الرئاسة المصرية: القضية الفلسطينية هي «كل المحادثات» بين مبارك ونتنياهو

عواد نفى لـ«الشرق الأوسط» مزاعم إسرائيلية عن تناول الجانبين الملف الإيراني بشرم الشيخ اليوم

TT

شدّد المتحدث باسم الرئاسة المصرية، سليمان عواد، على أن المحادثات بين الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المقرر عقدها اليوم بمنتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر، ستقتصر على القضية الفلسطينية، ولا شيء آخر غيرها، نافيا لـ«الشرق الأوسط» مزاعم إسرائيلية روّجتها وسائل إعلام عبرية عن أن اللقاء بين مبارك ونتنياهو يضع في أولوياته بحث «الملف الإيراني النووي، باعتباره خطرا مشتركا لمصر وإسرائيل».

وقال عواد إن المباحثات ستدور فقط حول القضية الفلسطينية: «القضية الفلسطينية هي كل المحادثات (بين الجانبين المصري والإسرائيلي)». وأضاف عواد معلقا لـ«الشرق الأوسط» على تقارير إعلامية إسرائيلية تقول إن الملف النووي الإيراني سيكون على رأس المباحثات التي ستجري بين مبارك ونتنياهو: «هذه التقارير تحاول تصوير الموضوع (موضوع ملف إيران النووي إيران) وكأنه خطر مشترك، وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة». وأشار المتحدث باسم الرئاسة المصرية إلى فروق جوهرية في نظرة كل من القاهرة وتل أبيب إلى طهران. وقال إن «مصر تأخذ على إيران مواقفها من قضايا المنطقة العربية، ومن الهوية العربية، وموقفها بالذات من قضايا السلام والاستقرار، لكن إسرائيل تأخذ على إيران ملفها النووي». وتابع موضحا أن «مصر لها موقف ثابت من أن الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، حق ثابت، سواء لإيران أو لمصر، أو لكل أطراف معاهدة منع الانتشار (النووي)»، وأضاف أنه بناء على هذه الحقائق فإن محاولات تصوير الإعلام الإسرائيلي للموضوع المتعلق بالملف النووي الإيراني باعتباره خطرا مشتركا للقاهرة وتل أبيب، ما هي إلا «لعبة إسرائيلية معروفة».

وشدد عواد على أن القضية الفلسطينية لن تكون فقط على رأس المفاوضات، بل «هي كل المفاوضات». وقال إنه «لا بد أن نعي كل بالونات الاختبار، وكل ما يحاول تسويقه الإعلام الإسرائيلي. زيارة نتنياهو والمشاورات التي سيجريها مع الرئيس مبارك تركز فقط على قضية السلام، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة». وجدد المتحدث المصري التأكيد على أن أفيغدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلية لن يكون ضمن زيارة نتنياهو، مشيرا إلى ما سبق ونفته وزارة الخارجية المصرية «بكل وضوح وقوة لما روجته الصحافة الإسرائيلية من أن مصر وجهت دعوة إلى ليبرمان لزيارتها. أؤكد أن ليبرمان لن يكون (مع نتنياهو) في شرم الشيخ».

من جهته أكد نتنياهو مجددا أمس، أن إسرائيل لن تنسحب من هضبة الجولان. وقال نتنياهو خلال جلسة كتلة الليكود البرلمانية أمس: «لن تنسحب إسرائيل من الجولان»، معتبرا أن الهضبة تشكل «أهمية استراتيجية» بالنسبة إلى إسرائيل. واعتبر وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس تصريحات نتنياهو بمثابة رسالة موجهة إلى الإدارة الأميركية وإلى دول المنطقة جمعاء، ومفادها أن إسرائيل مستعدة لخوض مفاوضات، غير أنه لن يكون هناك تعهد من إسرائيل بالانسحاب من الجولان. وكان نتنياهو أكد قبل أيام لصحافيين روس، معارضته الانسحاب من الجولان، قائلا: «البقاء في هضبة الجولان يضمن لإسرائيل تقدما استراتيجيا في حال وقوع نزاع مع سورية».

وتأتي تصريحات نتنياهو قبل يوم من لقائه في شرم الشيخ بالرئيس المصري حسني مبارك، في أول زيارة يقوم بها نتنياهو للخارج منذ انتخابه رئيسا للوزراء. وسيرافق نتنياهو وزير البني التحتية بنيامين بن إليعازر ورئيس مجلس الأمن القومي عوزي أراد.

ويبذل ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي جهودا لترتيب لقاء بين نتنياهو والملك الأردني عبد الله الثاني خلال أيام قبل توجه نتنياهو إلى واشنطن. وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن اللقاء الذي قد يُعقد الأربعاء أو الجمعة «سيتركز في العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين ومبادرة السلام العربية». واستبق نتنياهو كل هذه اللقاءات، ليؤكد أنه لن يقدم تنازلات في مسائل «حساسة» لأمن إسرائيل خلال المحادثات التي سيجريها في 18 مايو (أيار) مع الرئيس الأميركي باراك أوباما. وعلق نتنياهو على مباحثات السلام الإسرائيلية مع الفلسطينيين وسورية قائلا: «كل ما حصل حتى الآن غير صائب»، في إشارة إلى أن المفاوضات لم تتوصل إلى اتفاق.