زيارة أوباما المرتقبة تثير جدلا بين قوى المعارضة المصرية

«الإخوان» انتقدوا الزيارة.. و«كفاية» قللت من أهميتها.. و«التجمع» اعتبراها مصالحة

TT

أثار الإعلان عن الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي باراك أوباما لمصر مساء أول من أمس جدلا بين معارضين سياسيين مصريين، مقللين من شأن الزيارة، بينما أصدرت السفارة المصرية في واشنطن ترحيبا بها.

وبينما اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين أن لا قيمة للزيارة، رأى حزبا الوفد والتجمع المعارضان أن الزيارة تمثل مصالحة للقاهرة وفرصة لفتح صفحة جديدة، فيما قللت حركة «كفاية» من أهميتها وقالت إنها لا تعول كثيرا عليها.

وقال محمد حبيب النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين، لـ«الشرق الأوسط»: «الإدارة الأميركية توظف كل الأوراق لصالح أجندتها الخاصة»، معتبرا أن خطاب أوباما المزمع أن يلقيه في مصر «لا قيمة له». وأضاف: «التصريحات والخطابات لا بد أن يواكبها أو يسبقها تغيير حقيقي في السياسة على الأرض، لأن السياسة لا تبنى على الأقوال، بل على الأفعال».

ودعا حبيب إلى أن يكون هناك في منطقة الشرق الأوسط محوران، الأول يضم مصر وإيران وتركيا، والثاني يضم مصر والسعودية وسورية. وقال: «في المحورين تكون مصر هي قاعدة الانطلاق ورأس الحربة في التعامل مع كافة الملفات الشائكة في الشرق الأوسط، ولا يترك الأمر لتدخل إسرائيل أو أميركا أو غيرها من القوى الغربية».

من جهته قلل جورج إسحاق المنسق العام المساعد للحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية» من أهمية زيارة أوباما لمصر وخطابه للعالم الإسلامي، معتبرا أن السياسة الأميركية لن تتغير بعد زيارة أوباما لمصر وخطابه للعالم الإسلامي. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «سياسة واشنطن ستظل تساند النظم المستبدة لتفضيلهم الاستقرار على الديمقراطية، كما قالت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس».

وأوضح أن العلاقات بين واشنطن والقاهرة قائمة على المصلحة والمنفعة، معتبرا أن خطاب أوباما لا قيمة له، وقال: «نحن لا نعول كثيرا على هذه الزيارة، وإن كنا نتمنى أن تشهد الزيارة مصالحة واتفاقا مع الشعوب، وليس ضدها».

أما الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع المصري المعارض ذي التوجه اليساري، فاعتبر أن زيارة أوباما لمصر وإلقاءه خطابا فيها ما هي إلا محاولة لاسترضاء الجانب المصري بعد فترة «عتاب متبادل» بين القاهرة وواشنطن خلال فترة حكم الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.

وأعلن الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أن موقع الخطاب المحدد في مصر لم يتم اختياره بعد، لكنه أوضح أن مصر بلد مناسب لهذا الخطاب لأنه «بلد يمثل من أوجه كثيرة قلب العالم العربي». وردا على أسئلة في مؤتمر صحافي أول من أمس حول سجل حقوق الإنسان في مصر، قال: «مدى الكلمة ورغبة الرئيس في التحدث (إلى العالم الإسلامي) أكبر من مسألة أين ستلقى الكلمة أو ما هي قيادة البلد الذي ستلقى فيه الكلمة». وقال سامح شكري سفير مصر لدى الولايات المتحدة، إن مصر توفر لأوباما منبرا مناسبا بسبب تعداد سكانها الكبير وعاداتها الثقافية «وقيمها الإسلامية المعتدلة». وأضاف في بيان: «حقيقة الإسلام تنبع من اعتداله وليس من التطرف. تأمل مصر أن تكون كلمة أوباما عنصرا رئيسيا في علاقات الولايات المتحدة مع العالم الإسلامي»، موضحا: «من المهم أن تعتمد علاقات أميركا بالعالم الإسلامي على الاحترام والتفاهم المتبادلين... مصر مستعدة للعمل مع الرئيس أوباما وإدارته تجاه تحقيق هذا الهدف بشكل يتماشى مع صداقتنا المستمرة منذ فترة طويلة».

وأوضح البيت الأبيض أن زيارة أوباما لمصر لم تأتِ بناء على دعوة من الحكومة المصرية، ويذكر أنه من المرتقب أن يزور الرئيس المصري حسني مبارك واشنطن قبل نهاية الشهر الجاري. وأشار غيبس إلى أن أوباما لن يوجه رسالته إلى العالم العربي فقط، بل إلى العالم الإسلامي كله، وطرح مثالا إندونيسيا حيث أمضى الرئيس الأميركي فترة من طفولته، وهي أكبر بلد إسلامي في العالم من حيث عدد السكان.

وقبل تنصيبه رئيسا في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، عبر أوباما عن رغبته في إصلاح صورة الولايات المتحدة في العالم، وخصوصا في العالم الإسلامي. وفي خطاب تنصيبه عرض على العالم الإسلامي «مقاربة جديدة ترتكز على أساس المصلحة والاحترام المتبادلين». ويأتي خطاب أوباما في مصر بعد خطاب في تركيا تحدث خلاله عن أهمية تحسين العلاقات بين الطرفين، مؤكدا أن بلاده «ليست ولن تكون في حرب ضد الإسلام».

وكان أوباما قد صرح بأنه ينوي التحدث أمام «منتدى» مسلم كبير خلال الأيام المائة الأولى من ولايته إذا ما انتخب، إلا أن موعد الأيام المائة الأولى انتهى في 30 أبريل (نيسان) ولم يلقِ أوباما خطابه. وأوضح مسؤولون أميركيون أن ازدحام جدول الرئيس الأميركي الذي قام بجولته الخارجية الأولى في بداية أبريل (نيسان) الماضي أخرت الخطاب.