البرلمان اليمني يبدأ اليوم إجراءات لسحب الثقة من وزير العدل

«الداخلية» تؤكد اعتقال العشرات في الضالع ولحج.. والمحاكمات بعد انتهاء التحقيقات

TT

يصوت البرلمان اليمني اليوم على اقتراح بسحب الثقة عن وزير العدل الدكتور غازي الأغبري، بعد اتهامه بتضليل مجلس النواب والرأي العام في قضية حبس عضو البرلمان أحمد عباس البرطي.

وجاء هذا الإجراء الذي اتخذه البرلمان اليمني أمس، بعد جدل حاد بشأن حبس عضو مجلس النواب عن الدائرة النيابة في مديرية خدير بمحافظة تعز من قبل رئيس النيابة العامة بالمحافظة واعتبار البرطي متلبسا في مقتل المدير العام بمديرية خدير قبل أكثر من شهر. وأقر وزير العدل بسلامة الإجراءات التي اتخذتها النيابة، فيما تبين عبر لجنة برلمانية شكلها مجلس النواب لتقصي الحقيقة إزاء هذه الملابسات أن المعلومات التي أدلى بها وزير العدل من خلال الرسائل التي تبادلها مع قيادة مجلس النواب وتأكيده بأن البرطي كان متلبسا في واقعة القتل الذي قتل فيها المدير الشوافي، غير سليمة. ويصوت أعضاء البرلمان على اقتراح بسحب الثقة في جلسة تعقد اليوم. وحسب اللوائح البرلمانية فإنه ليس من حق أي سلطة تنفيذية أو قضائية اعتقال أي عضو برلماني إلا في حالة تلبسه بارتكاب جريمة مشهودة، ومن حق النواب أن يتتبعوا سلامة الإجراءات.

وشهدت قاعة البرلمان أمس ملاسنة حادة بين رئيس كتلة الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) سلطان البركاني، وبين أعضاء برلمانيين. واتهم البركاني قيادة هيئة الرئاسة في مجلس النواب بإقرار عملية سحب الثقة بمخالفة اللائحة الخاصة بأداء البرلمان، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيدخل البرلمان في متاهة فيما يتعلق بعلاقته بالحكومة. لكن عضو البرلمان المستقل صخر الوجيه أجاب عن اعتراض سلطان البركاني قائلا: كان الأجدر برئيس الكتلة البرلمانية أن يعترض على محاكمة زميله أحمد البرطي لأن إجراء احتجازه يعد مخالفا للدستور الذي لا يجيز محاكمة عضو مجلس النواب إلا بعد رفع الحصانة البرلمانية عنه وفقا للنصوص الدستورية والقانونية.

وعلى صعيد آخر، قال نائب وزير الداخلية اليمني اللواء الركن صالح الزوعري إن أجهزة الأمن اعتقلت العشرات من الخارجين على القانون في منطقة الضالع ومحافظة لحج بسبب الأحداث التي وقعت قبل عدة أيام، مشيرا إلى أنه سيتم إحالة هذه العناصر إلى النيابة العامة للمحاكمة بعد أن تنتهي السلطات الأمنية من عملية التحقيق.

وذكر نائب وزير الداخلية أن «الخارجين على القانون من دعاة الفتنة والانفصال استهدفوا رجال الأمن والمواقع والنقاط الأمنية في محاولة يائسة لزعزعة الأمن والاستقرار في عدد من المناطق في محافظتي الضالع ولحج غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل بسبب المواقف الوطنية لمنتسبي الأمن والقوات المسلحة الذين واجهوا تلك الأعمال التخريبية والعدائية ببسالة ورباطة جأش وبروح غلبت مصلحة الوطن ووحدته على أي نوازع شخصية».

وقال اللواء صالح الزوعري إن «ضبط النفس والتعامل بروح القانون الذي أبدته أجهزة الأمن عكست روحا وطنية عليه لدى قوات الأمن الذين أدوا واجبهم بكل كفاءة وإخلاص وواجهوا الأحقاد والكراهية والعنف بروح متسامحة فضحت ادعاءات الحاقدين وزيف افتراءاتهم وأكاذيبهم التي صورت أجهزة الأمن ومنتسبيها بوجه همجي متوحش».