ألمانيا تضغط لخفض التجارة مع إيران.. و30% نسبة التراجع في حجم التبادلات منذ يناير

كيري: لا نسعى إلى تغيير النظام الإيراني.. وعلى طهران وحماس وحزب الله الاعتدال

TT

بدأت الدول الغربية وأميركا نظر زيادة الضغوط الاقتصادية على إيران من أجل إجبارها على التعاون النووي، خاصة في ظل قلق إسرائيلي من أن تطول فترة التفاوض النووي مع طهران لدرجة تقرب طهران خطوة من تطوير برنامج تسلح نووي. وما زال الكونغرس الأميركي ينظر مشروع قانون بتعزيز العقوبات على الشركات الدولية التي تقوم بتصدير الغاز إلى إيران. وذكرت صحيفة «هاندلسبلات» الاقتصادية الألمانية أمس أن برلين تمارس ضغوطا على المؤسسات الألمانية لتخفض حجم تجارتها مع إيران. وأوضحت الصحيفة أن الضغوط المتزايدة من قبل حكومة آنغيلا ميركل أسفرت على ما يبدو عن خفض حجم التجارة بين ألمانيا وإيران منذ يناير (كانون الثاني) بنسبة 30%. وطلبت وزارة الاقتصاد الألمانية خطيا من «الجمعية الألمانية لتشجيع التجارة في الشرق والشرق الأوسط» التي يرأسها المستشار السابق غيرهارد شرودر، وقف المعارض التي تنظم لتشجيع الشركات الألمانية على التعامل تجاريا مع إيران. وجاء في رسالة الوزارة إلى الجمعية، التي أوردتها الصحيفة أن «هذه التظاهرات تتعارض مع سياسة الحكومة الفيدرالية، ويمكن أن تلحق أضرارا كبيرة في مجال سياسة ألمانيا الخارجية».

وأضافت: «لهذا السبب، وباسم وزارة الاقتصاد والمستشارية، أدعوكم إلى التخلي عن هذه التظاهرات». واستنادا إلى الصحيفة، فإن كثيرا من المؤسسات الألمانية تشكو من تعرضها للضغوط، ليس من قبل الحكومة، فحسب وإنما أيضا من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، وذلك فور العلم بأمر تعاملها التجاري مع إيران.

ويأتي ذلك فيما قال السناتور الأميركي جون كيري إن الولايات المتحدة لم تعد تسعى إلى «تغيير النظام» في إيران، لكنه شدد على ضرورة أن تستجيب إيران للانفتاح الذي أبداه الرئيس باراك أوباما. وقال كيري، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ خلال جلسة أول من أمس خصصت للبحث في آفاق السياسة الجديدة لأوباما للتقارب مع الجمهورية الإيرانية: «لسنا في وضع تغيير النظام». وأضاف أن «جهودنا يجب أن تلقى استجابة من الجانب الآخر. فكما أننا نتخلى عن الدعوة إلى تغيير النظام في طهران ونعترف بدور مشروع لإيران في المنطقة، على القادة الإيرانيين الاعتدال في سلوكهم وسلوك حليفيهم، حزب الله وحماس».

وأكد كيري أن هذه الوثيقة تهدف إلى التحقق من الشكوك في رغبة طهران، التي تؤكد أنها تطبق برنامجا نوويا مدنيا، في أن برنامجها يهدف إلى التزود بترسانة نووية. وقال كيري إن هذه الشكوك تشكل عقبة كبرى في طريق تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران. وأوضح الدبلوماسي المتقاعد نيكولاس بيرنز الذي كان يعتمد عليه الرئيس السابق جورج بوش بشأن إيران، أن إدارة بوش خففت من دعواتها إلى تغيير النظام الإيراني منذ 2006، لكنه دعا أوباما إلى التخلي علنا عن هذه السياسة.