أحذية تتطاير في الهند في موسم الانتخابات.. والسياسيون يصفحون عن قاذفيها

في أقل من شهر قذفت 5 أحذية لكن أيا منها لم تصب الهدف

TT

يشهد موسم الانتخابات الهندية الحالي تطايرا للأحذية وانبطاحا للمرشحين لتفادي تلك الأسلحة المحلقة في الفضاء، الأمر الذي حدا ببعض السياسيين الفزعين لإقامة شباك للأمان في المؤتمرات الانتخابية، والفلاحين الساخطين لتلقي دورات تدريبية لتحسين مهاراتهم في قذف الأحذية.

فبعد الهجوم بالحذاء على الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في العراق، ورئيس الوزراء الصيني وين جياباو في بريطانيا، صار الحذاء الطريقة المفضلة في الاحتجاج أثناء الانتخابات الهندية الجارية التي تستغرق شهرا. ففي أقل من شهر، طارت خمسة «صواريخ أحذية» مستهدفة سياسيين.

وقالت «وكالة الأنباء الألمانية» في تقرير لها، إن كبار القادة السياسيين في البلاد استهدفوا، من بينهم رئيس الوزراء الحالي مانموهان سنج عن «التحالف التقدمي المتحد»، وإل كي أدفاني المرشح لمنصب رئيس الوزراء عن «التحالف الوطني الديمقراطي» المعارض. الا أن أحدا من السياسيين لم يصب حتى الآن بالأحذية الطائرة. فقد أخطأت الأحذية أهدافها كما أن المهاجمين تم الصفح عنهم لاحقا من قبل الزعماء الذين شعروا بالحرج.

وبدأت قصة الهند مع الأحذية في 7 أبريل (نيسان) عندما قام الصحافي سيخي هو جارنيل سنج بإلقاء حذائه الخفيف على وزير الداخلية بالينيبان شيدامبرام أثناء مؤتمر صحافي في نيودلهي. تبادل الصحافي كلمات ساخنة مع الوزير بشأن السبب في أن مرشحا اتهم في أحداث شغب ضد السيخ عام 1984 قتل فيها 3 آلاف شخص، وبرئت ساحته ورشح نفسه في الانتخابات التي تجري على خمسة مراحل والتي بدأت في 16 أبريل (نيسان) وتستمر حتى 13 مايو (أيار). وبعدها بأيام قام مدرس متقاعد بإلقاء حذاء على المرشح عن حزب المؤتمر الوطني الهندي نافين جندال أثناء مؤتمر انتخابي. وقال المدرس راجبال ساهران الذي اعتقل ثم أفرج عنه بكفالة إنه سأم الوعود الزائفة من السياسيين في وقت فقد فيه ابنه وظيفته.

كما ألقي الحذاء على ادفاني البالغ من العمر 81 عاما، من قبل ناشط سابق في الحزب ورجل دين هندوسي في مناسبتين منفصلتين. وبينما شعر الناشط بالغضب لفصله من الحزب فإن رجل الدين شعر بالمرارة لأن أدفاني لم يفعل شيئا لوقف ذبح البقر وهي حيوان مقدس عند الهندوس. وبعدها بقليل صار رئيس الوزراء سينج السياسي الرابع الذي يستهدف، على الرغم من أن حذاء المهاجم سقط على بعد كبير منه في المؤتمر الانتخابي الذي عقد في مدينة أحمد أباد غرب البلاد. وصرخ الطالب بهندسة الكومبيوتر هتش شوهان قبل أن يلقي حذاءه: «إلى متى ستظلون تخدعوننا أيها السياسيون؟». وطلب رئيس الوزراء من الشرطة عدم توجيه اتهامات فيما أدانت أحزاب سياسية شعرت بالقلق إزاء هذا الاتجاه.

لكن استهجانها لم يؤثر كثيرا في فرق إلقاء الأحذية. وصار نجم بوليوود الممثل جيتندرا ورئيس حكومة ولاية كارانتاكا الجنوبية بي إس يوديورابا أحدث الأهداف في مثل هذه الهجمات. وذكرت وسائل إعلام محلية انه بعد موجة إلقاء الأسلحة، طلب من نشطاء الأحزاب العمل على إبعاد الأحذية من الاجتماعات، وصار حراس الأمن أكثر حذرا وهم يضعون أعينهم على الصحافيين في المؤتمرات الصحافية. وذهبت السلطات في ولاية جوجارات الغربية إلى حد إقامة شبكة لاصطياد الأحذية المجنحة في المؤتمرات الشعبية التي يحضرها رئيس حكومة الولاية نارندرا مودي. وأظهرت تقارير تلفزيونية مؤخرا أن دورات تدريبية تقدم الآن للمتطلعين لإلقاء أحذية بعد أن أخفقت كافة الصواريخ في إصابة أهدافها. وتفسر الهجمات على أنها علامة على زيادة الضيق بشأن القادة الذين تعوزهم الكفاءة كما تتحدث عن يأس الناس.