كارلوس إده لـ«الشرق الأوسط»: سورية وحزب الله يستخدمان الجنرال عون لتقسيم المسيحيين

تَخوّف من عودة ديكتاتورية النظام مع الإفراج عن «رموز الدولة البوليسية»

TT

حمل عميد «الكتلة الوطنية» المرشح في دائرة كسروان (جبل لبنان) كارلوس إده بشدّة على «حزب الله» ورئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، مبديا تخوفه من أن الأول «وبدعم من سورية» يستخدم الثاني لـ«تقسيم المسيحيين». وقال إن انتقاده عون في هذه الفترة «هو لتوعية اللبنانيين بهذا الخطر».

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «الحملة التي يشنّها حزب الله وحلفاؤه على القضاء اللبناني بعد الإفراج عن الضباط، هدفها إضعاف مؤسسات الدولة».

وفي ما يأتي نص الحوار:

* لماذا نقلت ترشيحك من جبيل إلى كسروان، خصوصا أن لائحة النائب السابق والمرشح الحالي في دائرة جبيل فارس سعيد ناقصة؟

ـ في كسروان لائحة للجنرال عون ومرشحيه مقابل لائحة تضم مرشحين ينتمون إلى عائلات تركز على سياسة الخدمات أو ممن لم يستطيعوا الانضمام إلى لائحة الجنرال عون. في المقابل، هناك عدد كبير من الناخبين الذين لا يؤيدون سياسة الجنرال، وهؤلاء في حاجة إلى التعبير. السبب الثاني أن الانتخابات تشكل فرصة لتنافس الأفكار، والجنرال قوي جدا في إطلاق شعارات تبقى دون أجوبة، وذلك إما لأن اختيار الصحافيين الذين يحيطون به مدروس بشكل لا يسألونه أسئلة محرجة، وإما لأنه لا يُسأل في المقابلات التي يجريها عن مواضيع حساسة، كمصادر تمويل حملته الانتخابية ومصادر أمواله، إضافة إلى ما نشهده من تناقضات في تصريحاته. فسابقا اتهم النظام السوري بالإرهاب واغتيال الرئيس رفيق الحريري، وهناك أشرطة توثّق هذا الأمر. كما طالب في مقابلات عدة بنزع سلاح حزب الله فيما بات يعتبره اليوم سلاح مقاومة. كما أن موقفه ملتبس حين لا يبدي رأيه في عمليات حزب الله خارج لبنان. في المقابل، يرمي المسؤولية على خصومه في كل شيء. لهذا السبب فإن ترشحي في كسروان سيسمح بطرح كل هذه الأسئلة، والأرجح أن الجنرال سيتهرب منها. لذلك دعوته إلى مناظرة، ولا أزال انتظر منه جوابا.

* لماذا لا يزال المقعد الماروني في جبيل فارغا؟

ـ نقلت ترشيحي إلى كسروان بسبب كثافة مرشحي قوى «14 آذار» عن هذا المقعد في جبيل، ولأنه كان هناك إمكان تأليف لائحة، على غرار لائحتَي بعبدا والمتن، تضم مرشحين مستقلين متحالفين مع قوى «14 آذار». فخروجي كان سيسهم في تأليف لائحة قوية، لكن ما رأيناه بالأمس (لائحة «القرار الجبيلي المستقل») لائحة ضعيفة، إذ لا تضم الدكتور فارس سعيد.

* هل ستعلن لائحة، خصوصا أن هناك نواة لتأليف لائحة تضم فريد الخازن ومنصور البون؟ ومن تضم؟

ـ كل شيء وارد، إنما أشدد على أنني أخوض الانتخابات مع الأحزاب السيادية.

* هل ترى أن للربح حظوظا؟ وما هي؟

ـ لم نُجرِ أي استطلاع للرأي بعدما نقلت ترشيحي إلى كسروان، لكن لم أكن لأترشح لو لم أرً أن للربح حظوظا جادة. وقد لمست تجاوبا كبيرا ممن لا يؤيدون سياسة الجنرال عون. وأعتقد أن هناك حاجة إلى شخص يتمتع بمصداقية مثلي.

* في لوحتك الإعلانية وضعت لون «التيار الوطني الحر» في خانة الخطأ، فما الذي تراه خطأ في أداء التيار؟

ـ الخطأ الأول أن كتلة «التغيير والإصلاح» لم تصلح شيئا فيما غيرت كل مبادئها التي فازت بالانتخابات الماضية على أساسها. واليوم يرفع «التيار الوطني» شعار «فليكن تصويتكم» صح صح أو خطأ خطأ. فيما حمّلوا سورية سابقا وبشكل واضح مسؤولية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واليوم يبرئونها ويغطون سياسة حزب الله للاستفادة منه لا أكثر. أما نحن في حزب «الكتلة الوطنية» فصادقون ولم نبدل مواقفنا.

* ارتفعت في الفترة الأخيرة وتيرة الانتقادات التي وجهتها إلى النائب ميشال عون، لا سيما حين سألت عن مصير ورقة التفاهم حين تنتهي حاجة حزب الله إليه، فما السبب؟

ـ لا قيمة لورقة التفاهم، إلا لكونها تُظهِر تغطية الجنرال عون لسياسة حزب الله في لبنان والشرق الأوسط. وحين تنتفي حاجة الحزب إلى عون لن تساعد هذه الورقة في شيء. ففي السياسة ألغيت وتُلغى أوراق كثيرة أهم من ورقة التفاهم حين يتبدل ميزان القوى. فسورية وحزب الله يستخدمان الجنرال عون لتقسيم المسيحيين، وليضفوا طابعا وطنيا على سياسة حزب الله. وما أحاول القيام به هو توعية اللبنانيين إلى هذا الخطر، لا سيما أن مشروع حزب الله للسيطرة على السلطة في لبنان معلن. وحين ينجح سيصعب العودة إلى الوراء. وهذا ما حصل في إيران حين ساعدت الأحزاب اليسارية والليبرالية التي كانت مناوئة لحكم الشاه الملالي. ومع نجاح الثورة رميت هذه الأحزاب خارجا.

* هل تعتبر ترشيحك في كسروان بمواجهة عون شخصيا؟

ـ أترشح للدفاع عن القيم اللبنانية ولتحرير الناخب من الضغوط والارتهان للخارج، فضلا عن أنني أتمتع بتاريخ في الدفاع عن السيادة والحرية والاستقلال ولست ملوثا بالفساد.

* ماذا ستفعل إن لم توفَّق؟

ـ أركز على كسب الانتخابات ولا أفكر حاليا أبعد من ذلك.

* هل ترى أن إطلاق الضباط الأربعة سيؤثر سلبا على قوى «14 آذار»؟

ـ لا شك أن قوى «8 آذار» ستجيّش صفوفها، و«14 آذار» ستلفت إلى خطر العودة إلى النظام السابق وديكتاتورية رموز الدولة البوليسية.

* هل ترى أن الإفراج عن الضباط يشكل علامة سلبية في سجل القضاء اللبناني؟

ـ بالتأكيد لا، فالتوقيف تم استنادا إلى القوانين اللبنانية وإثباتات وشهود، وحين بدل هؤلاء الشهود ما أدلوا به أفرج عن الضباط. لكن الإفراج لا يعني تبرئتهم، إذ لا أحد يخفي أنه تم التلاعب بمسرح الجريمة بهدف طمس معالمها. وهم المسؤولون عن ذلك، فهم كانوا الممسكين بالأمن بقبضة من حديد، لذلك فإنهم عناصر أساسية في المحاكمة الدولية. لكن من حسن حظهم (الضباط) أنهم أمضوا فترة احتجازهم بعد ثورة الأرز، فهذا كفل معاملتهم بشكل إنساني. أما التهجم على القضاء فليس إلا محاولة من حزب الله وحلفائه لإضعاف كل مؤسسات الدولة تباعا. وهذا يفسر الحفاوة التي استقبل بها الحزب الضباط.