جنوب أفريقيا: زوما يقسم اليمين الرئاسية.. ويتعهد بالحفاظ على إرث مانديلا

حضر حفل تنصيبه نحو 30 رئيس دولة.. معظمهم من أفريقيا

TT

تعهد جاكوب زوما الذي أدى اليمين الدستورية أمس، ليصبح رابع رئيس لجنوب أفريقيا منذ انتهاء حكم البيض في عام 1994، باحترام روح «المصالحة» التي أطلقها نيلسون مانديلا، أول رئيس أسود للبلاد. وانتخب زوما، رئيس المؤتمر الوطني الأفريقي، رئيسا يوم الأربعاء الماضي في البرلمان المنبثق من الانتخابات العامة في 22 أبريل (نيسان).

وأقسم اليمين في حفل التنصيب الذي حضره رؤساء وقادة نحو 30 بلدا، معظمهم في أفريقيا، على «حماية والدفاع عن حقوق جميع مواطني جنوب أفريقيا»، أمام رئيس المحكمة الدستورية بايوس لانغا. ووعد في كلمة القسم باحترام إرث مانديلا، حائز نوبل السلام، الذي حضر الحفل بالرغم من صحته الضعيفة في عامه التسعين. وقال زوما إن مانديلا «جعل المصالحة موضوعا أساسيا في ولايته (1994 ـ 1999). لن نحيد عن هذه المهمة لبناء الأمة» المتعددة الأطياف. وأضاف: «شكرا ماديبا لأنك فتحت لنا الطريق»، مستخدما اسم مانديلا القبلي.

كما وعد الرئيس الجديد الذي يبلغ 67 عاما من العمر «بشراكة من أجل إعادة البناء والتنمية والتطور»، تشمل «كل شعب جنوب أفريقيا من السود والبيض». وتابع: «دقت ساعة التجديد... إن أحلام كل مواطنينا في بلدنا يجب أن تصبح حقيقة». ويتولى المؤتمر الوطني الأفريقي الذي كافح نظام الفصل العنصري السلطة منذ 15 عاما، وقد فاز بـ 65.9% من الأصوات في الانتخابات العامة في 22 أبريل (نيسان)، بالرغم من النتائج التي كانت أقل من المتوقع في عمله في مكافحة الفقر والجريمة. وأطلقت المدفعية 21 طلقة مباشرة بعد تنصيب زوما أمام مباني اليونيون، حيث تتخذ الحكومة مقرا لها. وقام الطيران العسكري لجنوب أفريقيا بعرض خلال الحفل الذي حضره خمسة آلاف مدعو. وبين الحضور رؤساء وحكومات نحو ثلاثين بلدا أغلبهم من الأفارقة، منهم شخصيات مثيرة للجدل على غرار رئيس زيمبابوي روبرت موغابي، وملك سوازيلاند مسواتي الثالث، آخر ملوك أفريقيا. وأمام هؤلاء القادة أشاد زوما بحرية التعبير، وقال: «لا نريد جمودا، بل شراكة حية وحيوية يغنيها الجدل الديمقراطي». وتحدى آلاف المواطنين أمطار الصباح لحضور الحفل من الحقول المواجهة لمبنى اليونيون الضخم. ويفترض أن يعلن زوما اليوم تركيبة حكومته التي يجب أن تحقق أولويتين هما: مكافحة الفقر، إذ يعيش 43% من السكان بأقل من دولارين يوميا. وتحسين الخدمات العامة التي تعاني من ضعف شديد في فاعليتها.

وسيتحتم عليه الاستجابة لتطلعات ملايين الناخبين في ظروف صعبة، إذ إن القوة الاقتصادية الأولى في أفريقيا توشك على الدخول في حال انكماش. وقد أطلقت تكهنات كثيرة حول الوزراء الذين سيحيطون بزوما الذي لقي في حملته الانتخابية دعما كبيرا من النقابات والحزب الشيوعي، لكنه أكد أن الحقائب لن توزع على أصدقائه فحسب.