فرنسا ستستقبل الجزائري لخضر بومدين بعد إطلاق سراحه من غوانتانامو

أول معتقل يبرئه قاض فيدرالي سيفرج عنه خلال أيام

TT

وافقت فرنسا على استقبال لخضر بومدين الجزائري المعتقل في غوانتانامو، الذي تمت تبرئته تماما بعد أكثر من سبع سنوات من المعاناة في معتقل غوانتانامو. وقد طلبت واشنطن من ألمانيا استقبال عدد من الصينيين الأويغور الـ17 المعتقلين الذين تمت تبرئتهم قبل سنوات. وبعدما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أول من أمس أن الوزير برنار كوشنير وجّه رسالة إلى «معتقل في غوانتانامو» يعلن له فيها أن فرنسا قد تستقبله قريبا، أكدت أمس أن المعتقل هو لخضر بومدين. وأضحى اسم لخضر بومدين المعتقل الجزائري في غوانتانامو، وستستقبله فرنسا بعدما برأه القضاء الأميركي كليا، رمزا لانتهاكات الحقوق، وهو من المعتقلين النادرين في غوانتانامو المعروفين في الولايات المتحدة بعدما أصدرت المحكمة العليا الأميركية في يونيو (حزيران) 2008 قرارا يحمل اسمه سمحت فيه للمحتجزين في المعتقل الأكثر إثارة للجدل في العالم برفع مسألة اعتقالهم إلى المحاكم الفيدرالية. وفي 20 نوفمبر (تشرين الثاني) كان أول معتقل في غوانتانامو برأه قاضٍ فيدرالي أميركي مع أربعة من الجزائريين الخمسة الذين اعتقلوا معه في خريف 2001 في البوسنة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إريك شوفالييه ردا على سؤال: «إنه فعلا هذا الشخص»، وأوضح: «إن معاييرنا لاستقبال (المعتقلين) معروفة: قرار يتخذ بناء على كل حالة على حدة، ردا على طلب شخص يعتقد أنه لا يمكنه العودة إلى بلده أو لا يرغب في العودة إليه، تقييم قضائي وأمني، ووجود رابط بشكل ما مع فرنسا»، رافضا تحديد سبل استقبال المعتقل. كذلك أكد مسؤول أميركي، طلب عدم كشف اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية أن المعتقل الذي وجهت إليه الرسالة هو فعلا بومدين، وقال مصدر قريب من الملف طلب عدم كشف اسمه إن بومدين البالغ من العمر 42 عاما قد يرسل إلى فرنسا «خلال الأيام العشرة المقبلة». وبالتالي فإن فرنسا ستكون أول بلد من الاتحاد الأوروبي يستقبل معتقلا أطلق سراحه من غوانتانامو دون أن يكون مقيما في فرنسا أو مواطنا فرنسيا، دعما لتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بإغلاق هذا المعتقل والتخلي عن وسائل الاستجواب والاعتقال المثيرة للجدل المعتمدة في عهد الرئيس السابق جورج بوش. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أعلن رسميا في الثالث من أبريل (نيسان) أن فرنسا توافق على استقبال معتقل سابق في غوانتانامو. وأوضح كوشنير في الرسالة التي حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منها، أن زوجة بومدين وابنتيه البالغتين من العمر 9 سنوات و13 سنة سيصلن قريبا من الجزائر إلى فرنسا، وقال مصدر قريب من الملف إن المفاوضات تجري مع الجزائر للسماح لهن بالقيام بهذه الرحلة.

واعتقل بومدين في خريف 2001 مع خمسة جزائريين آخرين في البوسنة، حيث كان يقيم بصفة شرعية وسلم إلى السلطات الأميركية للاشتباه بأنه يدبر اعتداء على السفارة الأميركية في سراييفو، ثم نقل مع الموقوفين الخمسة الآخرين إلى غوانتانامو بعد أيام قليلة على فتح المعتقل. وسرعان ما أسقطت الاتهامات بحقهم لكنهم ظلوا قيد الاعتقال، ولو أنهم استمروا في تأكيد براءتهم.