واشنطن لا تعتزم إرسال قوات إلى باكستان.. لكن القلق يساورها حول الترسانة النووية

أوباما يطلب بصرامة من الرئيسين الأفغاني والباكستاني التصدي لطالبان

TT

حث الرئيس الأميركي باراك أوباما الرئيسين الباكستاني والأفغاني ببذل المزيد من الجهد للتصدي لحركة طالبان «الأفغانية» و«الباكستانية» وطلب أوباما ذلك بلغة حاسمة لا تخلو من صرامة، ويأتي ذلك بالتزامن مع نشر تقارير في واشنطن تفيد أن إدارة أوباما غير راضية على أداء الحكومتين الأفغانية والباكستانية، على حد سواء.

وأجرى أوباما أمس محادثات في البيت الأبيض في البداية مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي حضرتها هيلاري كلينتون والجنرال جيمس جونز مستشار الرئيس للأمن القومي، ودامت 40 دقيقة، ثم اجتمع بعد ذلك مع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري واستغرق الاجتماع زهاء 45 دقيقة، ثم عقد أوباما مع الرئيسين الافغاني والباكستاني بعد ذلك اجتماعا مشتركا. وكانت هيلاري كلينتون اجتمعت قبل ذلك مع الرئيسين في مقر وزارة الخارجية.

وطلب أوباما من الرئيس الباكستاني العمل على مواجهة حركة طالبان وتنظيم القاعدة داخل الاراضي الباكستانية، وترى واشنطن ان حركة طالبان أصبحت تهدد المصالح الأميركية في المنطقة. خاصة بعد أن راحت تشن هجمات واقتربت من العاصمة الباكستانية اسلام آباد، في حين طلب أوباما من كرزاي التزاما قويا بالتعاون خلال العمليات المشتركة بين القوات الأميركية والباكستانية على حدود البلدين. وشرعت الولايات المتحدة في زيادة وجودها العسكري في أفغانستان طبقا لإستراتيجية الحرب الجديدة التي أعلن عنها الرئيس أوباما في وقت سابق، والتي تهدف إلى القضاء على حركة طالبان وتنظيم القاعدة.

وكانت الحكومة الباكستانية صعدت حملتها العسكرية ضد مسلحي طالبان في شمال غربي البلاد. وتشن القوات الباكستانية منذ أيام هجوما على المسلحين في منطقتي بونر ودير بعد ان تقدموا باتجاه اقليم سوات. وكان ريتشارد هولبروك، المبعوث الأميركي إلى باكستان وأفغانستان طالب بمضاعفة الضغط على الحكومة الباكستانية لحملها على بذل جهد اكبر في ملاحقة مسلحي حركة طالبان. وقال هولبروك إن الولايات المتحدة لا يمكنها تحقيق النجاح في الحرب الدائرة في أفغانستان ما لم تحصل على دعم باكستان الكامل. وقال هولبروك أيضا إن باكستان ليست «دولة منهارة» لكنها تواجه تحديات جسيمة ربما تؤثر على سلامة الترسانة النووية في البلاد. وأضاف يقول «تحتاج الولايات المتحدة ممارسة ضغوط قوية على أصدقائنا في باكستان للانضمام إلى حربنا ضد طالبان وحلفائها، ولا يمكننا أن ننجح في أفغانستان دون دعم ومشاركة باكستان». وقالت مصادر رسمية أميركية إن إدارة الرئيس أوباما لا تعتزم إرسال قوات إلى باكستان، وهي مسألة تواجه بمعارضة قوية في صفوف القوات الباكستانية. وتريد واشنطن كذلك التأكد من ترسانة السلاح النووي الباكستاني آمنة ولن تسقط في أيدي حركة طالبان. وقال روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الأبيض «عبر الرئيس أوباما للرئيسين عن انشغاله بالأوضاع الأمنية، وهذا هو سبب إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان، وجدد التزامه لتقديم مساعدات للطرفين».