المغرب: تراشق كلامي بين مسؤولين بشأن وظيفة مجلس المستشارين

على خلفية تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء حول الغرفة الثانية

TT

انتقل النقاش السياسي حول اختصاصات ووظيفة مجلس المستشارين المغربي (الغرفة الثانية في البرلمان)، من مقار الأحزاب السياسية، الى البرلمان، حيث اتسم مساء أول من أمس بالحدة، وتجلى ذلك حينما اندلع تراشق كلامي بين المستشار إدريس الراضي، رئيس فريق حزب الاتحاد الدستوري المعارض، ومحمد سعد العلمي، وزير العلاقات مع البرلمان، الأمر الذي جعل رئيس الجلسة يرفعها برهة.

وقال الراضي، إن حزبه وباقي الأحزاب السياسية لا تقبل تصريحات عباس الفاسي، رئيس وزراء المغرب، الذي قال في اجتماع حزبي قبل أسبوعين، إن مجلس المستشارين يخضع لضغط لوبيات، واصفا تلك التصريحات، بأنها غير مسؤولة، وتمس بشرعية المؤسسات الدستورية، وقال: هذا «كلام لا يمكن السكوت عنه، ويلزم الغالبية والمعارضة معا، من أجل توجيه تنبيه الى رئيس الوزراء طبقا لمقتضيات الدستور».

وأوضح الراضي أن مجلس المستشارين يقوم بدوره الدستوري في مجال مراقبة الحكومة، والتشريع، ولا يمكن أن يكون موجها من أي طرف كان، وهو ما لمسه الجميع حين تم تعليق مناقشة مشروع مدونة (قانون) السير الجديد. وأكد أن الحكومة أخطأت حينما تعاملت مع مجلس المستشارين، وكأنه مجرد مجلس عادي، يمكنه تمرير مشاريع القوانين، والضغط في اتجاه التصديق عليها، دون مناقشة وتمحيص، باعتبار أن مجلس النواب (الغرفة الاولى في البرلمان) صادق عليها بغالبية الأصوات.

وانتقد الراضي الحكومة، وقال إنها لا تحسن التصرف خلال الازمات، نظرا لأنها تتعامل بجفاء مع المعنيين بأمر أي مشروع قانون، مبرزا انه بدل أن تجري الحكومة حوارا ومفاوضات مع ممثلي قطاع النقل لحل معضلة مدونة السير، لجأت الى محاورة الاتحادات العمالية الاكثر تمثيلية في الادارات العمومية، والبلديات، والوزارات والمصانع والشركات. وانتقد الراضي غياب رئيس الوزراء عن البرلمان، واكتفائه بالدفاع عن حصيلة حكومته في وسائل الاعلام العمومية، متهما إياه بالقيام بحملة انتخابية سابقة لأوانها، من خلال استغلال نفوذه على القنوات التلفزيونية الرسمية. وأوضح الراضي أن رئيس الوزراء تعمد الحديث الى القناة التلفزيونية الثانية عن إنجازات حكومته، وحصيلتها غير المقنعة، مشيرا الى أن ما قدمه رئيس الوزراء، عما نفذته حكومته من مشاريع، لا يعدو أن يكون مجرد مغالطات.

وقاطع الوزير العلمي المستشار الراضي، واتهمه بالديماغوجية، وإطلاق الكلام على عواهنه، في مكان لا يليق بذلك، متهما إياه بممارسة المزايدة الانتخاباوية. ورفض العلمي سحب ما قاله في حق الراضي، واستمر التراشق الكلامي بينهما، فاضطر رئيس الجلسة الى تعليقها برهة، حتى تهدأ الخواطر، لتتم العودة الى قاعة الجلسات لمناقشة موضوع انفلونزا الخنازير.