أهالي مبعدي «المهد» يستبقون زيارة البابا بمطالبته بالتدخل لإنهاء أزمتهم

أطلقوا حملة شعبية وقالوا إنهم يبحثون عن صاحب اتفاق الإبعاد منذ 7 سنوات

TT

استبق أهالي مبعدي كنيسة المهد في بيت لحم زيارة بابا الفاتيكان، بنديكتوس السادس عشر للمدينة، وحملوه جزءا من المسؤولية عن استمرار معاناة أبنائهم المبعدين قسرا إلى غزة وعدة دول أوروبية. واعتبر أهالي المبعدين، أن البابا بصفته أهم شخصية مسيحية في العالم، مسؤول بشكل كبير عن إيجاد حل لقضية المبعدين الذين التجأوا إلى الكنيسة الأشهر في العالم، طلبا للحماية، قبل أن تبعدهم إسرائيل، في 10 مايو (أيار) 2002، ضمن اتفاق مع السلطة الفلسطينية، برعاية أوروبية.

وأحيا أهالي المبعدين، أمس، الذكرى السابعة، لإبعاد 13 من أبنائهم إلى دول أوروبية، و26 آخرين إلى غزة، بإطلاق حملة شعبية للضغط على الأطراف ذات العلاقة لإغلاق الملف.

واحضر الأهالي خيمة كبيرة، ونصبوها في ساحة الكنيسة التي سيقيم فيها البابا قداسا كبيرا يوم الأربعاء القادم. وقال محمد عودة، والد المبعد فراس عودة في غزة، لـ«الشرق الأوسط»: «كم مرة قالوا لنا إن الملف انتهى.. كم مرة وعدونا بذلك». ووجه عودة حديثه إلى أهالي مبعدين آخرين، وقال بصوت عال: «يجب أن نتحرك بشكل يومي، وسنبقي الخيمة حتى يأتي البابا، يكفي 7 سنين، هذا الصمت ما بينفع». وأضاف عودة: «لدي حفيدتان لم أرهما منذ سنوات، بالأمس قالت لي إحداهما يا سيدو بدي آجي عندك، لا أعرفهما إلا عبر الصور، هذه مأساة». ويفرق الإبعاد لمّ شمل عائلات كثيرة، وقالت والدة المبعد محمد خليف، إنها تربي الآن 4 من أبنائه عادوا إلى بيت لحم، أثناء الاقتتال الفلسطيني الداخلي، بينما بقي هو في القطاع. وأضافت أم محمد، لـ«الشرق الأوسط»: «جربت كل الأمراض أخيرا، الضغط والسكري والمفاصل، ونفسي أشوف ابني قبل ما أموت».

وتدخلت شقيقة محمد، وقالت: «أصبحت أمنية كثير من الأمهات.. أن يحضنوا أولادهم قبل ما يموتوا». وأضافت: «أم سليمان عبيد الله (مبعد آخر) ماتت بدون ما تشوفوا، والله جفت دموع الأمهات، وما في حل. أخبرونا أن الإبعاد سيستمر عاما، وها نحن ندخل السنة الثامنة». ولا يعرف المبعدون أو أهاليهم نص الاتفاق الذي توصلت إليه السلطة مع إسرائيل ووقعه آنذاك، خالد سلام، مستشار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وتساءل كامل الكامل، مسؤول لجنة أهالي المبعدين: «أين هو خالد سلام، منذ 7 سنوات ونحن نبحث عنه بكل الطرق، سألنا السفارات ومكتب الرئيس بدون فائدة». وأضاف قائلا: «نريد فقط أن نفهم على ماذا وقع». وقرر أهالي المبعدين كتابة رسالة خطية للبابا، يحملونه فيها جزءا من المسؤولية، وقال الكامل لـ«الشرق الأوسط»: «أبناؤنا أبعدوا من الكنيسة، وسنطالبه بالتدخل والضغط من أجل إعادتهم إلى هنا».

وقالت شقيقة محمد: «أوصلوا صوتنا للبابا، قولوا له إن أبناءنا وأخوتنا أبعدوا من الكنيسة.. ألا تحمي الكنيسة من يلتجأ إليها؟». وشكك أبو نضال، وهو والد أحد ضحايا حصار الكنيسة وجاء متضامنا، في أن تسمح السلطة لأهالي المبعدين بمقابلة البابا. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «على كل حال الشباب احتموا في كنيسته، وهو مسؤول عنهم». وأقر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن فتح، عيسى قراقع، بتقصير السلطة في متابعة قضية المبعدين، وقال مخاطبا أهاليهم: «كلنا مقصرون». واعتبر قراقع أن على البابا أن «يتدخل لإنهاء هذا الظلم وحماية من التجأوا إلى بيت العذراء ويسوع ظانين أنهم في هذا البيت سيجدون الحماية».

وأبدى الكامل انزعاجا كبيرا من عدم حضور أي شخصية مسؤولة في السلطة، تعبيرا عن التضامن على الرغم من توجيه دعوات لهم. وقال: «السلطة لا تقوم بواجبها، وأخيرا أبلغت أبناءنا أن الإسرائيليين يرفضون بحث الموضوع في المدى المنظور». وسأل ديمتري ديلياني، رئيس التجمع الوطني المسيحي، السلطة: «ماذا فعلتم لأهالي المبعدين؟ فهم يحتاجون للدعم المادي والدواء، نحن لا نسألكم صدقة، ومن واجبكم مساعدة الأهالي لضمان أن يعيشوا بكرامة».