الصومال: 255 قتيلا وجريحا في اشتباكات بين قوات الحكومة و«الشباب»

توقف المدارس والأسواق في مقديشو.. القراصنة يحصلون على مليوني دولار للإفراج عن سفينة بريطانية

مسلح تابع للميليشيات الإسلامية يأخذ موقعه أثناء معركة ضد القوات المؤيدة للحكومة الصومالية في العاصمة مقديشو أمس (أ.ب)
TT

أكدت مصادر مختلفة في العاصمة الصومالية مقديشو أن أكثر من 255 شخصا قتلوا أو جرحوا في اشتباكات مستمرة منذ 3 أيام، بين قوات الحكومة وحركة الشباب الأصولية المتطرفة، بينهم 14 شخصا قتلوا بسقوط قذيفة هاون على مسجد في مقديشو. وعلى البحر قال قراصنة صوماليون إنهم حصلوا على فدية قدرها مليونا دولار للإفراج عن سفينة مملوكة لبريطانيا وطاقمها المؤلف من 16 بلغاريا.

وحسب مصادر أمنية وطبية، فإن 65 شخصا على الأقل قتلوا فيما أصيب أكثر من 190 آخرين وكانت مناطق من شمال وغرب مقديشو قد شهدت اشتباكات متقطعة خلال اليومين الماضيين إلا أنها تطورت إلي معارك دامية منذ مساء أول من أمس واستمرت هذه المعارك نهار أمس. وأسفرت هذه المعارك عن سقوط العشرات من القتلى ونحو 200 من الجرحى، حسبما أفادت المصادر الطبية. وسقطت بعض القذائف في مناطق سكنية بعيدة عن ميدان القتال مما أدى إلى مصرع مدنيين. وقد أدت المعارك الأخيرة في مقديشو إلى توقف شبه كلي للحركة في العاصمة، وأغلقت المحلات التجارية أبوابها، كما أغلقت المدارس أبوابها في ثاني يوم للامتحانات النهائية. وبدأ سكان العاصمة، خاصة الأحياء التي تشهد المعارك الدموية، موجة من النزوح الجماعي والفرار إلى خارج المدينة، حيث سينضمون إلى عشرات الآلاف الذين هجروا منازلهم قبل عامين بسبب الحرب بين القوات الإثيوبية والمقاتلين الإسلاميين. ويشبه هذا النزوح الجماعي بذلك النزوح الذي حدث في تلك الفترة حيث فر نصف مليون شخص. وحملت الحكومة الانتقالية مسؤولية هذا القتال لـ«جهات لا تريد الاستقرار والأمن في الصومال، ويصعب عليها قبول السلام بشكل عام وهي المسؤولة عن بدء القتال» في إشارة إلي تنظيم الشباب. وقال وزير الأمن الوطني في الحكومة الانتقالية العقيد عمر حاشي آدم إن القتال يهدف إلى إجهاض الحكومة وإسقاطها وأن عناصر أجنبية من مقاتلي تنظيم القاعدة تقاتل في صفوف المعارضين، وأنه تتم معالجة الأمر عسكريا. مشيرا إلى أن القتال سيستمر حتى القضاء عل هذا التمرد المسلح، على حد تعبيره.

وذكر الوزير حاشي أيضا، أن الحكومة مستعدة للتفاوض والتحاور مع أي طرف معارض، لكنه أشار إلى أنه لا يمكن التفاوض مع عناصر أجنبية وأن هذه الفصائل التي تحتضن هؤلاء الأجانب قد أعلنت مرارا أنها لا تريد السلام ولا تريد التفاوض معنا.

وقال الشيخ محمد إبراهيم بلال، المسؤول البارز بحركة الشباب لـ«رويترز»: «قتلنا عددا لا يمكن إحصاؤه من مقاتلي الحكومة والإسلاميين المعتدلين.. جثثهم ملقاة في الشوارع». وقال «شمال مقديشو الآن تحت سيطرتنا. واكتسحناهم من خمسة مواقع رئيسية بينها ملعب مقديشو لكرة القدم». وأفاد سكان ومصادر مستشفى بأن 50 شخصا قتلوا في القتال وأصيب 181 آخرون. وقال شهود عيان إن 15 شخصا آخرين قتلوا وجرح عشرة عندما سقطت قذيفة مورتر على مسجد أمس الأحد. من جانبه قال الشيخ علي محمد حسين مسؤول تنظيم شباب المجاهدين في إقليم العاصمة إن القتال يجري بين مقاتلي التنظيم وبين من وصفهم بـ«أعداء الله».

وفي بوصاصو، قال قراصنة صوماليون أمس إنهم حصلوا على فدية قدرها مليونا دولار للإفراج عن سفينة مملوكة لبريطانيا وطاقمها المؤلف من 16 بلغاريا.