باكستان: مئات آلاف المدنيين يفرون من وادي سوات

القوات الباكستانية تقتل 200 متمرد في هجوم على مسلحي طالبان

أفواج الهاربين من معارك سوات في طريقهم إلى مناطق آمنة (إ.ب.أ)
TT

أعلن الجيش الباكستاني، أمس، أنه قتل ما بين 180 و200 متمرد خلال الساعات الـ24 الأخيرة في الهجوم العنيف الذي يشنه الجيش ضد مسلحي طالبان في وادي سوات شمال غربي البلاد.

وقررت السلطات الباكستانية رفع حظر التجول مؤقتا، أمس، في وادي سوات، حيث يشن الجيش هجوما واسع النطاق ضد طالبان من أجل إفساح المجال أمام أكثر من مائة ألف مدني للنزوح هربا من المعارك. ويتوقع أن يرفع حظر التجول بين الساعة 6.00 و 13.00 بالتوقيت المحلي (00.0 و7.00 بتوقيت غرينتش) بحسب بيان رسمي نصح سكان مدينة مينغورا والمنطقة بالنزوح. وقال خوشال خان، المسؤول في الإدارة المحلية لوكالة الصحافة الفرنسية «نتوقع أن يغادر أكثر من مائة ألف شخص منازلهم في مختلف مناطق وادي سوات». كما استخدمت أيضا القوة الجوية لضرب مخابئ المسلحين في الوادي ذي المناظر الخلابة الذي كان يستخدم كمنتجع سياحي مشهور حتى عام 2007 والمناطق المجاورة له؛ بونير ودير. وزاد مقاتلو طالبان من نفوذهم في المنطقة بعد توقيع اتفاق سلام مع الحكومة الإقليمية في فبراير (شباط) الماضي. وبناء على الاتفاق طبقت الشريعة الإسلامية في مقاطعة ملاقند من إقليم الحدود الشمالية الغربية، التي تضم سوات، مقابل ضمانات بأن المتمردين سوف ينهون تمردهم. وجاء الانهيار غير المعلن لاتفاقية السلام عندما بدأ مقاتلو طالبان في وقت سابق من هذا الأسبوع دوريات مسلحة واستولوا على مبان حكومية في مينغورا، إلى جانب ضرب أهداف عسكرية. وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أن ما يصل إلى مليون شخص نزحوا من شمال غربي باكستان وغادروا مناطق بونير ودير السفلى وسوات. وانتشر آلاف الجنود بدعم من الطيران في وادي سوات من أجل «القضاء» على المسلحين الإسلاميين، فيما اضطر مئات آلاف المدنيين لمغادرة منازلهم بسبب حدة القصف. وأعلن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني، أول من أمس، خلال مؤتمر صحافي، أن القوات المسلحة «مصممة» على تجنب الخسائر المدنية بالحد الأقصى، وعلى إنهاء الهجوم «بأسرع وقت ممكن».