بيلوسي تدعو إلى تعزيز النشاط الاستخباراتي بعد الانسحاب.. ووعدت بالتزام «مضاعف» تجاه بغداد

رئيسة مجلس النواب الأميركي تلتقي السامرائي في منزله خارج المنطقة الخضراء

رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي ونظيرها العراقي أياد السامرائي في مؤتمر صحافي مشترك في بغداد أمس (رويترز)
TT

وصلت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، أمس، إلى بغداد على رأس وفد في زيارة لم يعلن عنها سابقا للقاء مسؤولين عراقيين وأميركيين، وبحثت مع رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في العراق، فيما التقت نظيرها العراقي إياد السامرائي بمنزله في العاصمة العراقية. وجددت المسؤولة الأميركية دعم بلادها للحكومة العراقية «في كل ما تبذله من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار وتطوير الاقتصاد وإعادة بناء وإعمار العراق».

وقالت بيلوسي «إننا نتطلع إلى علاقات أكثر تطورا بين البلدين فيما يخص موضوع انسحاب القوات من المدن ودعم الجهود الهادفة إلى الحفاظ على استقرار الوضع الأمني، إضافة إلى التعاون بخصوص الجانب المالي والحفاظ على الأموال العراقية».

وعرفت بيلوسي (68 عاما) التي قامت بزيارة بغداد في أواسط مايو (أيار) 2008 بموقفها الشديد المعارض لحرب العراق، حيث كانت من القلائل الذين صوتوا في 2002 ضد اللجوء إلى القوة. والزيارة هي الثانية منذ انتخابها رئيسة لمجلس النواب العام الماضي. كما سبق لها أن زارت العراق مطلع عام 2007. كما تأتي الزيارة مع اقتراب موعد انسحاب القوات الأميركية من المدن والقصبات في نهاية يونيو (حزيران) المقبل، حسب ما تنص عليه الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن. وتؤيد بيلوسي خطة الانسحاب التي أعلنها الرئيس باراك أوباما أواخر فبراير (شباط) الماضي. قالت بيلوسي للصحافيين «إن الاتفاقية الأمنية واحدة من المسائل المتفق عليها. كنت من أشد المعارضين لاستخدام القوة في العراق، لكن بما أننا وصلنا إلى هذه المرحلة، فلا بد من أن تكون المغادرة متفقا عليها بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة». وتابعت «أن المحادثات تضمنت اتفاقية الإطار الاستراتيجي وتعزيز الاتفاقية الأمنية وكيفية سحب قواتنا من العراق، مع أننا لا نعتقد مطلقا بوجود ضمانة بعدم حدوث أعمال عنف». وأشارت إلى «نواب يؤكدون أهمية العمل الاستخباراتي وزيادة التعاون في هذا المجال»، موضحة «إذا كنا سنخفض وجودنا العسكري، فيجب بالمقابل تعزيز الوجود الاستخباراتي».

وأكدت بيلوسي «ناقشنا قضايا تتعلق بالفساد وكيف أن تراجعه سيجلب المزيد من المساعدة للتنمية الاقتصادية، كما بحثنا أفضل السبل للمضي قدما في قضايا الخلافات الحدودية. استمعنا إلى وجهات النظر من دون تقديم مقترحات».

وقالت «بحثنا كيفية المضي قدما في بناء الديمقراطية والجيش والشرطة، بطريقة تعزز دور القانون والقيام بذلك من دون تفضيل أي طائفة على أخرى في المجتمع، سيكون هناك التزام سياسي مضاعف من جانبنا كلما تقدمنا إلى الأمام».

من جانبه، أكد المالكي عدم حاجة العراق إلى أعداد كبيرة من القوات العسكرية داخل المدن، وأضاف «أن العراق اليوم يشهد أجواء الديمقراطية والحرية، والوضع الأمني أصبح جيدا، ولم نعد بحاجة إلى أعداد كبيرة من القوات العسكرية داخل المدن بعد أن تمكنا من السيطرة عليها وجهودنا الآن تنصب على تطوير أجهزتنا الاستخبارية، وأن الانسحاب المسؤول لن يؤثر على الوضع الأمني». وأكد المالكي «أن الأطراف التي تريد عرقلة العملية السياسية تقوم بدعم الإرهاب من أجل زعزعة الوضع الأمني، لذلك نعمل على تقوية قدراتنا الاستخبارية وتطوير أجهزتنا الأمنية للحفاظ على النجاحات التي تحققت، ولولا المصالحة الوطنية وما قامت به حكومة الوحدة الوطنية التي أثبتت بأنها  تعمل لجميع العراقيين لما تحققت هذه النجاحات»، مؤكدا حرص الحكومة العراقية على تطوير العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية في جميع المجالات، كما دعا إلى أن يسهم الكونغرس الأميركي بجهود لتطوير العلاقات الثنائية ضمن الاتفاق بين البلدين في المجالات الاقتصادية والعلمية».

 كما قال المالكي «نسعى في ظل الاستقرار الأمني إلى تطوير الاقتصاد العراقي لا سيما في مجال الصناعات النفطية، خصوصا بعد أن أقبلت الشركات الدولية الكبرى على العمل والاستثمار في هذا المجال».

  من جانبه استقبل إياد السامرائي، رئيس مجلس النواب العراقي، بيلوسي في منزله خارج المنطقة الخضراء، بعد حدوث تماس كهربائي في مكان قريب من قاعات مجلس النواب العراقي، وخشية من انقطاع التيار الكهربائي. وبحسب المشهداني فقد انتقلت بيلوسي إلى منزل السامرائي بموكب سيارات وبحماية عراقية مع «بعض الحماية» من السفارة الأميركية، وهذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها مسؤول أميركي بآخر عراقي بمنزله خارج حدود المنطقة الخضراء شديدة التحصين، التي تتضمن مباني السفارة الأميركية والحكومة العراقية، وخارج أي قاعدة عسكرية أميركية».

وأكد السامرائي خلال اللقاء على «ضرورة أن تتحول العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية من علاقات عسكرية إلى علاقات تعاون وتنمية في جميع المجالات وبما يحقق للطرفين مبدأ التكافؤ والتعاون المشترك».

ونقل المستشار الإعلامي، عمر المشهداني، لـ«الشرق الأوسط»، رغبة السامرائي في «تفعيل العلاقات مع الولايات المتحدة في الجانب البرلماني وتطوير قدرات العراقيين بأخذ الخبرات من الجانب الأميركي في المجالات التشريعية والرقابية».

وأضاف المشهداني أن السامرائي أكد على ضرورة تفعيل اتفاقية الإطار الإستراتيجي الموقعة بين العراق والولايات المتحدة في المجالات المختلفة.