الخارجية العراقية: زيارة الشيخة موزة لبغداد لها أبعاد سياسية

رافقت مدير عام «اليونيسكو» لتوقيع اتفاقيات تدعم التعليم والثقافة في العراق

الشيخة موزة بنت ناصر المسند ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يراقبان توقيع اتفاقية بين وزير التعليم العراقي ومدير عام اليونيسكو في بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

عدت العديد من الأوساط السياسية والبرلمانية العراقية زيارة الشيخة موزة بنت ناصر المسند زوجة أمير قطر، للعراق، وإن كانت تمثل منظمة اليونيسكو كمبعوث خاص للمنظمة، بأنها ذات مغزى سياسي واضح. ولفت مسؤولون عراقيون إلى أن هذه الزيارة جاءت في وقت تشهد فيه العلاقات العراقية ـ العربية تطورات وان بدت طفيفة لكنها مهمة، مشيرة إلى أن أبواب العلاقات الثنائية بين قطر والعراق سيكون لها في المستقبل القريب آفاق جديدة وواسعة.

وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد استقبل بمكتبه الرسمي أمس المدير العام لمنظمة «اليونيسكو» كوتشيرو ماتسورا والمبعوث الخاص للمنظمة الشيخة موزة بنت ناصر المسند والوفد المرافق لهما. وتم خلال اللقاء التوقيع خلال اللقاء على ثلاث مذكرات تفاهم مع منظمة اليونيسكو من قبل وزراء التربية والتعليم العالي والثقافة العراقيين.

وقال محمد الشيخ وكيل وزارة الخارجية العراقية: «حتما ان لزيارة الشيخة موزة ابعادا سياسية وان أي تقدم باتجاه العلاقات مع الدول العربية فيه مصلحة لكلا الجانبين». وعبر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن أمله في «تطوير العلاقات مع كل المنظمات والدول لإعادة العراق إلى اخذ دوره الحقيقي في العالم». ويذكر ان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني كان قد زار قطر في فبراير (شباط) الماضي وحث على ضرورة تنشيط العلاقات بين العراق وقطر.

ومن جانبه، أكد محمد الخزعلي عضو لجنة الثقافة في مجلس النواب العراقي ان «توقيع الاتفاقيات مع المنظمات التي تهتم بالجانب الثقافي والعلمي في العراق له مردود كبير على هذه الساحات وهو يشكل ركيزة من ركائز التقدم والتواصل مع العالم».

وقال رئيس الوزراء العراقي خلال اللقاء: «إن للعراق تاريخا مشرفا يشجعه على أن يكون دولة عصرية لان لديه حضارات عريقة كالسومرية والبابلية، ونحن ماضون في طريق الثقافة والعلوم، وعلينا أن نتواصل ولا نعيش بعيدين عن التطورات الحاصلة في العالم في مختلف المجالات». وأضاف: «بلدنا الذي عانى الكثير بسبب سياسات النظام المباد يعيش اليوم أجواء الديمقراطية والتقدم العلمي والثقافي، وهو يشهد استقرارا شجعنا على أن نهتم بالجانب العلمي، ولذلك أطلقنا المبادرة التعليمية وقررنا إرسال الآلاف من الطلبة للدراسة في جامعات العالم». ومن جهتها، أكدت الشيخة موزة: «المنظمة لديها الاستعداد الكامل للمساعدة في دعم الحركة العلمية والثقافية في العراق الذي يعد مهدا للحضارة والثقافة والآداب والفنون عبر التاريخ وإننا نتطلع إلى أن يستعيد دوره التاريخي».

وأعرب أعضاء الوفد عن استعداد منظمة اليونيسكو للاستمرار بالتعاون مع العراق في مجالات التعليم والثقافة والتربية وكيفية تأهيل الجامعات العراقية وبالأخص كليات الطب وتدريب الكوادر التعليمية والثقافية والأكاديمية وإعادة المراكز الثقافية.

وقد بدأت اليونيسكو مطلع عام 2008 ترميم قلعة اربيل التي يعتبرها بعض المؤرخين من أقدم المناطق المأهولة في العالم، بالإضافة إلى الاهتمام بالمواقع الأثرية الموجودة في كردستان العراق. كما تشرف المنظمة على إعادة إعمار ضريح الإمامين العسكريين في سامراء بعد تفجير قبته الذهبية في فبراير (شباط) 2006.

ويذكر أن العراق كان قد وقع مع المجلس الثقافي البريطاني اتفاقية الأسبوع الماضي خلال زيارة المالكي إلى لندن لدعم التعليم والثقافة في العراق.