فيلتمان: المصالح المشتركة مع سورية لا تنفي الاختلافات في وجهات النظر

واشنطن تؤكد التزامها بالمسار السوري ـ الإسرائيلي للسلام وتطوير العلاقات الثنائية مع دمشق

TT

خطت الولايات المتحدة خطوة جديدة إلى الأمام في تحسين العلاقات مع سورية مع إيفاد مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى إلى دمشق مجددا، حيث أكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان وجود «مصالح مشتركة» مع سورية. إلا أن فيلتمان حرص على الإشارة إلى أن تلك المصالح «لا تنفي وجود الاختلافات في وجهات النظر» بين الطرفين. وبعد مباحثاته مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم وبحضور المستشارة الإعلامية والسياسية للرئيس السوري بثينة شعبان، ونائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد أمس، قال فيلتمان «لاحظنا من خلال مباحثاتنا تحسنا في مقدرتنا للعمل المشترك مع السوريين منذ زيارتنا الأخيرة هنا قبل نحو شهرين». وكان فيلتمان قد زار سورية في مارس (آذار) الماضي في أول زيارة لمسؤول أميركي رفيع المستوى منذ أكثر من أربعة أعوام.

وشرح فيلتمان أمس: «جئنا هنا اليوم كجزء من التزام الرئيس أوباما باستخدام الدبلوماسية وباستخدام الحوار من أجل أن نحاول رؤية أين يمكن أن نتحرك قدما، وأين تتقاطع مصالحنا، ولكي نبحث عن مناطق يمكن أن نحاول العمل معا لجسر الاختلافات التي لا تزال باقية في بعض سياساتنا»، واصفا لقاءه بالوزير وليد المعلم بأنه كان «بناء». وعلى الرغم من تأكيد فيلتمان الالتزام بالدبلوماسية، لم تشرع الإدارة الأميركية الجديدة في تعيين سفير في دمشق بعد. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إنه «لم يتم اتخاذ قرار في هذا الشأن بعد». وتعول واشنطن كثيرا على نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية المرتقب إجراؤها في يونيو (حزيران) المقبل، ونقلت «رويترز» عن دبلوماسيين لم تسمهم أن واشنطن تنتظر سير الانتخابات وتطور العلاقات السورية ـ اللبنانية قبل تعيين سفير لها في دمشق.

وكان فيلتمان قد وصل إلى دمشق في وقت متأخر من مساء أول من أمس، يرافقه دانييل شابيرو، مستشار الأمن القومي المكلف شؤون الشرق الأوسط في البيت الأبيض. وسبق الزيارة قول المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت وود في بيان «هذه الرحلة ستعطي دفعا لتعهد الولايات المتحدة إجراء حوار مباشر مع سورية ومواصلة المحادثات التي بدأت خلال الزيارة الأولى».

وتأتي زيارة فيلتمان إلى سورية قبل أسبوعين من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن ومن بعده زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري حسني مبارك، لبحث سبل إنعاش عملية السلام. وتطالب سورية منذ فترة بدور أميركي فعال في دفع جهود السلام بين سورية وإسرائيل. وقال فيلتمان أمس إن الإدارة الأميركية ملتزمة بالسعي للتوصل إلى اتفاق سلام بين الحكومة السورية وإسرائيل، موضحا: «أننا نقلنا إلى وزير الخارجية المعلم وزملائه، التزام الرئيس (الأميركي باراك) أوباما المخلص، بمتابعة مسألة السلام العربي ـ الإسرائيلي على كافة المسارات، بما في ذلك المسار السوري ـ الإسرائيلي. ونحن نتطلع قدما إلى متابعة الحوار هنا وفي واشنطن». وتعهد فيلتمان بأن الإدارة الأميركية تحاول «استخدام هذه العلاقة الثنائية لمواجهة الاختلافات وتعزيز المصالح المشتركة».

وتريد دمشق من الولايات المتحدة أن تشارك عند استئناف المفاوضات معتقدة ان هذا سيضمن لها الالتزام بأي اتفاق يتم إبرامه. وتم تعليق محادثات غير مباشرة توسطت فيها تركيا بعد الهجوم الإسرائيلي على غزة الذي استمر ثلاثة أسابيع وانتهي في منتصف يناير (كانون الثاني). وحول احتمال مشاركة واشنطن مباشرة في محادثات السلام على المسار السوري، قال مسؤول في الخارجية الأميركية طلب من «الشرق الأوسط» عدم الإشارة إلى اسمه إن «الوقت ما زال مبكرا في إعادة تواصلنا مع سورية لتصور ذلك». وأضاف: «نحن مهتمون جدا في سلام شامل وفي الوقت الحالي نشكر تركيا على جهودها ونقدر ما تقوم به وهذا الوضع الذي نحن عليه الآن».