تشاد تلوح بقطع علاقاتها مع السودان وتسحب ثقتها من الاتحاد الأفريقي

وزير خارجيتها لـ«الشرق الأوسط»: سحقنا التمرد تماما ولدينا الحق في مطاردة فلوله داخل الأراضي السودانية

TT

لوحت الحكومة التشادية أمس، بقطع علاقاتها مع السودان على خلفية القتال الدائر بين قواتها والمتمردين الذين تتهم الخرطوم بدعمهم، معلنة أنها حسمت المعارك وأن من تبقى منهم اتجهوا إلى داخل الأراضي السودانية. وأكدت انجمينا أن لديها الحق قي تعقبهم إلى أي مكان يصلونه، في إشارة إلى الأراضي السودانية، ودعت الأمم المتحدة إلى التدخل لحل المشكلة بين البلدين بعد أن أشارت إلى أنها سحب الثقة من الاتحاد الأفريقي.

وقال وزير الدفاع التشادي بالوكالة ادوم يونوسمي «انه نصر حاسم، سيكون المتمردون بحاجة لسنتين الى ثلاث سنوات لكي يتمكنوا من اعادة تشكيل صفوفهم». والى جانب الاستراتيجية العسكرية عزا الوزير التشادي هذا النصر الى «مهنية الجيش وتجهيزاتنا». وقال مصدر عسكري فرنسي ان الرئيس ادريس ديبي قام بتعزيز القوى المسلحة بشكل كبير منذ هجوم المتمردين الذي كاد يطيح به في فبراير (شباط) 2008. وقال ديبي في كلمة ألقاها في القصر الرئاسي في نجامينا، ان «الحكومة ستجري اعادة تقويم للعلاقات بين السودان وتشاد وتنوي في الوقت المناسب، اذا لم يتطور الوضع ايجابيا، قطع هذه العلاقات».

وأضاف ديبي الذي كان يتحدث أمام جميع مندوبي الأحزاب السياسية التشادية «لذلك سيقفل المركز الثقافي السوداني، والمدارس التي يمولها السودان ستتسلمها الحكومة التشادية». واعتبر ديبي ان «على معلمي (هذه المدارس) الذين ليسوا سوى عناصر استخبارات (سودانية) العودة الى بلادهم». وأوضح أن «تشاد لن تشارك بعد الآن في لقاءات تخص السودان وستدعم المحكمة الجنائية الدولية» التي أصدرت مذكرة توقيف دولية ضد الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور.

واعلن الرئيس التشادي انه ينوي «سحب ثقته» من الاتحاد الافريقي «لحصر حل الأزمة بالأمم المتحدة وحدها». وأخذ ديبي على الاتحاد الأفريقي «عجزه عن إيجاد حلول ملائمة للأزمة». وقال انه اذا كان الاتحاد الأفريقي دان «بشدة» الهجوم المتمرد، فهو لم يشأ ان يسمي السودان، مكتفيا بالتأكيد أن «الدول الأعضاء يجب ألا تستخدم قاعدة خلفية لدعم الحركات المتمردة». وقال وزير الخارجية التشادي موسى فكي لـ«الشرق الأوسط»، في اتصال هاتفي من لندن إن قوات حكومته حسمت أمر المتمردين تماما وان من تبقى منهم يولون الأدبار إلى قواعدهم في الأراضي السودانية، وأضاف أن ما حدث في الأيام الماضية من معارك في شرق البلاد كان من دعم الخرطوم للمتمردين. وتابع «ليس مستبعدا أن نقطع علاقتنا الدبلوماسية معها نهائيا». وقال فكي إن مجلس الأمن الدولي بإدانته المتمردين ومن يقفون وراءهم يعطي انجمينا حق الرد بالكيفية التي تريدها على السودان. وأضاف «لكننا لا نسعى إلى حرب مع أنها فرضت علينا ولا نتمناها رغم ما يقوم به نظام البشير ضدنا ونطلب منه الالتزام بالاتفاقيات التي وقعها معنا والالتزام بعدم إرسال المرتزقة للأعمال التخريبية وحل مشاكله الداخلية بعيدا عنا»، وتابع «نحن لدينا حق مطاردة فلول المرتزقة داخل الأراضي السودانية وأشهدنا المجتمع الدولي عدة مرات وعليه أن يتخذ مواقف حاسمة من السودان».

وفي هذا السياق، قالت حركة التمرد إن الهدوء يسود منذ أول من أمس مناطق شرق تشاد بعد يومين من المعارك الدامية، لكنها أكدت مواصلة زحفها باتجاه نجامينا رغم الإدانة الدولية. وقال مصدر في اتحاد قوى المقاومة (تحالف مجموعات متمردة تشادية) في اتصال هاتفي معه من ليبرفيل إن «الوضع هادئ.. وليست هناك معارك».