روسيا تطرد دبلوماسيين كنديين ردا على طرد ممثليها لدى الناتو

حلف الأطلسي يبدأ مناوراته العسكرية في جورجيا غداة تمرد كتيبة ضد الرئيس الجورجي

TT

بدأت مناورات قوات حلف شمالي الأطلسي في جورجيا، أمس، رغم الأجواء المتوترة التي سادت تبليسي قبل يوم، بعد الإعلان عن السيطرة على تمرد كتيبة في الجيش قال الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي إنها أرادت تنفيذ انقلاب على السلطة بدعم من روسيا. وبالتزامن مع بدء المناورات التي تستمر طوال شهر كامل وتعتبرها موسكو موجهة ضدها، أعلنت روسيا طرد دبلوماسيين كنديين من مركز الناتو الإعلامي في موسكو، ردا على قرار الحلف طرد دبلوماسيين روس من مقر الحلف في بروكسل الأسبوع الماضي. وأعلنت الخارجية الروسية في بيان أصدرته أمس أنه جرى استدعاء رالف ليسيشين سفير كندا لدى روسيا الاتحادية إلى مقر وزارة الخارجية حيث تم إبلاغه بأن الجانب الروسي قرر «مرغما»، وردا على إجراء الناتو «غير الودي» تجاه اثنين من أعضاء ممثلية روسيا لدى الحلف، سحب الاعتماد الدبلوماسي من كل من إيزابيل فرانسوا الملحقة في سفارة كندا ومدير المكتب الإعلامي لحلف الناتو، وكذلك مارك أوبغينورت الملحق الدبلوماسي لدى السفارة الكندية والموظف في المكتب الإعلامي للحلف. وجاءت هذه الإجراءات في أعقاب رفض وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف المشاركة في اجتماع وزراء خارجية مجلس روسيا ـ الناتو المقرر عقده في 19 مايو (أيار) 2009 ردا على قرار طرد الدبلوماسيين الروسيين، وكذلك قبيل المباحثات الروسية الأميركية المرتقبة في واشنطن حول نزع السلاح في السابع من مايو الجاري. وقرر الناتو طرد الدبلوماسيين بعد أن كشف أن دبلوماسيا من ليتوانيا كان يمرر معلومات مهمة عن الناتو للمخابرات الروسية.

وأعربت كندا عن أسفها لقرار روسيا، واستدعت السفير الروسي في أوتاوا لطلب توضيحات. وقالت متحدثة باسم الخارجية الكندية إن بلادها «تبدي أسفها العميق لقرار روسيا». وأضافت أن كندا تعمل مع حلفائها في الأطلسي على «استئناف التعاون مع روسيا»، وأن القرار الروسي بطرد الدبلوماسيين «يؤتي نتائج عكسية».

كما أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر عن «أسفه العميق» لقرار روسيا طرد اثنين من الدبلوماسيين الكنديين الموظفين لدى بعثة الأطلسي في موسكو، واصفا القرار الروسي بأنه «يؤتي نتائج عكسية». وقال دي هوب شيفر في بيان إن «الإجراء الروسي مؤسف للغاية ويؤتي نتائج عكسية لجهودنا الرامية إلى إعادة بناء حوارنا وتعاوننا مع روسيا». وأضاف أن «حلف شمال الأطلسي يأسف بشدة للإجراء الروسي ولا يجد أي مبرر له على الإطلاق».

وفي جورجيا، بدأ حلف شمال الأطلسي ـ كما كان مقررا ـ مناورات عسكرية، وأعلن الكولونيل يورغي كاكياشفيلي الناطق باسم وزارة الدفاع أن «كل شيء يجري حسب البرنامج المقرر» و«المشاركون يعقدون اليوم اجتماع تخطيط». وتبدأ مناورات افتراضية حول العملانية المشتركة بأجهزة الكمبيوتر في مرحلة أولى تليها تمارين ميدانية قرب تبليسي في 21 مايو (أيار). ويشارك في المناورات، التي يتوقع أن تستمر شهرا كاملا، نحو 1100 من جنود الحلف الأطلسي ودول شراكة السلام للحلف الأطلسي مثل جورجيا. ودانت روسيا مرارا المناورات ودعت إلى إلغائها، معتبرة أن إجراءها ينتهك اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضع حدا للحرب الروسية الجورجية في أغسطس (آب) الماضي. ورفض الحلف الأطلسي الانتقادات، مشددا على أنها مناورات تشارك فيها دول الحلف وشركاء من خارجه وأن روسيا دعيت إلى إرسال مراقبين لكنها رفضت. ولم تهدأ قضية تمرد الضباط الجورجيين، إذ ردت موسكو، أمس، للمرة الثانية، على اتهام تبليسي لها بدعم التمرد، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (الأربعاء) «إنني واثق أن هذا الاستفزاز لم يحصل صدفة عشية مناورات الحلف الأطلسي في جورجيا التي تبدأ في السادس من مايو (أيار) رغم تحذيراتنا».

وأبلغ نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين نظيره الأميركي دانيال فريد، خلال مكالمة هاتفية، أن تدهور الأوضاع السياسية في جورجيا أصبح «عاملا مزعزعا بشدة لاستقرار» المنطقة.

وقال كاراسين في بيان أصدره عقب المكالمة الهاتفية أن «ما يجري في جورجيا اليوم هو ما كنا نخشاه دوما: تدهور وضع سياسي خارج عن السيطرة تفسره السلطات (الجورجية) على أنه نتيجة تصرفات سيئة يقوم بها العدو الذي هو روسيا».