تشاد والسودان يتبادلان الاتهامات في نيويورك.. بشأن المعارك الحدودية

الخرطوم اتهمت فرنسا بصياغة التصريحات وإرسالها إلى مجلس الأمن باسم الحكومة التشادية

TT

تصاعدت حدة الاتهامات بين الحكومتين السودانية والتشادية حول اندلاع المعارك بين القوات التشادية وقوات المتمردين في شرق تشاد. وتبادلت الدولتان الاتهامات أمس، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي خصص لبحث تصاعد المعارك في شرق تشاد بين القوات الحكومية والمتمردين التشاديين الآتين من السودان.

واجتمع المجلس بناء على طلب تشاد التي اتهم سفيرها أحمد علمي السودان بارتكاب «اعتداء» بهدف الإطاحة بحكومة انجمينا، وذلك بعد بضعة أيام من توقيع البلدين الجارين اتفاق مصالحة جديدا في الدوحة. وأكد علمي أن الخرطوم «جهزت ودربت قوة في قاعدة قبلية لهدف وحيد هو الإطاحة بحكومة تشاد الشرعية». وأضاف «على مجلس الأمن أن يدين بوضوح النظام (السوداني) لهجماته المتكررة ضد بلادي». وقال «نحن ضد ميكافيلية الخرطوم وعلى مجلس الأمن أن يدين بوضوح نظام (السودان) من خلال تكرار الهجمات على بلدي». وردا على ذلك، سخر نظيره السوداني عبد المحمود عبد الحليم محمد من «دموع التماسيح» التي تذرفها تشاد، متهما الأخيرة بأنها دعمت هجوما لحركة العدل والمساواة، الفصيل المتمرد في دارفور، على ضواحي الخرطوم في مايو (أيار) 2008. وهاجم محمد أيضا فرنسا، الحليفة التقليدية لتشاد. وقال للصحافيين «لقد ضقنا ذرعا بهذه التصريحات التي يصوغها الوفد الفرنسي (في الأمم المتحدة) التي ترسل إلى مجلس الأمن باسم تشاد»، في إشارة إلى طلب عقد اجتماع تقدمت به تشاد إلى مجلس الأمن. وأضاف «نعلم جيدا أن الفرنسيين هم الذين كتبوا هذا الطلب». وردا على سؤال بعيد ذلك، رفض السفير الفرنسي جان موريس ريبير هذا الاتهام، معتبرا أنه يشكل «إهانة للحكومة التشادية». وأكد ريبير أن أعضاء المجلس «دانوا بوضوح هجمات المتمردين التشاديين» خلال المشاورات المغلقة، لافتا إلى أن وفد بلاده يعمل على صوغ بيان رسمي يصدر عن المجلس آملا إقراره بعد الظهر. ولدى فرنسا قوات في تشاد وهي تراقب بقلق وضع المعارك التي اشتدت يوم أمس وأسفرت عن مقتل 150 شخصا. وقد انخرطت القوات التشادية في قتال عنيف مع قوات المتمردين التي تسعى إلى إسقاط حكومة الرئيس إدريس ديبي. واتهمت تشاد الخرطوم بدعم قوات الوحدة للمقاومة التشادية التي تهدد بالسيطرة على العاصمة انجمينا. ونفي السفير السوداني دعم حكومته لقوات المتمردين في تشاد وقال عبد المحمود عبد الحليم «ما يحدث في تشاد هو شأن داخلي وأن الاتهامات التي وجهتها الحكومة التشادية إلى السودان للتغطية على فشل سياستها الداخلية». وأصبح القتال الذي تصاعد في بلدة أم ـ دام الواقعة في شرق تشاد مصدر قلق للأمم المتحدة ولوكالاتها المختصة ولمنظمات الإغاثة الإنسانية بسبب وجود حوالي 450 ألف لاجئ من السودان ومن جمهورية أفريقيا الوسطى. وقد ندد الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي بهجمات المتمردين على قوات الحكومة التشادية.