بن يحيى يلمّح إلى احتمال عقد قمة مغاربية العام الحالي

تزامناً مع افتتاح «المؤتمر المغاربي الأول لرجال الأعمال» في الجزائر

TT

ألمح الأمين العام لاتحاد دول المغرب العربي، الحبيب بن يحيى، إلى إمكانية التئام قمة مغاربية قبل نهاية العام الماضي. وكشف بن يحيى بعد افتتاح أشغال «المؤتمر المغاربي الأول لرجال الأعمال» بالضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية، عمّا أسماه «مساع لتلطيف الأجواء بين دول مغاربية». وسئل إن كان ذلك يعني احتمال عقد قمة لقادة دول المغرب العربي قبل نهاية العام الجاري، فقال: «إن شاء الله.. هذا ما نعمل من أجله». وفهم من حديثه عن «تلطيف الأجواء» أن الجزائر والمغرب هما المعنيان بمساع مفترضة للتقريب بينهما، تمهيدا لإزالة الجمود عن الاتحاد المغاربي الذي توقفت كل هياكله منذ 15 سنة، بسبب خلاف بين أكبر بلدين عضوين فيه حول نزاع الصحراء.

ورفض بن يحيى الخوض في موضوع القمة المغاربية المحتملة، لكنه قال إن «لقاءات المستثمرين المغاربيين وتكثيف الفضاءات الاقتصادية خطوات هامة في طريق عودة النشاط إلى اتحاد المغرب العربي»، الذي عقد آخر قمة في تونس عام 1994. وقال بن يحيى: «إننا نريد أن نتجاوز القضايا السياسية العالقة بالبحث عمّا يحقق الاندماج الاقتصادي، ويساهم مثل هذا الفضاء الذي يعقد بالجزائر في تحقيق الهدف». وتابع: «أعتقد أن القمة المغاربية ستكون تتويجا لعمل ميداني، وهناك توجهات جديدة لمجابهة تحديات الأزمات العالمية. ويعد اجتماع رجال الأعمال واجتماع مجلس وزراء الصحة المرتقب قريبا لمجابهة التحديات الصحية، والاجتماع الأخير لوزراء الخارجية في طرابلس إضافة إلى لقاءات مغاربية مبرمجة في المستقبل، مؤشرات هامة على اقتراب موعد القمة السياسية».

يشار إلى أن آخر محاولة لعقد قمة مغاربية كانت في 2005 بطرابلس، لكن أعلن عن فشلها بسبب رفض العاهل المغربي الملك محمد السادس المشاركة فيها بدعوى أن بلده «كان عرضة للاستفزاز من طرف الجزائر»، ويتعلق الأمر بتصريحات للرئيس عبد العزيز بوتفليقة حول نزاع الصحراء، لم تعجب المغاربة.

وسئل وزير الصناعة وترقية الاستثمار الجزائري حميد طمار، المشارك في المؤتمر عن مدى استعداد الجزائر لقبول طلب المغرب فتح الحدود المغلقة منذ 15 سنة، فقال: «إنها مسألة تعالج على مستوى ثنائي، ويوجد عمل في هذا الاتجاه تقوم به حكومتا البلدين».

وذكر دبلوماسي مغاربي بالجزائر رفض نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»: أنه لاحظ «بوادر انفراج في العلاقات بين الجزائر والمغرب توحي بإمكانية إزالة الجمود عن الاتحاد». وقال: «لأول مرة منذ زمن طويل لا نسمع في تصريحات المغاربة تشددا في طلب التنازل عن مناقشة نزاع الصحراء في حال عقد قمة. ثم إن المغرب وافق أيضا على فتح اللجان الخاصة بالعلاقات مع الجزائر لبحث جميع القضايا العالقة، وهو أمر تنادي به الجزائر منذ سنوات ما يعني أن هناك حدا أدنى من التوافق قد ينتهي بتطبيع للعلاقات الثنائية».