موسوي وكروبي يترشحان.. أحدهما يريد إبعاد الحرس الثوري عن الانتخابات والآخر إعادة الاحترام لإيران

بعدما دعا رئيس الحرس علانية قواته للقيام بدور فعال في السياسة

أحد أنصار المرشح الرئاسي الإيراني مير حسين موسوي يحمل صحيفة إيرانية نشرت صورته على صفحتها الأولى أمس (أ ف ب)
TT

قدم المرشحان الإصلاحيان للانتخابات الرئاسية الإيرانية أمس أوراق ترشيحهما الرسمية للانتخابات، وسط دعوات من أحدهما لقوات الحرس الثوري، والباسيج الإيراني، بالابتعاد عن الانتخابات، وانتقادات من آخر للسياسة الخارجية للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. فقد دعا الإصلاحي مهدي كروبي، أحد منافسي الرئيس الإيراني في انتخابات الرئاسة، قوات الحرس الثوري الإيرانية والقوات المسلحة أمس إلى عدم التدخل في انتخابات الرئاسة المقررة في يونيو (حزيران)، على عكس تصريحات أدلى بها قائد بارز. وسلطت تصريحات كروبي، رئيس البرلمان السابق، الضوء على القلق وسط المعتدلين من أن يحصل أحمدي نجاد على دعم مهم من الحرس الثوري، في مساعيه للفوز بفترة رئاسة ثانية. وقوات الحرس الثوري تضم ما يقدر بنحو 12 مليون عضو بين نظامي ومتطوع. وكان قائدها قد أعرب عن تأييده للرئيس الإيراني. يذكر أن أحمدي نجاد ذاته عضو سابق في الباسيج، وشارك في الحرب العراقية الإيرانية، التي اندلعت من عام 1980 حتى عام 1988. وقال كروبي للصحافيين، بعد أن سجل اسمه كمرشح في انتخابات الرئاسة: «نحن هنا لتنظيم انتخابات نزيهة دون تدخل من الباسدران والباسيج أو القوات المسلحة أو القوى المارقة». وأضاف مشيرا بشكل واضح إلى محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري الإيراني دون أن يذكره بالاسم «الباسيج الواقعون تحت إشرافك عليهم الابتعاد تماما عن الانتخابات». وكانت صحيفة «اعتماد ملي» نقلت عن جعفري قوله في عدد الجمعة «جزء من الباسيج لا يعد جزءا من القوات المسلحة، ومسموح له بالمشاركة في المناقشات السياسية والقيام بدور فعال»، ولم يذكر المزيد من التفاصيل. وتتمتع ميليشيا الباسيج بدعم بين الشبان الموالين لمبادئ الثورة الإسلامية، ولها فروع في المدارس والجامعات وأماكن العمل وغير ذلك من الأماكن.

وانتقد مساعد بارز لرئيس الوزراء السابق، مير حسين موسوي، الذي ينظر إليه على أنه أبرز منافسي أحمدي نجاد، من المعتدلين في سباق الرئاسة الإيرانية، تصريحات جعفري أيضا. وقال لصحيفة «اعتماد ملي»، مشيرا إلى قائد الثورة الإيرانية: «إذا كانت التصريحات تعني أن الباسيج ستساند بطريقة منظمة مرشحا بعينه، فهذا ضد نظام الزعيم الراحل آية الله روح الله الخميني». ولم يشر موسوي نفسه لهذا الأمر أثناء تسجيل اسمه كأحد المرشحين قائلا للصحافيين أمس، إنه سيسعى لتحسين علاقات إيران مع العالم، إذا انتخب رئيسا للبلاد. وتابع «حضرت لتأسيس علاقات أفضل بين إيران والعالم، بإزالة التوتر وعبر التواصل البناء». وقال إنه سيسعى «لإعادة الاحترام للإيرانيين في العالم». وعلى الرغم من أن الخلاف بين إيران والغرب بسبب أنشطة طهران النووية، يتصدر عناوين الصحف في الخارج، إلا أن محللين يتكهنون بأن يهيمن الاقتصاد في خامس دولة مصدرة للنفط في العالم، ونسبة التضخم التي زادت عن تسعة بالمائة ومعدل البطالة في البلاد، على الحملات الانتخابية. وقال موسوي لدى تسجيل ترشيحه أمس، إنه سيعمل من أجل مساعدة المتأثرين من ارتفاع نسبة التضخم، وتعهد بتوفير وظائف جديدة. وندد أحمدي نجاد، الذي سجل نفسه كمرشح في الانتخابات أول من أمس، بالانتقادات الموجهة لسياساته الاقتصادية قائلا: إن إيران تعاملت بشكل جيد مع الأزمة الاقتصادية العالمية. إلا أنه في الواقع سيواجه منافسه شرسة من المرشحين الإصلاحيين كروبي وموسوي، بالإضافة إلى الرئيس السابق للحرس الثوري محسن رضائي. ويعرف حجة الإسلام مهدي كروبي، الذي يبلغ 72 من العمر، بلقب «شيخ الإصلاحات». وقال كروبي أمس: «أترشح من أجل التغيير»، قبل أن يؤكد أن الحكومة الحالية «عاجزة عن القيام بعملها». وطلب من الحكومة «أقصى درجات الانتباه إلى تصويت الناخبين».

وفي انتخابات 2005، احتج كروبي، الذي حل ثالثا من حيث عدد الأصوات، علنا على مخالفات لمصلحة أحمدي نجاد، الذي حل ثانيا في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية. من جهته، يعرف موسوي الذي شغل منصب رئيس الوزراء في حرب العراق وإيران (1980ـ1988)، عن نفسه بأنه «إصلاحي متعلق بمبادئ» الثورة الإسلامية في 1979. وهو يعود إلى مقدمة الساحة السياسية بعد غياب دام عشرين عاما. وكان موسوي، يحظى بدعم الخميني. أما اليوم فهو يتمتع بتأييد الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، والأحزاب الإصلاحية الأساسية، لا سيما جبهة المشاركة ومنظمة مجاهدي الثورة الإسلامية.

وصرح موسوي، بعد تسجيل ترشيحه «قررت الترشح لأنني أجد الوضع السياسي والاقتصادي والثقافي مقلقا». أما الخصم الثالث لأحمدي نجاد، فهو محسن رضائي، الذي تولى قيادة حرس الثورة الإسلامية 16 عاما (1981ـ1997) ويشغل اليوم منصب الأمين العام لمجلس تشخيص مصلحة النظام، الذي يقوم بدور استشاري لدى المرشد الأعلى للثورة. وكثف رضائي، البالغ من العمر 54 عاما، انتقاداته لسياسة أحمدي نجاد، الذي سجل ترشيحه للانتخابات الجمعة، على غراره. وسجل 229 شخصا ترشيحهم حتى أمس، من بينهم الكثير من المرشحين غير الجديين. كما ترشح طفل في الثانية عشر من عمره، و11 امرأة، بالرغم من أن الدستور الإيراني ينص على أن المرشح يجب أن يكون «رجلا».