إسرائيل تعتبر تقرير الأمم المتحدة حول العدوان على غزة «زلزالا سياسيا»

تتوقع أن يخفف بان كي مون من حدته

TT

رفضت الحكومة الإسرائيلية تقرير الأمم المتحدة بخصوص الممارسات الإسرائيلية خلال العدوان الأخير على قطاع غزة. وقالت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس، إن الجهود التي بذلتها إسرائيل مؤخرا لتخفيف حدة التقرير تكللت بالنجاح.

وكان التقرير قد أعد بعد تحقيقات أجراها إيان مارتين، أحد الباحثين البريطانيين العريقين في قضايا حقوق الإنسان. وفي حينه رحبت إسرائيل به وتكلمت عن مصداقيته العالية. وتعاونت معه ووفرت له الوثائق التي طلبها خلال التحقيق. ولكن، عندما علمت بمضمون تقريره، سارعت للضغط على رئاسة الأمم المتحدة لتغييره. وتضمن التقرير إدانة واضحة لإسرائيل، مؤكدا أنها بحربها العدوانية الأخيرة على قطاع غزة استخدمت وسائل قصف تدميري لا تتلاءم أبدا وتوازن القوى في المنطقة. واتهم التقرير إسرائيل بأنها تعمدت القصف التدميري بهذه الكثافة على مؤسسات الأمم المتحدة في غزة، وأصابت المدنيين الفلسطينيين من دون مبرر، واستخدمت قوة جبارة مبالغ فيها، وارتكبت جرائم حرب فظيعة. وأوصت اللجنة بإنشاء لجنة مهنية للتحقيق بشكل معمق في مجريات هذه الحرب ومعاقبة المسؤولين الإسرائيليين عن الممارسات غير القانونية. وحال معرفة إسرائيل بمضمون التقرير، عقد خبراؤها في القانون الدولي دراسة أولية توصلوا فيها إلى قناعة بأن صدور التقرير بهذا الشكل سيكون بمثابة زلزال دبلوماسي ضد إسرائيل يؤدي إلى محاكمة رئيس حكومتها السابق، إيهود أولمرت، ووزير دفاعها، إيهود باراك، ورئيسة المعارضة، تسيبي ليفني، وكل المسؤولين السياسيين والعسكريين إبان تلك الحرب في محاكم جرائم الحرب الدولية.

وهرع إلى نيويورك، المدير العام الجديد لوزارة الخارجية، يوسي غال، ليجتمع مع الأمين العام للأمم المتحدة ومساعديه. وتكلم وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، خلال زيارته إلى روما، أول من أمس، مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، طالبا تأجيل نشر التقرير والتفاهم مع إسرائيل حول مضمونه. وغير الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، برنامج زيارته للولايات المتحدة، وسيعرج اليوم على نيويورك للاجتماع ببان كي مون، وكل ذلك بهدف تغيير مضمون التقرير وتخفيف حدته.

وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أمس، بيانا قالت فيه إن التقرير «أحادي الجانب، ويبرئ حماس من جرائمها ضد المدنيين الإسرائيليي». وحسب الناطق بلسان الخارجية، اسحاق لبنون، فإن التقرير يتجاهل أهم الوقائع في هذه الحرب. فهو يتجاهل حقيقة أن إسرائيل كانت قد انسحبت من قطاع غزة انسحابا كاملا، وأخلت المستوطنات، وأن الفلسطينيين بقيادة حماس ردوا على هذا الانسحاب بإطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية بهدف قتل وإصابة المدنيين اليهود، وأن إسرائيل حذرت عدة مرات من مغبة هذا القصف وأنها ستضطر إلى الرد عليه، ولكن الصواريخ ظلت تنهمر. وقال الناطق الإسرائيلي إن حماس تؤمن بأن إسرائيل تحرص على حياة المدنيين الفلسطينيين ولا تتعمد إيذاءهم، ولذلك قامت باستغلال القطاع، وهو الأكثر كثافة سكانية في العالم، وأطلقت من بين البيوت الصواريخ، لأنها مقتنعة بأن إسرائيل لن تقصف هناك. ثم اتخذت مواقع ومخابئ لها في المدارس والمستشفيات وبالقرب من مؤسسات الأمم المتحدة، واستخدمت عمليا المواطنين الفلسطينيين دروعا بشرية. وكل هذا يتجاهله التقرير.

وأكد الناطق استغرابه من أن التقرير يشير إلى أن إسرائيل تعاونت معه، ولكنه لا يذكر أن حماس منعت التعاون معه وقتلت بعض الذين أدلوا بشهادات لم تعجبها.