الأمم المتحدة تسجل 45 ألف نازح خلال 5 أيام شمال غربي باكستان

ناطقة باسم المفوضية السامية للاجئين: نتوقع المزيد من الفارين من القتال

TT

أكدت الأمم المتحدة أن النازحين يتوافدون إلى مناطق آمنة في باكستان، فارين من التصعيد العسكري بين الجيش الباكستاني ومسلحي «طالبان» في دير الجنوبية ووادي سوات ومنطقة بونر. وأعلنت المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة أنه تم تسجيل 45 ألف نازح خلال الأيام الخمسة الماضية، وأن الأعداد تتزايد. وقالت ناطقة باسم المفوضية في باكستان اريان رومري إن «الهاربين من العنف يستغلون رفع حظر التجول لساعات أطول ليهربوا من مناطق القتال»، وأضافت في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من مخيم «جلالة» في منطقة ميدان، الذي يستضيف 1500 نازح: «العشرات من العائلات الجديدة تصل هنا، خصوصا من وادي سوات، يأتون بأية طريقة ممكنة، وهي رحلة تستغرق بين 4 و5 ساعات، يأتون بالألبسة التي يلبسونها، غير قادرين على حمل أية أمتعة».

وأشارت رومري إلى مشكلة حساسة يعاني منها النازحون الذين تقدر أعدادهم بأكثر من 550 ألف نازح من المناطق القبلية وشمال غربي باكستان حيث تشتبك عناصر «طالبان» مع القوات الباكستانية، وهي تفريق العائلات. وقالت رومري إن الكثير من النازحين الذين تحدثت إليهم غير قادرين على السفر مع كل أفراد عائلتهم، مما يؤدي إلى شتات العائلات. وأضافت: «لا نعلم الفترة التي سيبقى النازحون فيها في المخيمات وبعيدين عن منازلهم وحياتهم اليومية، يقولون إنهم سيبقون في المخيمات إلى حين يشعرون بالأمان في العودة». ويذكر أن 93 ألف نازح يبقون في 11 مخيما تدعمه المفوضية السامية التابعة للأمم المتحدة، بينما أكثر من 460 ألف نازح يبقون مع أقاربهم وعائلات فتحت أبوابها للنازحين. ولفتت رومري إلى أن الكثير من النازحين هم مزارعون وغير قادرين على اصطحاب المشاة معهم، مما يعرض المشاة للهجر والقتل، ويزيد من الضرر للأراضي الزراعية في المنطقة. وتشدد المفوضية السامية على أهمية تسجيل النازحين من أجل رصد التحرك السكاني المتسارع في باكستان وتزويد النازحين المسجلين بالمساعدات الإنسانية الأولية. وقالت رومري: «نساعد الحكومة الباكستانية على عملية التسجيل وإيصال المساعدات للمحتاجين. نحن بحاجة إلى رصد التحركات السكانية»، وأضافت: «الحكومة الباكستانية تعمل جاهدة لمعالجة الموقف، ولكن هناك الكثير من المتطلبات التي يجب أن نعمل على معالجتها». ومن جهتها حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس من «الأزمة الإنسانية» الآخذة في التفاقم في شمال غربي باكستان، منذ بدأ السكان الفرار من الهجوم العسكري الذي يشنه الجيش منذ 11 يوما على مقاتلي «طالبان» في محيط وادي سوات.

ومع امتداد رقعة المعارك خلال اليومين الماضيين إلى وادي سوات أعلنت السلطات الباكستانية أن أكثر من 40 ألف شخص فروا من مينغورا، كبرى مدن الوادي، مؤكدة أنها ستستحدث مخيمات للاجئين تبلغ قدرتها الاستيعابية 500 ألف شخص استعدادا لنزوح كثيف للسكان من بونير ودير السفلى وسوات.