في ختام اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب أمس، اتخذ قرارا ببدء التحضير لإقامة دعوى أمام محكمة العدل الدولية للنظر في «الانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشرقية»، وأكد الوزراء أنهم سيعملون على استصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة يقضي بتكليف محكمة العدل الدولية النظر في الانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة وما حولها وإصدار الحكم المناسب بشأنها».
كما قرر الوزراء العرب في ختام الاجتماع الذي عقد بمقر الجامعة بالعاصمة المصرية القاهرة «تشكيل لجنة قانونية دولية برعاية جميع الدول العربية لتحضير ملف الدعوى أمام محكمة العدل الدولية ورصد الاعتمادات المالية اللازمة لذلك».
كما أسفر الاجتماع الاستثنائي عن اتفاق الوزراء العرب أيضا على «إجراء الاتصالات اللازمة لعقد اجتماع رفيع المستوى لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشرقية».
وطالب الوزراء العرب مجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية المعنية بالسلام في الشرق الأوسط والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية، سرعة التدخل لوقف جميع الإجراءات الإسرائيلية في القدس الشرقية المتمثلة بمصادرة الأراضي وتوسيع المستوطنات والحفريات أسفل المسجد الأقصى وهدم المنازل وتهجير السكان المقدسيين.
وردا على سؤال حول الإجراءات التي ستتخذ للحفاظ على القدس أوضح الأمين العالم للجامعة العربية أن القدس لن تضيع إذا كان هناك موقف عربي وإسلامي ودولي صامد وقال: «صدر قرار في هذا الشأن». وحول مدى إيجابية الموقف الأميركي، أكد موسى «أن المواقف التي أبلغت إلينا تشير إلى توقعات إيجابية بالنسبة إلى السياسة الأميركية». وأكد أن عدم قيام دولة فلسطينية سيبقي الصراع العربي الإسرائيلي. وانتقد موسى السياسة الإسرائيلية الممثلة في سلبيات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي طرحت أربع نقاط هي الحديث عن فرص لتعديل المبادرة العربية للسلام والسلام الاقتصادي ومفاوضات غير مشروطة ثم شروط لاستئناف المفاوضات. وطلب الوزراء في ختام اجتماعهم أمس، من سويسرا، الدولة المودع لديها اتفاقية جنيف الرابعة، استئناف عقد مؤتمر الدول المتعاقدة وفقا لنص البيان الصادر عن هذا المؤتمر في 5 ديسمبر (كانون الأول) عام 2001. كما طلبوا إلى الصناديق والهيئات المالية العربية رصد اعتمادات مالية إضافية لدعم الصمود الفلسطيني في القدس لتغطية نفقات الدفاع القانوني عن العائلات والمؤسسات المقدسية المتضررة من الإجراءات الإسرائيلية التمييزية، ومن أوامر هدم المنازل ومنع صيانتها ومصادرة الأراضي، ودعم صمود المؤسسات الوطنية الفلسطينية القائمة في القدس بما فيها الجامعات والمستشفيات والمراكز الثقافية والاجتماعية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني.
وطلبوا في نهاية اجتماعهم تخصيص الأموال كذلك لدعم المشاريع التطويرية في مجالات الصحة والتعليم والشباب والثقافة وتوفير المساعدات للعائلات الفقيرة في القدس، فضلا عن الدعم المالي لفعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009.
وحذر مجلس وزراء الخارجية العرب من المخاطر الناجمة عن التغاضي الدولي عن السياسات الاستيطانية التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاتها المنظمة والمستمرة في هدم منازل ومباني الشعب الفلسطيني والمنتهكة لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وقواعد القانون الدولي وبالخصوص قرارات مجلس الأمن 242 و252 و478 واتفاقية جنيف الرابعة.
«وكلف المجلس، في قرار أصدره في ختام دورته غير العادية تحت عنوان التحرك العربي لمواجهة خطر المخططات الإسرائيلية في القدس الشرقية، المجموعة العربية في نيويورك بإجراء الاتصالات اللازمة لعقد اجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن الدولي لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشرقية والتي تشكل خرقا واضحا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وكذلك لاتفاقية جنيف الرابعة ومرجعيات عملية السلام وأسس حل الدولتين، الأمر الذي يهدد بتقويض فرص تحقيق السلام في المنطقة و(يهدد) قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، كما يشكل تهديدا خطيرا لمستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة».
كلف وزراء الخارجية العرب المجموعة العربية في نيويورك بتشكيل لجنة قانونية برعاية جامعة الدول العربية لتحضير ملف الدعوى أمام محكمة العدل الدولية الخاصة بالانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشرقية ورصد الاعتمادات المالية اللازمة لهذا الأمر.
ووجه مجلس الجامعة العربية في ختام اجتماعه الاستثنائي تحية تقدير وإعزاز للشعب الفلسطيني في القدس على صمودهم البطولي في مواجهة مخطط التهويد الذي يستهدف مدينتهم وهويتهم ودور العبادة الإسلامية والمسيحية، وطلب من الأمين العام للجامعة العربية متابعة تنفيذ القرارات التي توصل إليها الاجتماع.
وكان مجلس الجامعة قد اختتم أعمال اجتماعه الاستثنائي والذي عقد برئاسة وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية علي كرتي التي استمرت يوما كاملا أمس.