تل أبيب تنفذ خطة «سرية» لعزل القدس عن محيطها الفلسطيني

منظمة إسرائيلية: الخطة تهدد بتفجير الأوضاع وتحويلها لصراع ديني

TT

كشفت منظمة إسرائيلية تختص بمتابعة الأنشطة التهويدية في مدينة القدس النقاب عن أن كلا من الحكومة الإسرائيلية وجمعيات استيطانية تعكف على تنفيذ خطة سرية لعزل البلدة القديمة من القدس الشرقية عن محيطها الفلسطيني، وربطها بالمستوطنات في الضفة الغربية، في حلقة من حلقات تهويد المدينة.

ونوهت منظمة «مدينة لكل الشعوب» إلى أن الخطة تتضمن محاصرة البلدة القديمة بمواقع سياحية تتضمن آثارا يهودية ومتنزهات ومواقع ترفيهية لليهود، في خطوة «تمثل تغييرا صارخا» للواقع في الوضع القائم حاليا في القدس. ونقلت صحيفة «هارتس» في عددها الصادر أمس عن المنظمة قولها إن الحكومة كلفت «شركة تطوير القدس» الحكومية بتنفيذ الخطة، منوهة إلى أنه تم بلورة الخطة في عهد رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، وأصدر تعليماته ببناء سلسلة من المواقع السياحية والمتنزهات اليهودية التي تفصل البلدة القديمة عن بقية مناطق الضفة الغربية. وأضافت المنظمة أن الخطة تتضمن إقامة مواقع سياحية ذات طابع تاريخي لجذب اليهود وربطها بالمستوطنات اليهودية التي تحيط بالقدس وتقع في الضفة الغربية، سيما المشروع الاستيطاني «E1»، الذي يهدف إلى فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها. وأكدت المنظمة أنه بالإضافة إلى هذه الخطة، فإن بلدية الاحتلال تعكف على تطبيق خطة أخرى تهدف إلى التضييق على الفلسطينيين الذين يقطنون في القدس الشرقية عبر تكثيف إقامة مشاريع البنية التحتية التي تخدم اليهود في عمق المدينة، بالإضافة إلى القيام بمزيد من الحفريات وإقامة المتاحف لجذب اليهود.

وأكدت المنظمة أن بلدية الاحتلال صادقت على هذه الخطة في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام 2007، وأنه قد أطلق عليها خطة «11555»، منوهة إلى أن تنفيذ هذه الخطة يتم بالتنسيق الكامل مع الجمعيات الاستيطانية في القدس.

واعتبر المحامي دانييل زايدمان الناطق بلسان «مدينة للشعوب» قوله إن هذا المشروع يقلص إمكانية التوصل لتسوية سياسية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي لأنه يعقد إمكانية التوصل لحل بشأن القدس التي تعتبر أحد قضايا الصراع الرئيسية. وحذر زايدمان من أن مواصلة تنفيذ مثل هذه الخطط من شأنه إشعال نار الصراع بين اليهود والفلسطينيين، وتحويله من صراع وطني بالإمكان السيطرة عليه والتوصل لحل بشأنه، إلى صراع ديني لا يمكن حله. وأضاف «بمعزل عن الموقف السياسي المتعلق بمكانة القدس، فإن مثل هذه الخطط تدلل على حالة من انعدام المسؤولية بشكل خطير جدا، وأن تسليم مفاتيح القدس لعناصر اليمين الأكثر تطرفا هو عمل أحمق يؤدي إلى انفجار الأوضاع بشكل خطير».