أوباما يجدد العقوبات ضد سورية ويتهمها بدعم الإرهاب والسعي لامتلاك أسلحة دمار شامل

واشنطن تنتظر زيارة مسؤول سوري سيكون على الأرجح فيصل مقداد

TT

جدد الرئيس الاميركي باراك اوباما العقوبات المفروضة على سورية، قائلا إنها تمثل تهديدا متواصلا للمصالح الأميركية، كما اتهمها بدعم الإرهاب والسعي لامتلاك أسلحة دمار شامل وبرامج صواريخ وتقويض الجهود الأميركية والدولية فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار في العراق. لكن السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى قلل من أهمية قرار العقوبات، مؤكداً أن الحوار بين البلدين سيستمر، في حين لم يستبعد الدبلوماسي أن يزور إما وزير الخارجية وليد المعلم أو نائب وزير الخارجية فيصل مقداد واشنطن قريباً.

وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية روبرت وود قال أمس إن باراك اوباما جدد العقوبات المفروضة على سورية مع استمرار المخاوف من دورها في دعم حركات مسلحة، ونسب إليه قوله «اعتبر الرئيس ان من الضروري اتخاذ تلك التدابير. لا يتصل الأمر بعقوبات جديدة» في وقت تسعى فيه واشنطن الى إحداث تقارب مع دمشق. وأضاف «اعتقد ان هذا الأمر يظهر انه لا يزال لدينا قلق كبير حيال موقف سورية وما تقوم به في العالم».

من جانبه كشف مصطفى النقاب عن ان سورية طلبت منذ بدء المفاوضات بين واشنطن ودمشق حذف موضوع العقوبات من على جدول الأعمال على اعتبار أن ذلك شأن أميركي ولا يمكن مساومة سورية به. ورداً على سؤال حول المسؤول السوري الذي سيزور واشنطن لمواصلة الحوار بين الجانبين قال مصطفى إن هذا الامر تتم دراسته حالياً في دمشق ولم يتحدد من سيأتي سواء كان وليد المعلم وزير الخارجية أو فيصل مقداد نائبه، كما انه لم يتم الاتفاق على موعد لاستئناف المفاوضات في واشنطن، لكن كانت هناك تلميحات بان مقداد هو الذي سيزور العاصمة الأميركية. وأشار مصطفى إلى ان موضوع لقاء الوفد الاميركي الذي زار دمشق بالرئيس السوري بشار الأسد درس من قبل سورية، وارتأت دمشق أنها خطوة لا دلالة لها في الوقت الحاضر لذلك اقتصرت اللقاءات في العاصمة السورية على المسؤولين الحكوميين.

   من جانبه قال المتحدث باسم الخارجية «سبق ان أبدينا قلقنا حيال ما تقوم به سورية في العراق ودعمها للمجموعات الإرهابية. لقد شجعنا السوريين على اداء دور ايجابي في الشرق الاوسط»، مؤكدا ان الولايات المتحدة «مستعدة لبدء حوار نعرض فيه مخاوفنا، وكذلك المخاوف المحتملة لديهم (السوريين)».   وتدارك وود «لكن الامر ليس سرا. لدينا مشكلات خطيرة مع الحكومة السورية. ونأمل ان نتمكن من معالجة هذه الخلافات، لكن الكرة في الملعب السوري في شكل أساسي».

   ويأتي تجديد العقوبات في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة تحسين علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق. وزار مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان العاصمة السورية الخميس، وذلك للمرة الثانية في شهرين. ووصف فيلتمان محادثاته مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأنها «بناءة».

وقال عماد مصطفى الذي كان يتحدث أمس خلال لقاء خاص دعت اليه رابطة المراسلين العرب في واشنطن، إن المفاوضات مع إدارة الرئيس اوباما تختلف جذرياً عن المفاوضات مع إدارة الرئيس السابق جورج بوش، وقال في هذا الصدد «إدارة اوباما تتعامل معنا باحترام عكس ما كان عليه الأمر في عهد إدارة بوش». ووصف ما يجري حالياً بأنه «حوار» وليس مجرد «اجتماعات» كما كان يحدث في عهد الادارة السابقة حيث «كنا نتلقى تعليمات» ودلل على ذلك ان أدارة اوباما لم تطلب طرد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي المقيم في دمشق، لكنها بالمقابل طلبوا توظيف علاقة سوريا مع حركة حماس حتى يمكن للحركة تغيير مواقفها.