النائب الثاني لرئيس الحكومة ووزير التطوير الإقليمي حاليا، قد صرح أمس بأن هناك قرارا مبدئيا لهذه الحكومة في صنع السلام مع الفلسطينيين وأن ما يقوله وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، ويبدو متعارضا مع المسيرة السلمية، لا يمثل موقف الحكومة. وأضاف: «في قضية مصيرية مثل قضية السلام، الحكومة بكامل هيئاتها تتخذ القرار وليس ليبرمان». وأكد أنه تلقى الضوء الأخضر من نتنياهو لكي يباشر في التعاون مع السلطة الفلسطينية لبناء جسور السلام.