وزير الدفاع السوداني من الفاشر: سنتصدى لأي عدوان

معارك بين متمردي دارفور وقوات موالية للحكومة قرب تشاد

جون هولمز وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية يلتقي مسؤولي النازحين بمعسكر زمزم قرب مدينة الفاشر بشمال دارفور (رويترز)
TT

أكد وزير الدفاع السوداني، الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين، استعداد القوات المسلحة للتصدي لأي عدوان على الأراضي السودانية، وكشف عن تحركات تقوم بها حركة العدل والمساواة المسلحة في إقليم دارفور على الحدود الشمالية الغربية للبلاد بدعم من الحكومة التشادية، في رد على تصريحات المسؤولين التشاديين بأنهم سيطاردون قوات المعارضة التشادية داخل الأراضي السودانية.

وقال حسين، في تصريحات صحافية، في ختام زيارة قصيرة قام بها إلى مدينة «الفاشر»، كبرى مدن دارفور، إن زيارته جاءت بغرض تفقد الأوضاع الأمنية بالولاية (الفاشر) بوجه خاص. وتجددت الاشتباكات الضارية بين مقاتلي حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور وحركة جيش تحرير السودان بقيادة كبير مساعدي الرئيس، مني أركو مناوي، بشمال الفاشر. واتهم كل طرف الآخر بالبدء بالقتال، ونقل عن الناطق باسم حركة العدل والمساواة، أحمد حسين آدم، قوله إن «قواتهم تعرضت لكمين نصبته قوات مناوي مدعومة بقوات حكومية بشمال دارفور». وأضاف «انتهت المعركة بهزيمتهم وتمكنت قواتنا من التصدي للكمين وأوقعت عددا من القتلى في صفوف القوات الحكومية وقوات مناوي، وتم الاستيلاء علي عربات لاندكروزر ودمرنا أخرى»، غير أن الناطق باسم فصيل حركة تحرير السودان، ذو النون سليمان، قال إن «حركة العدل والمساواة هاجمت قواتنا في منطقة بربرة، (شمال الفاشر)»، حيث جرت معارك ضارية استمرت لساعات طويلة. وقال إن الوقت مبكر للحديث عن الخسائر وتوقع استمرار القتال، ونفى وجود قوات حكومية في المنطقة التي شهدت الهجوم، واعتبر العملية إعادة كرة لهجوم العدل على مناطق حركته في إطار استراتيجيتها الرامية للانفراد بالإقليم والاستئثار بالمفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة بينها وبين الحكومة.

وأفاد المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المشتركة في دارفور (يوناميد) نور الدين المازني، أن القوة «تلقت تقارير عن حصول مواجهات صباح أول من أمس بين حركة العدل والمساواة من جهة والجيش وجناح مني ميناوي في جيش تحرير السودان من جهة أخرى». لكنه تدارك «لا يمكننا تأكيد الأمر مباشرة»، لافتا إلى أن المعارك انتهت. وجناح ميناوي هو الفصيل المتمرد الوحيد في دارفور الذي وقع اتفاق سلام في مايو (أيار) 2006 مع حكومة الخرطوم. وأوضح المازني أن 160 شخصا، معظمهم نساء وأطفال ومسنون، لجأوا إلى قاعدة القوة المشتركة في أم بارو. لكن المتحدث باسم الجيش السوداني عثمان الأغبش أكد أن «الجيش السوداني لم يشارك (السبت) في أي معركة في دارفور. المواجهات وقعت بين حركة العدل والمساواة وجناح ميناوي».

وقال جون هولمز، قائد العمليات الإنسانية للأمم المتحدة، إن «العلاقة بين تشاد والسودان هشة جدا، وثمة متمردون على جانبي الحدود، ودارت (أمس) معارك في شمال دارفور. وهذه ثغر يتعين علينا مواجهتها للتوصل إلى السلام». وقد زار هولمز السبت معسكر زمزم قرب الفاشر للمهجرين الذي استقبل أكثر من 40 ألف شخص منذ بداية السنة وأتى معظمهم من المهاجرية.

وبحث جون هولمز مع حكومة ولاية شمال دارفور، ورودولف أدادا رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (يوناميد)، الأوضاع في الإقليم خاصة الأوضاع الإنسانية. وقال نور الدين المازني، الناطق الرسمي باسم بعثة «يوناميد» في تصريحات، إن اللقاء قد بحث الأوضاع الإنسانية بدارفور والتعاون الثنائي بين البعثة والأمم المتحدة، والذي قال إن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية قد وصفه بأنه متميز.