بنديكتوس الـ16: زيارتي سانحة كبرى لأعرب عن عميق احترامي للمسلمين والعاهل الأردني

بابا الفاتيكان يبدأ زيارة للمنطقة يستهلها بعمان

الملك عبد الله الثاني يتحدث مع البابا بنديكتوس السادس عشر أثناء جلسة مع العائلة المالكة الأردنية في القصر الملكي بعمان أمس (أ.ب)
TT

أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ضرورة العمل على إنهاء الصراع عبر المفاوضات بما يلبي حق الفلسطينيين في الحرية والدولة، وحق الإسرائيليين في الأمن.

وشدد عبد الله الثاني على أن القدس ستظل «مركز اهتمامنا جميعا، ويعرف الأردن والكنيسة الكاثوليكية شرف مسؤولية خدمة المواقع المقدسة في القدس الشريف ورعايتها، وعلينا حماية هذه الأماكن المقدسة والحفاظ على هوية القدس، التي يجب أن تظل حرية العبادة فيها مصونة لجميع المؤمنين».

وشدد العاهل الأردني في حفل الاستقبال الرسمي للبابا بنديكتوس السادس عشر لدى وصوله للأردن، في إطار جولة تشمل فلسطين وإسرائيل، على أهمية الالتزام بقيم الاحترام المتبادل والتأسيس لحوار عالمي جديد قوامه التفاهم والنوايا الطيبة. وعبر عن الأمل بأن «نستطيع معا توسيع الحوار الذي بدأناه، يقبل بخصوصية هوياتنا الدينية، ولا يخاف من نور الحقيقة، حوارا يعظّم قيمنا وروابطنا المشتركة».

ورحب الملك عبد الله الثاني خلال الحفل الذي حضرته الملكة رانيا العبد الله وعدد من الأمراء والأميرات وكبار المسؤولين بزيارة البابا إلى الأردن، وقال «إنكم تستهلون بزيارتكم لنا رحلة تاريخية في القلب من أرض الإيمان للمسيحيين والمسلمين معا». وقال البابا بنديكتوس إن الحرية الدينية حق إنساني أساسي، «فأرجو رافعا الصلاة الحارة كي تحترم وتصان الحقوق غير القابلة للتصرف وكرامة كل رجل وامرأة، ليس في الشرق الأوسط وحسب، بل في أنحاء العالم أجمع». وأضاف «زيارتي للأردن سانحة كبرى كي أعرب عن عميق احترامي للمسلمين وللإشادة بدور الملك في تعزيز وعي أفضل للقيم المعلنة في الإسلام».

وأردف «مع مرور أعوام على نشر رسالة عمان ورسالة الأديان المشتركة في عمان، نستطيع القول إن هذه المبادرات النبيلة حصدت نتائج جيدة في تفضيل وتعزيز تحالف حضارات بين العالم الغربي والإسلامي، نافية بالتالي إدعاءات من يروجون لحتمية العنف والصراع». وسيبحث الملك عبد الله الثاني مع البابا خلال زيارته الأولى للأردن العلاقات الثنائية، والقضايا المتصلة بتعزيز الإخاء والحوار والتعايش الإسلامي ـ المسيحي.

وكانت قد جرت مراسم الاستقبال الرسمية في مطار الملكة علياء الدولي، وعزفت الموسيقى السلامين الوطني للفاتيكان والملكي الأردني، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية للبابا. وتوجه البابا عقب وصوله إلى مركز سيدة السلام، حيث أقام صلاة في المركز والتقى مع الشباب وذوي الاحتياجات الخاصة.

ويزور البابا اليوم كنيسة صياغة، ومقام النبي موسى على جبل نيبو، ويلقي كلمة في الحضور، ثم يقف عند الحية النحاسية. ويغادر بعدها إلى مدينة مأدبا 35 كيلومترا جنوب غربي عمان التي ينظم فيها له استقبال شعبي يرسي بعده حجر الأساس لجامعة مأدبا التابعة للبطريركية اللاتينية.

ولدى زيارته مسجد الحسين بن طلال يلتقي البابا مع علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي وأعضاء السلك الدبلوماسي ورؤساء الجامعات الأردنية في حرم المسجد.

ويقيم البابا مساء صلاة الغروب في كاتدرائية القديس غورغيوس للروم الكاثوليك في عمان مع الكهنة والرهبان والراهبات وطلاب الكهنوت والمجموعات الكنسية.

ويرعى البابا غدا القداس الاحتفالي في ستاد عمان الدولي في مدينة الحسين الرياضية ـ حيث يقدم عظة في الحضور، ثم تتلى صلاة «إفرحي يا ملكة السماء»، ثم يزور مطرانية اللاتين، يعقبها بزيارة لموقع المعمودية ـ المغطس حيث يرسي حجر الأساس لكنيسة اللاتين، وحجر الأساس لكنيسة الروم الكاثوليك في بيت عنيا عبر الأردن. ويشكل المسيحيون 4% من سكان الأردن المقدر بنحو ستة ملايين نسمة. ويأمل الأردن في أن تساعد زيارة البابا لتعظيم السياحة الدينية في بلد يحوي عشرات الكنائس والأديرة العتيقة فضلا عن ما يعتقد المسيحيون أنه موقع عماد المسيح قبل ألفي عام على الضفة الشرقية لنهر الأردن.