موسى لـ«الشرق الأوسط»: لا تعديل في المبادرة العربية للسلام

نفى توسطه بين مصر وحزب الله حول الخلية المعتقلة

TT

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أنه لا تفكير في إدخال أي تعديل للمبادرة العربية للسلام، ورفض أية أفكار في هذا الشأن، مؤكدا «أنه لا يمكن إنقاص الالتزامات الإسرائيلية، وإضافة التزامات جديدة على العرب»، وأوضح «أن المبادرة العربية مُؤسسة على فكرة الالتزامات المتبادلة وهو النهج الذي لن يحيد عنه العرب». وفي حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» في القاهرة نفى موسى قيامه بالوساطة بين حزب الله ومصر، وقال معلقا «الوساطة لها ظروفها وتوقيتها ولم أُكَلَّف بهذه الوساطة». وفيما يلي نص الحوار:

* ماذا بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب.. هل من تحرك جديد نراه قريبا على أرض الواقع بخصوص عملية السلام؟ ـ مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري استمع لعرض من وزير خارجية الأردن عن نتائج الاتصالات واللقاء الذي انعقد في واشنطن بين الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن والرئيس الأميركي باراك أوباما، وهذا يأتي اتصالا باجتماع عربي لعدد من وزراء الخارجية العرب انعقد من قبل في عمان لبلورة موقف عربي للإدارة الأميركية ونحن في المقابل نتوقع مواقف أميركية جديدة في هذا الشأن خلال الأسابيع القليلة القادمة وتحريك هذا الأمر (مسار السلام)، مسألة مهمة بصرف النظر عن أي قضايا أخرى وهذا لا ارتباط له بأي موضوع إقليمي آخر بما في ذلك إيران، لأن الموضوع خاص بالنزاع العربي ـ الإسرائيلي وموضوع إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة، وشروطه الأساسية وقف الاستيطان والبدء في إزالة المستوطنات.

* لكن من الواضح أن السياسة الأميركية تسير في اتجاه تسوية شاملة بمعنى الأمن الإقليمي مع عملية السلام في الشرق الأوسط؟. ـ عليهم أولا، هم واللجنة الرباعية الدولية، وغيرهم في ضوء المبادرة العربية والطروحات الكثيرة التي تمت وفى ضوء التعنت الإسرائيلي والجمود في أي شيء يتعلق بالسلام سواء المستوطنات أو القدس واللاجئين أو حتى الأراضي السورية واللبنانية في ضوء هذا الجمود أن يرونا طرحهم ونحن كعرب ليس أمامنا أي طرح آخر غير المبادرة العربية.

* هذا على الرغم من الطلبات الأميركية التي تتحدث منذ أيام حول تغيير المبادرة العربية وهناك من تحدث عن تقديم العرب لبعض التنازلات في إطار حسن النوايا؟ ـ أعتقد أن هذا طلب يجب عدم التعامل معه أبدا لأننا قدمنا الكثير ولم تفعل إسرائيل شيئا، واليوم الكرة في الملعب الإسرائيلي كي تتقدم بما يطمئننا لأن المبادرة العربية هي التجسيد لموقف عربي يتوفر فيه الطمأنة والوعي الرئيسي لإقامة السلام واحترام السلام العادل ولم نسمع من إسرائيل شيء ولذلك أي أحد يطالبنا بشيء إضافي يجب الرد عليه وأنا أعتقد أنه في الوسط العربي إذا كان هناك من عربي يرى إذا كان علينا أن نفعل شيئا فيجب أن نضعه في مكانه وهو أننا لا نستطيع ولا يصح أن نعدل أو نضيف إليها أو نغير فيها، ولا نقدم أي مبادرة أخرى ولنر ماذا ستقدم إسرائيل هل هي قادرة على المبادرة والمشاركة في السلام أم قادرة فقط أن تقول السلام سلام اقتصادي ودولة اليهود وهذا كله لا يمكن قبوله.

* يدور الحديث أيضا حول مطالب أميركية ـ إسرائيلية بتعديل المبادرة العربية خاصة فيما يتعلق بالقدس واللاجئين؟ ـ المبادرة العربية متوازنة ولن تعدل لأنها تنص على تنفيذ الالتزامات المتبادلة في مقابل قيام إسرائيل بالالتزامات المتوازنة، إذن ما هو التعديل المطلوب؟ وهل نفهم من التعديل زيادة الالتزامات على العرب ونقصها من إسرائيل؟ هذا غير ممكن وغير متوازن وأكرر الآن الكرة في ملعب إسرائيل ولا تعديل في مبادرة السلام العربية كما أننا لم نر شيئا من إسرائيل يجعلنا نعدل أو نبحث في أمور أخرى لذلك أرى أن فكرة التوازن في الالتزامات هي الفكرة التي تأسست عليها المبادرة العربية غير القابلة للتعديل ومن يريد تعديلها فليحاول لأننا سوف نرفض ذلك.

* اتصالا بالمبادرات لدينا مواقف مرنة من حماس أعلنها خالد مشعل عندما أعلن أنه يقبل بحل الدولتين وأنهم سيكونون جزءا من الحل باستثناء الاعتراف بإسرائيل ألا يعد هذا جزءا من المرونة العربية الكافية؟ ـ هذه مواقف وشرح للمواقف العربية التي تبلورت في المبادرة العربية التي تقوم على تبادل تنفيذ الالتزامات وكل ما يقوله مسؤول عربي أو في حزب عربي أو مسؤول في منظمة عربية أو طرف في هذا كله لا تفسر بما يبعد أو يخرج عن المبادرة العربية والكرة في الملعب الإسرائيلي وليست في الملعب العربي فيما يتعلق بأي مبادرات جديدة.

* هل تشهد المنطقة تسويات وتفاهمات مختلفة بالنسبة للأمن الإقليمي وعملية السلام؟ ـ الأمن الإقليمي سوف يطرق بالضرورة في مرحلة ما، إنما الآن طالما أن هناك احتلالا إسرائيليا لأراض عربية، هذا الأمن لا يمكن بلورته إلا بعد الانسحاب الإسرائيلي وقيام دولة فلسطين أما أننا نتفق على اتفاقات أمنية مسبقة فهذه مسألة أنا لا أرى أنها ستكون ممكنة.

* لكن هذا يدور حاليا في إطار الحوار الأميركي ـ الإيراني وهذا يسبب قلقا عربيا حول هذه النقطة؟ ـ الحوار الأميركي ـ الإيراني المزمع عقده جدول أعماله طويل ويتضمن، العلاقات الثنائية ـ مصالح معينة أميركية إيرانية ـ والموضوع النووي وكيفية التعامل معه وقد ظهر جديد في الموقف الأميركي الذي يسلم بحق إيران في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية والتمتع بكافة المزايا التي تتيحها معاهدة منع الانتشار، وملف يتعلق بموضوع الأمن الإقليمي، وهذا الجزء هو الذي نرى أن إيران تعتبر أحد الأطراف فيه وليست طرفا وحيدا وبالتالي فهو مرتبط بحل النزاع العربي ـ الإسرائيلي وليس مرتبطا بالحوار الإيراني ـ الأميركي، ويأتي في مرحلة لاحقة لتسوية النزاع العربي ـ الإسرائيلي، ومن هنا لا بد من التأكيد بأن الأمن الإقليمي قيامه مرتبط بحل النزاع العربي ـ الإسرائيلي حلا عادلا.

* هل ترى في الخطاب الأميركي تحولا جديدا أم أن المسألة مجرد مصطلحات؟ ـ لا، هناك موقف أميركي جديد مع الإدارة الجديدة، هناك تغيير وقد رأينا هذا في العلاقة مع أميركا اللاتينية، والمقاربة مع إيران، والاتحاد الروسي، في مبادرة أوباما التي أعلنها في براغ لإخلاء العالم كله من الأسلحة النووية وهذا شيء جديد وعليه نتوقع أن نرى في المستقبل القريب احتمالات قوية للتغيير في المقاربة مع عملية السلام في الشرق الأوسط.

* تقصد أننا سندخل في خطوات حاسمة خلال عام 2009 كما حددت هذا القمم والاجتماعات العربية؟ ـ لا بد من ذلك لأننا إذا انتظرنا للعام المقبل سوف ندور حول تواريخ دون انجاز شيء وهذه اللعبة يجب أيضا أن نوقفها ونريد أن نرى مدى التقدم الذي يتم خلال عام 2009 وأمامنا وقت طويل يسمح بحدوث التقدم.

* ماذا عن أدوات التنفيذ لهذه للمبادرات؟ ـ أولا لنر السياسة الأميركية ماذا ستقدم وبالتالي السياسة العالمية التي تتبعها أي (موقف الرباعية الدولية، ودور الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة) وكل هذا يجب أن يتبلور خلال الأسابيع المقبلة، أما فيما يتعلق بالعرب فموقفنا قد تبلور في المبادرة العربية ونطالب بوقف الاستيطان بالضرورة كعنصر أساسي ورئيسي وفاعل في أي حديث قادم في إطار جهود السلام.

* ماذا تريد أن ترى في السياسة الأميركية؟ ـ نحن تحدثنا إلى الإدارة الأميركية ونقلنا إليها وجهات نظرنا على أعلى المستويات من القمة وحتى مستويات أخرى مثل جورج ميتشل وغيره، وبالتالي موقفنا واضح ولسنا مستعدين لسياسة الخطوة ـ خطوة مرة ثانية، وهذا الكلام راح زمنه، والأمر الثاني لا نريد أن نضع عربات أمام الأحصنة بمعنى ألا يحدثنا أحد عن مسار متعدد الأطراف قبل أن تتضح الأمور فيما يتعلق بالمسارات الثنائية واتضاح المواقف الإسرائيلية وتعديلها، والنقطة الثالثة المستوطنات وهذا موضوع رئيسي للغاية ومن دونه لا يمكن التحرك ولا يصح، والنقطة الرابعة هي المبادرات، وأرى أنه لا يصح ولا يجب أن يقبل أي طلب لمبادرة عربية جديدة وكل هذا معروف لدى الإدارة الأميركية، وبالتالي نحن نريد صفقة شاملة توضع تحت البحث ويتم التشاور عليها أيضا، وأرجو أن يكون التشاور تحت إدارة أوباما تشاورا متوازيا مع العرب مثلما هو مع الطرف الآخر وليس مع الطرف الآخر فقط كما كان الحال في المقاربات السابقة تحت الإدارة السابقة.

* من بين أدوات التنفيذ لمبادرات السلام هل تحدد الأمم المتحدة آليات فاعلة في مؤتمر موسكو المقترح؟ ـ مجلس الأمن سيعقد اجتماعا بناء على طلب روسيا بصفتها رئيسة الدورة المقبلة في شهر مايو (أيار) وهم يريدون عمل شيء، وهذا الاجتماع سيكون خاصا بأعضاء مجلس الأمن وسيصدر عنه بيان عام، أما مؤتمر موسكو فهو اقتراح كان قد طرح في أنابوليس والمقصود من هذا المقترح أن يكون مؤتمر متابعة وتقييم لمدى تنفيذ اجتماع أنابوليس وعليه نرجو أن ينعقد هذا المؤتمر في تاريخ يمكننا من تقييم ما تم في مرحلة سابقة ومن هنا فالمؤتمر ليس غاية في ذاته، وإنما هو مطلوب للتقييم والمتابعة واتخاذ قرارات واضحة باسم المجتمع الدولي كله تتعلق بالقدس والاستيطان.

* كيف ترى خطاب نائب الرئيس الأميركي أمام الايباك الذي تحدث فيه عن أمن إسرائيل وتحقيق السلام في نفس الوقت؟

ـ أولا جو بايدن كنائب رئيس الولايات المتحدة هو رجل خبير بالسياسة الخارجية وبكواليسها ومساراتها وما ذكره في الايباك أنا قرأته بإمعان وهو طالب إسرائيل بإجراءات وطالب العرب أيضا بخطوات وأرجو أن تكون المطالبة متوازية وان إسرائيل تفهم أن هناك مطالبات منها أما نحن فقد استجبنا لمطالبات كثيرة وإسرائيل لم تستجب لمطالبة واحدة ومن ثم أي استجابة لنا سوف ترتبط بمدى ما سوف تقدمه إسرائيل.

* هل من جديد في الخطاب الأميركي؟ ـ يبدو أن هناك جديدا لأنه بدل من الحديث عن أمن إسرائيل، وأمن إسرائيل وأمن إسرائيل وأمن إسرائيل، أصبحوا يقولون نحن ملتزمون بأمن إسرائيل ولكن ملتزمون أيضا بالسلام أي في إطار حل الدولتين إذن فيه نوع من التغير في الخطاب الأميركي وتبقى السياسة.

* ما هي الخطوات العملية التي ستتخذ عربيا بعد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي بحث في أجندة ثلاثية القدس ـ السلام ـ تقرير لجنة تقصى الحقائق في الحرب الإسرائيلية على غزة؟ ـ لن أستبق الأحداث ونحن جاهزون لاتخاذ عدد من الإجراءات والخطوات التي يمكن أن تساند مواقفنا في البنود الثلاثة.

* هل تعتقد أن إيران تعتمد أو تتعمد استقطاب دول في المنطقة لإحداث الانقسام العربي الحاصل وهل أنتم مع هذا الرأي؟ ـ رأيي أكرره للمرة العشرين وهو يجب أن نقر جميعا بما فينا إيران أن هناك موضوعات خلافية بيننا وبين إيران، وأن هذه الموضوعات الخلافية لا يجب أن تترك لتستفحل وتخلق موقفا أكثر اضطرابا وتوترا في الشرق الأوسط، ويترتب على ذلك أن الحوار مع إيران يجب أن يتم وأن نقترحه ونصر عليه ونضع هذه الأمور كلها على المائدة وبكل صراحة بالتوازي مع الحوار الأميركي ـ الإيراني وبالتوازي مع الحوار الأوروبي ـ الإيراني، ومن ثم حوار عربي ـ إيراني.

* من الواضح أنكم تقفون في معسكر تفضيل الحوار مع إيران.. ما هي مقومات نجاح هذا الحوار؟ ـ هناك فرص للنجاح، أما التوتر ففرصه صعبة، وأنا لا أستطيع أن أضمن مسيرة نجاح للحوار، وإنما أضمن أن المسيرة العملية نفسها تكون رصينة نضمن بها النجاح ونحن لم نبدأ بعد.

* هل لدى إيران بوادر إيجابية للتجاوب مع هذا الطرح وهل لديها استعداد خاصة أن البعض يرى في طهران الإصرار على إحداث انقسام في الصف العربي؟ ـ أكتفي بهذا القدر في حديثي عن إيران.

* هل تتفق مع الرأي القائل بأن إيران أخذت معها بعض الدول التي تسمى بالممانعة مستغلة الظروف السياسية للمنطقة لتصدير الأزمات؟ ـ أولا لست من أنصار تسميات حكاية الممانعة والاعتدال والتعبيرات التي انتشرت في عهد الإدارة الأميركية السابقة وكان لها آثار سيئة جدا أما سؤالك عن أنها جرت معها، هل تقصدي أن الدول العربية أو بعضها لا إرادة لها؟

* أقصد أن لها ظروفها التي تستغلها إيران؟ ـ فيه توافق في سياسات معينة وهذا التوافق يؤدي إلى النقاش العربي الجاري حاليا في إطار المصالحة والتفاهم وفى إطار البنود المطروحة على المسؤولين العرب من المشاكل التي نطرحها بيننا وبين إيران، وفيما بيننا وبين أنفسنا ومع الأميركيين ومع إسرائيل، وأقصد أن العملية كلها تحتاج لطرح موضوعي.

* سبق أن طرحت منذ أيام مقومات الوصول إلى مستقبل عربي واعد، هل ما زلت تصر على أن هذه العناصر كافية لإحداث النتيجة التي تريد؟ ـ اقترحت عناصر أتصور أنها الأساس الذي تنطلق منه عملية إعادة تقييم الوضع السياسي في المنطقة.

* العربي فقط؟ ـ العربي أولا وفى المنطقة معه أو حوله من منطلق التداخل لأن العالم يعيش في تداخل كبير جدا لأننا عندما نتحدث عربيا لا نستطيع أن نفصله عن الإقليم ولو كنا نتحدث إقليميا لا نستطيع أن نفصله عن الدولي، وبالتالي أصل الموضوع هو موقف جوهري عربي عليه تفاهم كما حصل بالضبط بالنسبة لمبادرة السلام العربية عليها تفاهم حتى لو كان فيه تحفظات من هنا أو من هناك ولكن لا أحد يريد أن يلغيها ولذلك هي موضوعة على المائدة بناء على توافق عربي شامل وهذا شيء يمكن أن يتحقق أيضا في قضايا أخرى بأننا متوافقون على كذا وكذا، وأن نأخذ هذا الموقف بصرف النظر عن أي مواقف إقليمية أخرى أو حتى دولية أو متوافقون بأننا لا بد وأن نحل هذا الموضوع بتفاهم إقليمي أو تفاهم دولي.

* هل الساحة العربية والإقليمية والدولية تعطي مؤشرا بأننا اقتربنا من إيجابيات هذا التصور في مسالة التغيير؟ ـ لا أستطيع القول بأننا اقتربنا وإنما هي تعطي لي وللجميع مؤشرات بإمكانيات التغيير وفتح آفاق مختلفة عما كان خاصة وأن ما كان، كان كله سلبيا فإذن لدينا أمل للتوقع بأن بعض المؤشرات الإيجابية تظهر.

* هل ستكون من بين الإيجابيات ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه سيقوم بمفاجآت مدوية مع الرئيس الفلسطيني في واشنطن لصالح عملية السلام؟

ـ أولا كافة مفاجآت (نتنياهو) ليس فيها أي شيء إيجابي وكلها تخلق التباسا وراء الالتباس وقد ظهر ذلك مؤخرا في خطابه أمام الايباك، وبالتالي إذا كان هذا موقفه لا توجد نقطة بداية ولا حتى انطلاقة، وسنرى النتائج خلال وبعد اللقاء مع الرئيس أوباما.

* عندما تحدثت مع الرئيس أبو مازن هل لمست منه وجود مؤشرات عبر اتصالاته مع الجانب الإسرائيلي تعطى الأمل للانفراج؟ ـ لا لم يعطني مثل هذا الانطباع أبدا.

* هل سمعت منه رفضه لمنطق نتنياهو بنفس وتيرة الرفض العربي أم أنه يناقش عله يصل إلى شيء يتسق وحل الدولتين؟

ـ موقف أبو مازن واضح وموقف الدبلوماسية الفلسطينية، وأعتقد أنه يشمل الكل، اليسار واليمين، في البناء السياسي الفلسطيني.

* هل تتوقع حوارا ناجحا بين واشنطن وطهران أم صداما، أخذا في الاعتبار أن واشنطن تؤكد دائما أن كل الخيارات مفتوحة؟ ـ أرجو ألا يؤدى الأمر إلى صدام.

* وزير الدفاع الأميركي ألمح إلى عدم استبعاد أي خيار مع إيران ألا تعتقد انه إذا حدث الصدام سيؤثر هذا على الأمن في المنطقة؟ ـ لماذا نقفز إلى الأمل الإسرائيلي بحدوث صدام مع إيران.. المصلحة الإسرائيلية ليست مصلحة عربية، وأنا هنا أعترض على كلام نتنياهو عندما قال إن العرب واليهود معا ضد إيران وأنا أسأل من الذي أعطى نتنياهو تفويضا كي يتحدث باسم العرب ولماذا لا يقول ما يريد أن يقوله بأنه ضد إيران فليقل ذلك دون جمع العرب معه، أما الموقف العربي ليس هكذا، وأكرر لا يوجد موقف عربي ضد إيران بهذا الشكل الذي تتحدث عنه إسرائيل.

* هل ترى أن أوباما قادر على تنفيذ وعده بالتغيير أم مازال يبحث عنه في أدواته؟ ـ أرى أنه قادر على إحداث هذا التغيير.

* من أي منطلق؟ ـ هو فكريا متجه في هذا الاتجاه وكرئيس لأميركا طرح هذا التغيير ونحن منتظرون ترجمة هذا إلى سياسة.

* في تصوركم ما هي أوراق الضغط العربية للمساعدة على تنفيذ هذا التغيير؟ ـ يجب أن نأخذ موقفا صارما الآن في إطار قيام السلام، وهذا الموقف هو أننا لا يمكن أن نتحرك لا في إطار تطبيع أو غيره إلا إذا تحركت إسرائيل، والإدارة السابقة كان عندها مجموعة مفاتيح تحاول تحريكها مستغلة عملية نصب إسرائيلية واضحة جدا وواضحة المعالم يتحدثون معنا عن سلام ثم يذهبون إلى بناء المستوطنات ويهدموا أحياء في القدس ويطردون المواطنين العرب وهذا أمر خطير وكانت سياسة الإدارة الأميركية السابقة تستخدم أي مفاوضات لتقول إن هناك حوارا من أجل السلام وتعتبر أن الجلوس على مائدة التفاوض هو في ذاته تقدم وتطالب العرب بعمل شيء، وطبعا هذا لم يحدث، وتذكرين أن الجامعة العربية قررت عندما حدث كلام أو تسميها ضغوط أو غيره قلنا إن ممثلي دولتين فقط مصر والأردن يذهبان إلى إسرائيل، بوصفهما لهما علاقات، ولم نتجاوب مع هذه الضغوط التي حاولت جرنا إلى التطبيع، وعندما طالبوا بتعديل وإعادة النظر في المبادرة العربية قلنا هذا لن يحدث وعليه ماذا يدفعنا لأن نفعل ذلك اليوم؟ وبالتالي نحن نتمسك بكل ثوابتنا.

* أخشى أن نكون في دائرة النصب أيضا في الوقت الراهن بمجموعة مفاتيح جديدة؟ ـ لا.. هناك فرق وأعتقد أن أوباما بالقطع سيكون أفضل وأرجو أن يصدق توقعي.

* هل سيغير أيضا مع السودان؟ ـ هناك بعض الإرهاصات منها زيارة جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، ولقاؤه بكبار المسؤولين في الحكومة السودانية وهذا غير مسبوق وكذلك الكلام الذي استمعت إليه من مبعوث السلام الجديد لدارفور الجنرال سكوت غراشيون كلام فيه من الرصانة الكثير وهو ما كنا نفتقده من قبل.

* على سبيل المثال؟ ـ لا.. أكتفي بذلك، وهو فيما يتعلق بطروحاته وتصوره لحل المشاكل السودانية.

* ماذا عن زيارتكم للسودان؟ ـ سوف أزور السودان بعد أيام وسنلتقي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وأمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي، وأنا مع الحكومة السودانية في إطار تنسيقي وفى إطار متابعة مختلف الأنشطة الجارية فيما يتعلق بالسودان سواء مع الجنوب أو دارفور وسيكون معنا ممثل الأمم المتحدة الوسيط الدولي وسوف نتحدث عما تحقق من حزمة الحل العربي التي اتفقت الجامعة العربية عليها مع السودان.

* وسائل الإعلام انتقدت ما تردد بأنكم قمتم بوساطة بين حزب الله ومصر في موضوع عناصره المحتجزة؟ ـ لم أقم بوساطة ولم أكلف بها ولأن الوساطة لها ظروفها وتوقيتها ولها أحكامها وهذه أنا أستطيع تقدير متى يمكن إعمال وساطة ومتى يجب الانتظار ونحن في غمار انتخابات لبنانية وبالتالي فإن هذا الملف له تطوراته.

* متى تقوم بزيارة موريتانيا؟ ـ سيكون ذلك بعد الانتخابات، والجامعة العربية سوف تشارك في مراقبتها كما ستشارك في الانتخابات اللبنانية.

* هل تقوم الجامعة بمساعدة القوى الموريتانية لتوفير أجواء ناجحة لإجراء هذه الانتخابات؟

ـ نحن نعمل وبتنسيق مستمر مع الاتحاد الأفريقي إزاء موريتانيا.