باكستان تأمر الجيش بالقضاء على «الإرهابيين والمسلحين»

مقتل 140 من مسلحي طالبان خلال 24 ساعة

جندي باكستاني ينظم طوابير الفارين من سوات في منطقة ماردان لمساعداتهم في تلقى حاجات الغذاء الضرورية (أ. ف. ب)
TT

أعلن متحدث باسم الجيش الباكستاني أمس أن نحو 140 من عناصر طالبان قُتلوا خلال عملية واسعة ضد المتطرفين الإسلاميين خلال الساعات الـ24 الماضية.

وقال الجنرال أطهر عباس في مؤتمر صحافي إن «الجيش يشن الآن عملية واسعة للقضاء على المتمردين». وأضاف أنهم «يفرون ويحاولون وقف خروج المدنيين من المنطقة. خلال الـ24 عاما الماضية قتل 140 مسلحا على الأقل في مختلف المناطق». ومن غير الممكن التحقق من إعداد القتلى من مصدر مستقل نظرا إلى العمليات العسكرية الدائرة في كل من سوات وبونر ولور دير في شمال غرب باكستان، حيث يشن الجيش هجمات للقضاء على مسلحي طالبان.

وأمرت باكستان جيشها أول من أمس بالقضاء على «الإرهابيين»، فيما قامت القوات الجوية والبرية بقصف معاقل المتطرفين الذين تعتبرهم واشنطن تهديدا لوجود هذا البلد الذي يملك السلاح النووي. وقامت مروحيات قتالية وطائرات حربية بقصف مخابئ طالبان في وادي سوات في أعنف معارك يشهدها شمال غرب باكستان منذ أن أبرمت الحكومة اتفاق سلام مع المتطرفين في فبراير (شباط). وطالب رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني البلاد، في خطاب موجه إلى الأمة، بالتوحد في مواجهة المتطرفين الذين قال إنهم يهددون سيادة البلاد، مشيرا إلى أنهم انتهكوا اتفاق السلام مع قيامهم بشن هجمات. وقال جيلاني في خطاب موجه إلى الأمة بثه التلفزيون: «من أجل استعادة شرف بلادنا وكرامتها وحماية الناس، طلبنا من القوات المسلحة القضاء على الناشطين والإرهابيين». ويضع هذا الإعلان نهاية رسمية لاتفاق السلام الموقع في منتصف فبراير (شباط)، ووافق بموجبه المقاتلون الإسلاميون على وقف لإطلاق النار في مقابل عودة المحاكم الإسلامية في سوات وفي عشر مناطق أخرى مجاورة. وأضاف جيلاني: «لقد آن الأوان لكي تقف الأمة بكاملها إلى جانب الحكومة والقوات المسلحة لمواجهة هؤلاء الذين يريدون أن يجعلوا من البلاد بأسرها رهينة». من جهته تعهد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بأن العمليات العسكرية ستستمر إلى حين «عودة الوضع إلى طبيعته» في وادي سوات.

وقال زرداري: «ستستمر (العملية) حتى عودة الوضع إلى طبيعته (في وادي سوات)»، متحدثا إلى الصحافيين في مقر الكونغرس في واشنطن بعد لقائه عددا من البرلمانيين النافذين. وأضاف أنها «مشكلة إقليمية وعالمية، أعتقد أن العالم يصل إلى هذه النتيجة».

وقد نزح آلاف المدنيين من وادي سوات سيرا على الأقدام أو في سيارات، فيما حذر الصليب الأحمر من أزمة إنسانية. وتتعرض باكستان لضغوط أميركية كثيفة للقضاء على المتمردين الذين تعتبرهم واشنطن أكبر تهديد للغرب. وقد وضع الرئيس الأميركي باراك أوباما باكستان في صلب استراتيجيته للقضاء على شبكة القاعدة. وفي واشنطن وعد السناتور الديمقراطي جون كيري الخميس بأن الكونغرس الأميركي سيصوت سريعا على مساعدة لباكستان بهدف إرساء الاستقرار في هذا البلد، وذلك بعد لقائه في واشنطن الرئيسين الباكستاني زرداري والأفغاني حميد كرزاي. وقال كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بعد غداء خُصص لبحث الوضع في باكستان وأفغانستان: «من الواضح أن الأمر ملحّ».

وأضاف المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2004 إن «أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) مصممون على القيام بذلك بأسرع وقت ممكن». وأوضح: «لا يمكنني تحديد موعد دقيق، لكننا نعلم فعلا أن الأمر ملحّ». وعرض السناتور كيري وزميله الجمهوري ريتشارد لوغار يوم الاثنين خطة مساعدة غير عسكرية لباكستان بقيمة 5.7 مليار دولار على مدى خمس سنوات. في هذا الوقت، أعرب وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس مساء أول من أمس في أفغانستان عن «ارتياحه الشديد» للرد العسكري لباكستان المجاورة على هجمات حركة طالبان، واعتبر أن من «غير المحتمل» أن تستولي طالبان على الأسلحة النووية الباكستانية.