شخصيات فلسطينية اقتصادية ومستقلة تسعى لتطوير تجمع لحزب سياسي

عشراوي شاركت في اجتماعه انطلاقا من دعمها لأي تجمع ديمقراطي ومستقل

TT

قرر العشرات من الشخصيات الفلسطينية المستقلة، تطوير تجمع فلسطيني سابق، ليطرح هذه المرة برنامجا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، بدل الاكتفاء بتقديم مبادرات لحل الانقسام الفلسطيني. ويخطط القائمون على «منتدى فلسطين» الذي أسسه قبل عامين رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري، لتحويله إلى حزب سياسي، مستغلين بذلك حالة الانقسام بين حركتي فتح وحماس، الأكبر على الساحة الفلسطينية.

وكان المنتدى يعرف نفسه على أنه منبر للحوار وأداة للتأثير، لكنه فشل في استقطاب مناصرين له. واليوم يهدف هذا المنتدى إلى أن يخوض الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة.

وقال المحلل السياسي هاني المصري الذي كان أحد مؤسسي المنتدى، «الانقسام خلق فراغا وهذا شجع بعض الشخصيات للعمل على ملء الفراغ». لكن المصري يؤكد أنه دون توفر مقومات أساسية لا يمكن لهذه المحاولة أن تنجح. وأضاف «يجب تقديم رؤية وبرنامج سياسي جديد متميز مستقل وجريء، وقادر على توحيد الفلسطينيين، وشق الطريق لقوة ثالثة تكسر حالة الاستقطاب الثنائي بين حماس وفتح». وتابع القول «الناس ضاقت من فتح وحماس، طالما أنه لا يوجد أي حل في أي قضية».

شكل المنتدى أول من أمس، لجنة تحضيرية من 9 أشخاص، على أن يصلوا إلى 25 من الضفة والقطاع والشتات، ومهمتهم، صياغة برنامج سياسي والدعوة إلى مؤتمر تأسيسي، وقد يكون في الخارج.

ومن بين القائمين على «التجمع» الجديد، الاقتصادي الفلسطيني سمير حليلة، الذي يرى أن المستقلين الآن أمام مفترق طرق، «فإما أن يبقوا على الرصيف أو أن يكونوا لاعبا مهما». وقال حليلة، «علينا صياغة موقف واضح وإبلاغه للأطراف المعنية».

وبالإضافة إلى المصري وحليلة، يضم التجمع وزير العدل السابق علي السرطاوي، ووزير الاقتصاد السابق مازن سنقرط، ورجل الأعمال محمد الحرباوي وكثيرا من رجال الأعمال الآخرين. ويعتبر هؤلاء قوة اقتصادية كبيرة في الأراضي الفلسطينية، وقادرين على تمويل أي تحرك من هذا النوع.

وقالت مصادر قريبة من «الحزب» الجديد إن أي جهة خارجية لا تقف وراءهم، أما إذا نجحوا فإن عدة قوى بالتأكيد ستدعم مثل هذه الخطوة.

واعتبر المصري أن تحرك الاقتصاديين الفلسطينيين، «دليل على أن البرجوازية الفلسطينية تشعر بالخوف على مستقبلها ومصالحها من حالة الانقسام المستمرة».

وتدفع شخصيات معروفة ومستقلة، مثل وزيرة التعليم السابقة حنان عشراوي، منذ زمن بعيد إلى صياغة برنامج فلسطيني متكامل بخطاب جديد للشعب الفلسطيني. وقالت عشراوي لـ«الشرق الأوسط» إنها شاركت في الاجتماع انطلاقا من أنها تدعم أي تجمع وطني ديمقراطي مستقل من أجل إيجاد مخرج من الواقع الفلسطيني.

وقال المصري، إن عدم وجود قواسم مشتركة تجمع القائمين على هذا التجمع تعتبر نقطة ضعف. وحذر المصري من «صياغة برنامج لا يتعامل مع واقع الاحتلال ويضع خططا للتخلص منه». لكن مصادر قريبة من التجمع، قالت إن البرنامج السياسي سيضع تصورا لإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية، والتخلص من الانقسام، كما يضع حلولا اقتصادية.

ومن غير المعروف، إلى أي حد يمكن أن ينجح التجمع في استقطاب مناصرين له، وقال المصري «هذا صعب في ظل عدم وجود جذور شعبية للقائمين عليه. والحركة وحدها مش بركة» بعكس ما يقول المثل.