أي من زوجات زوما الثلاث ستكون سيدة جنوب أفريقيا الأولى؟

اصطحبهن جميعا إلى حفل تنصيبه.. ولكن زوجته الأكبر سنا رافقته إلى المنصة الرئيسية

زوما مع زوجته الاولى والاكبر سنا وتبدو زوجتاه الأخريان تقفان مع بعضهما خلال حفل التنصيب (أ.ب)
TT

هل تنضم سيزاكيلي كومالو الجنوب أفريقية إلى قائمة السيدات الأوليات التي تشمل ميشيل أوباما وكارلا بروني ساركوزي؟ أم أنها ستكون نومبوميليلو ناتولي؟ أم ستكون ثوبيكا مابهيجا؟

على الرغم من أن الانتخابات العامة الأخيرة في جنوب أفريقيا شهدت جميع ملامح المعركة السياسية، فإن نتائجها كانت متوقعة سلفا منذ أمد بعيد، فكان من المتوقع أن تسفر عن فوز الحزب الحاكم بقيادة جاكوب زوما الذي تم تنصيبه كرئيس لجنوب أفريقيا يوم أمس، في احتفال شارك فيه كثير من رؤساء القارة الأفريقية إضافة إلى الرئيس الجنوب أفريقي السابق نيلسون مانديلا. لكن اللغز الحقيقي الذي حير أذهان الجنوب أفريقيين لأشهر عدة، يتمثل في شخصية السيدة الأولى بين زوجات زوما. وزوما الذي يبلغ من العمر 67 عاما، وهو قائد قبائل الزولو، هو أول رئيس متعدد الزوجات في جنوب أفريقيا. وعندما أثيرت التساؤلات حول شخصية السيدة الأولى، رفضت المتحدثة باسم حزبه، المؤتمر الوطني الأفريقي، الرد على السؤال، واكتفت بالإشارة إلى أن الدستور لم يعلق على هذه القضية، وهو ما يسمح لزوما بالاختيار أو التبديل. وقد صمت الحزب إزاء عدد زوجات زوما وأبنائه، حيث لم يتمكن حتى كاتب سيرته الشخصية من معرفته.

بيد أن دلائل حديثة ظهرت بوادرها هذا الأسبوع. ففي ختام بيان حزب المؤتمر الأفريقي الذي امتدح زوما ومهاراته في الرقص، أشار إلى أن زوما أب لـ19 وزوج لثلاث نساء: كومالو وناتولي ومابهيجا. وكانت النساء الثلاث حاضرات في حفل التنصيب أمس، ولكنه بدا أمس أن خياره قد وقع على أكبر زوجاته سنا، كومالو، التي بدت هي إلى جانبه وهو يلوح لمؤيديه بعد أن أقسم اليمين، فيما بقيت الزوجتان الأخريان على جنب.

وتقول لينديوي زولو، المتحدثة باسم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي: «إنهم مترابطون كعائلة» وأشارت إلى أن إحدى بنات زوما كانت ترافقه إلى الاحتفالات الرسمية. وأضافت زولو: «إن لدى تلك العائلة أسلوبها المتفرد في التعامل مع تلك القضايا، وأنا متأكدة من أنهم لو لم يحسموها لكنا قد سمعنا بها الآن».

وفي الوقت الذي تعد فيه تلك القضية مادة خصبة للعناوين والطرف، تعد قضية تعدد الزوجات بالنسبة لزوما معضلة متأصلة في دستور جنوب أفريقيا، الذي كفل بحداثته الشديدة وتأثره بالدساتير الغربية، المساواة بالنسبة للمرأة، لكنه حمى في الوقت ذاته العادات القبلية التي كبتها نظام الفصل العنصري الأبيض، وكان من بينها تقليد تعدد الزوجات الذي ينتشر في الريف، الذي تم تقنينه عام 1998، لكنه بات حكرا على الرجال الذين تسمح قبائلهم بتعدد الزوجات.

وقالت بينولوبي أندروز، أستاذة القانون في جامعة فالبارايسو في إنديانا، التي كتبت بتوسع عن تعدد الزوجات في جنوب أفريقيا: «جنوب أفريقيا دولة متحضرة وعلمانية يحكمها دستور عظيم، لكنها إلى جانب ذلك دولة أفريقية، وقد أعادها جاكوب زوما عجلة كاملة إلى الوراء، ومن الواضح أن كثيرا من الأشخاص على قناعة بذلك». لكن المسح كان قد أجري في منطقة حضرية، حيث يقول مناصرو زوما إن ذلك جزء من المشكلة. ويظل منتقدو زوما، هم الصفوة الذين لا تصل آراؤهم إلى مواطنيهم في المناطق الريفية التي يوجد فيها بيت زوما، الذي نشأ فيها يرعى الأبقار.

وعلى الرغم من أن زولو قالت إنها قد توافق على ذلك، فإنها قالت إنها متأكدة من أن زيجات زوما تفي بهذه المعايير. وقال زوما ذات مرة في إحدى المقابلات التلفزيونية: «هناك كثير من الرؤساء ممن لديهم عشيقات وأبناء يخفونهم كي يظهروا أنهم مناصرون لاتخاذ زوجة واحدة. لكنني أفضل الانفتاح، فأنا أحب زوجاتي وأنا فخور بأطفالي». وتشير أغلب الروايات إلى أن زوما تزوج خمس مرات، كانت إحداها بوزيرة الخارجية نيكوسازونا دالمينا زوما، لكن الزواج انتهى بالطلاق عام 1998. وتزوج أيضا كيت مانتشو زوما، التي انتحرت عام 2000. وقد تزوج زوما امرأته الأولى كومالو عام 1973، وهي تعيش في منزل زوما الريفي، لكنها نادرا ما كانت تخرج إلى العلن، ثم تزوج بعد ذلك ناتولي، التي هي الآن في منتصف الثلاثينات، وغالبا ما كانت تحضر الحفلات التقليدية للزولو العام الماضي. وفي بداية هذا العام، تواترت أنباء عن أنه دفع لوبولا ـ كنوع من مهر العروس، الذي غالبا ما كان يقدم في صورة ماشية أو أموال ـ لعائلة مابهيجا، وهي اشتراكية في منتصف الثلاثينات لكن لم تتوارد أي تأكيدات بشأن الزواج حتى صدر بيان حزب المؤتمر الأفريقي. الموقف بالنسبة للسيدة الأولى في جنوب أفريقيا موقف متفرد، على الرغم من أن نظراءه على الساحة العالمية ممن يمارسون تعدد الزوجات ملوك وليسوا رؤساء. لم تكن السيدات الأوليات شخصيات شهيرة، فنيلسون مانديلا، أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، الذي قضى أغلب فترة رئاسته أعزب، كان يحضر الحفلات بصحبة ابنته. أما زوجة ثابو مبيكي فكانت معروفة جيدا لكنها لم تكن موضع نقد أو إعجاب.

ونقل أحد المقربين من زوما قوله بأنه نظرا لأن زوجته كومالو هي الأكبر سنا، فربما تكون هي الاختيار المحتمل. كما توقع آخرون بأن تتنافس زوجات زوما الأصغر سنا والأكثر حضورا اجتماعيا على اللقب. وتقول أندروز، أستاذة القانون: «هل شاهدت مسلسل «زوجات بائسات»؟ إنه الأمر بالنسبة لأولئك السيدات الأوليات البائسات. وأعتقد أن الأمر سيكون مثار جدل في العام أو العامين الأولين».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»