الفلسطينيون يأملون في دفع حركة السياحة مع زيارة البابا إلى بيت لحم

السياحة تراجعت 30% بسبب الأزمة المالية والحرب على القطاع

TT

سابق عمال ومهندسون في مدينة بيت لحم، الزمن للانتهاء من إعادة تأهيل الشوارع والساحات، التي سيمر منها بابا الفاتيكان بندكيتوس السادس عشر، في 13 مايو (أيار) الجاري، في زيارة للمدينة التاريخية. وتتدرب فرق موسيقية ليل نهار استعدادا لاستقبال البابا في ساحة كنيسة المهد، الأقدس لدى المسيحيين حيث سيجري قداسا ضخما يستمر لمدة ساعتين. وكل ذلك وسط استنفار أمني عالٍ، يمكن القول إنه بدأ في المدينة بانتشار أعداد كبيرة من الأجهزة الأمنية التي بدأت تجري فحوصا أمنية ودقيقة لأسماء الزائرين والوافدين وحتى الصحافيين الذين سيغطون الزيارة. وفي شارع خلفي لكنيسة المهد الشهيرة، في منطقة تسمى «مغارة الحليب»، يأمل تجار محلات التحف الشرقية، التي تشتهر بها بيت لحم، بأن تحيي زيارة البابا الحركة السياحية في المدينة، التي شهدت تراجعا هذا العام.

وقال أسعد جقمان صاحب أحد المحلات، لـ«الشرق الأوسط»، «سيأتي معه (البابا) سياح من كل مكان، الحجوزات كثيرة، ونأمل في أن ينعش هذا الحركة السياحية هنا، نحن بحاجة تشجيع للسياح». وتعتمد بيت لحم إلى حد كبير في اقتصادها على قطاع السياحة، ويعمل آلاف من أبناء المدينة في مشاغل للمنحوتات الشرقية التي تُصنع من خشب شجرة الزيتون، الذي تشتهر بها فلسطين. لكن تلك الحرفة تعرضت لهزات، وتراجعت كثيرا مع سنوات الانتفاضة الثانية، بسبب تراجع الحركة السياحية.

وقال جقمان «السياحة تضررت كثيرا، السياح كانوا يخافون من المجيء إلى هنا بفعل الدعاية الإسرائيلية، ولعدة أعوام كانت المدينة شبه خالية». ويقول العاملون في مجال السياحة في بيت لحم، إن السياح يأتون في العادة عن طريق شركات إسرائيلية، إلى بيت لحم للصلاة فقط، ويتسوقون في إسرائيل وهذا ما أضعف القطاع السياحي.

وقال حاتم أبو طربوش، أحد باعة هدايا المتجولين في بيت لحم منذ 20 عاما، «لم تعد الحركة أبدا كما كانت قبل الانتفاضة، وإن تحسنت كثيرا العام الماضي». وينتظر أبو طربوش بفارغ الصبر حضور البابا، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» «عندما جاء البابا السابق عام 2000 دخل المدينة أكثر من 850 حافلة، هذا خلق حركة كبيرة جدا والكل اشتغل».

وتراجعت السياحة هذا العام بنسبة 30% عن العام الماضي، وقال عمدة بيت لحم فكتور بطارسة لـ«الشرق الأوسط»، «السياحة تراجعت في هذا العام بسبب الأزمة المالية والحرب على غزة»، مؤكدا أن «زيارة البابا ستدفع بالحركة السياحية وتشجعها وستساعد على المدى البعيد».

ويجتهد أصحاب محلات التحف الشرقية باقتناء أفضل ما لديهم قبل زيارة البابا، وتعمل بعض المشاغل بأقصى طاقتها لتأمين كميات كبيرة من المنحوتات. ورغم ذلك يتخوف أصحاب محلات صغيرة من أن يبقى ما سموه «احتكار السياح» قائما، حتى أثناء زيارة البابا. وقال صاحب محل طلب عدم ذكر اسمه، «يدخل 100 باص كل يوم ولا نرى سياحا، كلهم يذهبون إلى محلات كبيرة تدفع للمكاتب والشركات، مقابل أن يحضر هؤلاء السياح إلى محلاتهم فقط ووزارة السياحة لا تفعل شيئا».

وقال بائع آخر، «لا يوجد تنظيم جولات للسياح، إنهم فقط يذهبون لمحلات محددة ويصلّون ويغادرون».

وجهز الفلسطينيون للبابا عدة هدايا ثمينة، ومن بينها إنجيل «لوقا» مكتوب بخط يد أحد خطاطي بيت لحم المسلمين وقال بطارسة، اخترنا مسلما حتى نبرهن على عمق العلاقات الإسلامية المسيحية. ويحاول الفلسطينيون والإسرائيليون، جني مكاسب سياسية من زيارة البابا، وهو ما دفع الفاتيكان للقول بأن زيارة البابا دينية وليس على أحد أن يتوقع جانبا سياسيا للزيارة. وأكد وزير السياحة الإسرائيلي ستاس ميساغنيكوف، أمس أن إسرائيل استكملت معظم الاستعدادات لاستقبال قداسة البابا. وقال إن إسرائيل تولي هذه الزيارة بالغ الأهمية، كونها تأتي من أجل دعم العلاقات بين إسرائيل والعالم المسيحي الكاثوليكي، كما أنها ستساهم في تشجيع حركة السياحة إلى البلاد.

وقال النائب البطريكي اللاتيني العام، المطران بولس ماركوتسو، إن زيارة الحبر الأعظم للبلاد تحمل طابعا روحانيا ودينيا. وقال إن قداسة البابا سيأتي ليتفقد رعيته ولزيارة الأماكن المقدسة.