عضو من المؤتمر الوطني السوداني يشهر سلاحه داخل جلسة البرلمان

ياسر عرمان لـ«الشرق الأوسط»: ما حدث يمثل امتدادا للإرهاب الذي شنته هيئة علماء

TT

في تطور لافت في جلسة المجلس الوطني السوداني (البرلمان) أول من أمس كشفت مصادر لـ«شرق الأوسط» عن أن النائبة عن الحركة الشعبية ليديا جوك شول أثارت في بداية جلسة اليوم (أمس) نقطة نظام ضد عضو البرلمان عن المؤتمر الوطني الذي شاهدته ومعها نواب آخرون في جلسة البرلمان ليوم الثلاثاء يخرج مسدسه ويعمل على حشوه أثناء الجلسة. وقالت المصادر إن النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي يحيى الحسين الذي يجلس إلى جانب ذلك النائب احتج على ذلك المسلك الغريب والشاذ على الأعراف البرلمانية، وشاركه عدد من نواب ونائبات الحركة الشعبية. وأضافت المصادر أن النائب صاحب المسدس يجلس في ذات الصف الذي يجلس فيه رئيس كتلة البرلمان عن الحركة الشعبية ياسر عرمان الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن ذلك المسلك يمثل امتدادا للإرهاب الذي شنته هيئة علماء المؤتمر الوطني المسماة هيئة علماء المسلمين.

وقالت المصادر إن وجود نائب يحمل السلاح داخل قبة البرلمان تعتبر حادثة غريبة من نوعها ومؤشر خطير لمحاولة تصفية الرأي الآخر، وأضافت أن ذلك النائب ظل وفي محاولات مستمرة الإساءة إلى رئيس كتلة الحركة الشعبية ونوابها في البرلمان خلال اخذ فرصهم للإدلاء بأحاديثهم داخل البرلمان. وأضافت المصادران «رئيس البرلمان بالإنابة محمد الحسن الأمين الذي ترأس جلسة اليوم (أمس) قال إن المسألة تتعلق بالأمن والنظام بالبرلمان وانه سيناقشها مع الجهات الأمنية المختصة دون أن يتخذ الأجراء». وقالت المصادر «إن نائبا عن النواب الجنوبيين قدم نقطة نظام أخرى، واصفا حديث رئيس البرلمان بالإنابة بغير المقبول ويمثل استخفافا لان نواب البرلمان لا يمكنهم العمل تحت جو من الإرهاب وبحمل السلاح داخل قبة البرلمان».

من جهته قال رئيس كتلة الحركة الشعبية بالبرلمان ونائب أمينها العام ياسر عرمان لـ«الشرق الأوسط» إن ما حدث يمثل امتدادا للإرهاب الذي شنته هيئة علماء المؤتمر الوطني المسماة هيئة علماء مسلمي السودان، وأضاف «هذا تطور شاذ وكبير يجب التوقف عنده لأنه ليس خرقا فقط لأعراف وتقاليد ولوائح البرلمان ولأنه لم يحدث منذ استقلال السودان وفي كل البرلمانات التي عرفتها البلاد وهو ليس فقط تعديا على الدستور والاتفاقية بل هو تعد لأبسط الحقوق»، وتابع «ما حدث ينم عن ضيق بالرأي الآخر وصل بهم التفكير لتصفيتي»، وشدد على أن الحركة الشعبية تلفت نظر قيادات المؤتمر الوطني الشريك معها في الحكم إلى التعديات المتتالية، وقال «الحركة تحذر أن عواقب كل ذلك وخيمة».

وقال عرمان إن ما يحدث في بلاده مضاف إليه القضايا الكبرى في دارفور سيخلق أجواء غاية في السلبية، وأضاف أنها ستصبح خصما على تعزيز الديمقراطية والسلام، وقال إن ما يهم كتلة الحركة الشعبية في البرلمان ومهما حدث فان ذلك لن يهز شعرة في تمسكها الحازم الذي لا نكوص عنه في ضرورة إجازة قوانين ديمقراطية متطابقة مع الدستور واتفاقية السلام الشامل وإجراء انتخابات حرة ونزيهة والاستفتاء بإرادة طوعية لشعب جنوب السودان وإجراء المشورة الشعبية لجنوب كردفان والنيل الأزرق، وحل عادل وشامل لقضية دارفور، وأضاف «ما يحدث إنما هو عبث لا طائل منه ولا يصح إلا الصحيح في المضي والاستمرار في تنفيذ اتفاقية السلام وتعزيز وتغليب جانب صناعة السلام والتحول الديمقراطي وفي ذلك أيادينا ممدودة للجميع».