المتطرفون الليكود يتجندون لمنع نتنياهو من الموافقة على دولة فلسطينية

قائد مستوطنات الضفة: مصيبة أن يفكر في دخول التاريخ على طريقة بيريس

TT

في الوقت الذي ينهي فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إعداد خطة سياسية يطرحها على الرئيس الأميركي، باراك أوباما، خلال لقائهما المرتقب في 18 مايو (أيار) الجاري، بدأ قادة التيار اليميني المتطرف داخل حزبه (الليكود) وقادة مجالس المستوطنات في الضفة الغربية، سلسلة نشاطات للضغط عليه لمنعه من الموافقة على قيام دولة فلسطينية.

وحسب مصدر مقرب من نتنياهو فإنه سيكرس الأيام المقبلة للاجتماع مع هؤلاء القادة، وفي مقدمتهم الوزير بلا وزارة، بيني بيغن، لتخفيف معارضتهم ومنحه الفرصة لمواجهة الضغوط الأميركية والأوروبية «بأقل ما يمكن من ضرر». وأضاف هذا المصدر، في تصريح لصحيفة «معاريف» ينشر اليوم، أن نتنياهو سيحاول التوضيح لهم أن الظروف اليوم مختلفة عن ظروف حكومته السابقة سنة 1996، وأن حاجة إسرائيل إلى موقف دولي حازم ضد إيران يتطلب مرونة إسرائيلية في المسار الفلسطيني، وأن مرونته لن تتعدى الحدود التي وافق عليها الليكود في الماضي.

يذكر أن بيغن كان قد انسحب من حكومة نتنياهو الأولى بعدما فوجئ بلقاء قمة مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ثم اعتزل السياسة بعدما وافق نتنياهو على الانسحاب من مدينة الخليل. ووجه اتهامات حادة إلى نتنياهو قال فيها إنه لا يتمتع بأية مصداقية. وعاد بيغن لليكود فقط عشية الانتخابات الأخيرة، بعد أن تعهد له نتنياهو بأن يشركه في أية تطورات سياسية جدية، ولذلك فسيكون اجتماعهما بمثابة امتحان أول لهذا التعهد. وقال وزير مقرب من نتنياهو إنه لا يفهم ما هو سر الغموض الذي يكتنف مواقف نتنياهو اليوم من موضوع الدولة الفلسطينية، وقال: «نحن نشتري بالمجان عداء الإدارة الأميركية، فكل ما يطلبونه منا في هذه المرحلة هو القبول بمبدأ الدولتين، الذي كنا وافقنا عليه عندما وافقنا على اتفاقات أوسلو سنة 1996، وكذلك عندما قبلنا خريطة الطريق، المشروع الذي طرحه أكبر أصدقاء إسرائيل في البيت الأبيض سنة 2003، ويعتمد على مبدأ الدولتين للشعبين، بل يتحدث عن إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل في غضون خمس سنوات. فقد كان نتنياهو وزيرا في حكومة أرييل شارون في ذلك الوقت، وتعايش مع هذا المشروع طيلة سنتين. فلماذا لا يوافق على هذا المبدأ وينهي النقاش مع الأميركيين؟».

وأضاف هذا الوزير الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الموافقة على مبدأ الدولتين لا يعني بالضرورة قيام دولة فلسطينية في اليوم التالي، حيث إن هذه الموافقة تحتاج إلى مفاوضات طويلة. وإذا كان التجاوب الإسرائيلي إيجابيا مع هذا الطرح فإن الفلسطينيين هم الذين سيجهضون المفاوضات من طرفهم، فهم ممزقون فيما بينهم، وبدلا من التحضير لإقامة دولة يتصارعون على مراكز القوى والنفوذ ويجعلون الدولة دولتين (قطاع غزة مقابل الضفة الغربية). وليس إسرائيل وحدها، بل العالم أجمع سيتفهم عدم التقدم في المفاوضات مع الطرف الفلسطيني وهو في هذه الحال.

ويرى المراقب السياسي شالوم يروشالمي أن نتنياهو «فنان في قيادة مسيرة تفاوض، وضعيف في قيادة مسيرة سلمية. وهو كما يبدو يحاول أن يمارس فنه هذا مع أوباما فيستعد لقبول خريطة الطريق والتفاوض حولها، على أن تمتد المفاوضات إلى ما شاء الله».

ومع ذلك فإن قوى اليمين في الليكود باتت قلقة من خطر تفاهم نتنياهو مع أوباما خلال لقائهما يوم الاثنين بعد القادم.