قاض إسباني يأمر بإطلاق سراح قراصنة صوماليين بعد رفض تسليمهم لكينيا

اشتباكات جديدة في مقديشو بين أنصار «المحاكم» و«الشباب»

جندي فرنسي مقنع يرافق قرصانا محتجزا على متن السفينة الحربية نيفوس التي رست في ميناء مومباسا بكينيا أمس (أ.ب)
TT

أمر القاضي الإسباني فرناندو أندرو أمس، بإطلاق سراح سبعة قراصنة صوماليين مشتبها بهم ألقى طاقم سفينة إسبانية القبض عليهم، وذلك بعد الأمر بسجنهم قبل يوم من ذلك. وتعتبر مشكلة القضاء ومحاكمة القراصنة الذين يتم إلقاء القبض عليهم في عمليات القرصنة من المعوقات أمام جهود الحد من هذه الظاهرة المتنامية على سواحل الصومال. وأوضح القاضي أندرو أنه ألغى أمره السابق لأن الادعاء سحب الاتهامات التي وجهها للمشتبه بهم. وأوصى الادعاء بتسليم سبعة قراصنة صوماليين مشتبها بهم إلى كينيا لمقاضاتهم بناء على اتفاق بين الاتحاد الأوروبي والدولة الواقعة في شرق أفريقيا بشأن تسليم القراصنة المشتبه بهم. ومع ذلك رفض أندرو تلك التوصية، قائلا: «من الواضح أن القضية تخضع لولاية القضاء الإسباني». وقال فرناندو نويا، الناطق باسم المدعي العام الإسباني، إن المسؤولين القضائيين اعتبروا أنه من المبالغ فيه نقل «أولاد أعمارهم 15 عاما في رحلة تستغرق ألفي كيلومترا» لمحاكمتهم. وأضاف في اتصال مع وكالة «أسوشييتد برس»: «جلبهم إلى هنا كان غير متناسب» مع القضية. وتمكن طاقم الناقلة العسكرية «ماركوس دي لاإنسينادا» من اعتقال المشتبه بهم أول من أمس، «حيث تشارك الناقلة في الدوريات التي تقوم بها سفن الاتحاد الأوروبي ضد القراصنة في المحيط الهندي».

وأنقذ طاقم الناقلة الإسبانية الصوماليين واعتقلهم، بعد أن سقطوا في المياه إثر انقلاب قاربهم عندما حاولوا اقتحام سفينة ترفع علم دولة بنما. ومنعت الناقلة الإسبانية في اليوم نفسه هجوما استهدف فرقاطة ترفع علم مالطا، واحتجزت سبعة مهاجمين آخرين.

وتعتبر القرصنة إحدى الظواهر الناتجة عن عدم الاستقرار المتواصل في الصومال. وقتل 12 شخصا على الأقل وأصيب عشرات في اشتباكات بين متمردين وميليشيات إسلامية مؤيدة لحكومة الصومال. وتكافح حكومة الرئيس شيخ شريف أحمد للتصدي لتمرد قوي يقوده «الشباب المسلم» وتحاول اجتذاب متمردين من «المحاكم الإسلامية» إلى إدارته التي يعتبرها كثيرون أفضل فرصة للسلام بعد 18 عاما من الحرب. وقال سكان إن مقاتلي جماعة «الشباب» وأعضاء جماعة إسلامية موالية للحكومة تبادلوا إطلاق قذائف المورتر والنيران المضادة للطائرات في وقت متأخر الليلة الماضية على طريق في العاصمة الصومالية مقديشو. وقال شيخ عبد الرحيم عيسى ادو الناطق باسم اتحاد المحاكم الإسلامية المؤيد للحكومة لـ«رويترز» عبر الهاتف: «المعارضة هاجمت مقاتلينا، وجنود الحكومة وقفوا إلى جانبنا». وأضاف: «قتلنا ثمانية منهم وأصبنا 30 آخرين، وأنا على يقين من موت آخرين. كما استولينا منهم على صاروخ مضاد للطائرات كان مثبتا على عربة قتالية. قتل من جانبنا أربعة وأصيب ستة آخرون، كما أصيب مدنيون أبرياء». ولم يتسن الوصول إلى مسؤولي «الشباب» للحصول على تعليق. وقال سكان إنهم شاهدوا 16 جثة على الأقل، وقالت مصادر في مستشفى إن 55 مصابا بينهم 3 رضع نقلوا إليها.